مشاهدون أشادوا بالفيلم ومنحوه العلامة الكاملة

«فتاة المصنع» يُعيد الروح إلى السينما المصرية

سيرة «فتاة المصنع» غير المسموح لها بالحلم تختصر قصص كثيرات في مجتمعها. الإمارات اليوم

حالة من الإعجاب سيطرت على مشاهدي فيلم محمد خان الأخير «فتاة المصنع» الذي مازال يعرض في دور السينما المحلية، بعد جولة في المهرجانات استهلها في الدورة الـ10 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، إذ أكد معظم الذين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم أن فيلم خان أعاد الروح للسينما المصرية، معتبرين أنه رسالة واضحة أن السينما مازالت بخير على الرغم من وجود من يحاول أن يضعها في خانة التجارة على حساب الكلمة والصورة.

سعادة ظاهرة بدت على وجوه معظم المشاهدين الذين رأوا أن الفيلم يستحق بجدارة العلامة الكاملة، وأشادوا بالوجوه المشاركة في «فتاة المصنع»، التي كانت تُعد في الصف الثاني في الكثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، فالفيلم من بطولة ياسمين رئيس وسلوى خطاب وهاني عادل، وغيرهم.

«السندريلا».. حاضرة

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الفيلم يبدأ من عنوانه في مصنع للنسيج مع دندنات الفتيات مع صوت «السندريلا»، الراحلة سعاد حسني تغني للحب والحياة، فيدرك المشاهد أنه أمام قصة فتيات وليس فتاة واحدة، مع غياب واضح للذكور إلا في ما ندر، أو في قلب موازين الحكاية والمشاعر والأحلام.

«لا يمكن أن أنسى ولو مشهداً واحداً من الفيلم، فأنا أمام تحفة فنية بكل معنى الكلمة»، هذا ما عبّرت به زينب رؤوف عن مشاعرها تجاه الفيلم، مضيفة بتأثر «هذه هي السينما المصرية، وهذا الفيلم هو مصر، ومنذ 10 سنوات تقريباً لم أشاهد فيلماً يهزني ويجعلني أشعر بهذه المشاعر، فرح وحزن في اللحظة ذاتها، مثل ما حدث مع (فتاة المصنع)».

ووافقها الرأي زوجها محمود غنيم، الذي قال إن «الفيلم يجب أن يشاهَد، ويحفظ في مكتبة المنزل، هو شيء لا يمكن وصفه، وعودة قوية لشكل السينما التي تتلاءم مع كل بلد بقيمة مصر».

الواقع والحلم

الفيلم مملوء بالتفاصيل التي تجعل من حكاية فتاة (هيام) تعيش في العشوائيات، فقيرة وجميلة وذكية، قضية كبرى، لها علاقة بواقع الحال، فهي غير مسموح لها بأن تحلم أكثر من حجم جسدها على فراشها، لكن عزة نفس هذه الفتاة التي تمثل شريحة كبيرة من مجتمعها، لا تجعلها تنكسر حتى لو ضاع حلمها من بين يديها، والذي تمثل في «كوشة وزغاريد».

من جانبه، اعترف محمد نضال بأنه تردد أكثر من مرة من مشاهدة الفيلم عندما سمع أنه «نسوي جداً»، مستدركاً «لكن الفيلم أذهلني، هو لا يتحدث عن قضية فتاة بقدر ما يتحدث عن قضية مجتمع كامل، يعيش في هذا العالم، وأعتقد أن الفيلم مذهل لدرجة أنني أفكر في مشاهدته مرة أخرى»، لافتاً إلى أن «غياب أسماء كبيرة عن الفيلم أكدت أن الموهبة لا تحتاج إلى تاريخ، بل تحتاج إلى فرصة». بينما قالت علياء داوود: «كل فيلم سينتج في الفترة المقبلة، سيظل دائماً في مقارنة مع (فتاة المصنع) ليس في القصة، بل في القيمة والفن. وأنا سعيدة جداً بهذا الفيلم الذي أعاد للسينما المصرية وهجها وقيمتها، خصوصاً بعد انتشار أفلام الابتذال والكوميديا السخيفة في المرحلة الفائتة بتوقيع منتج واحد أرفض ذكر اسمه يبحث عن المكسب فقط». وتابعت «أشكر محمد خان على هذا الفيلم، الذي جعلني فخورة جداً».

لعنة الجنية

تعيش هيام مع والدتها (سلوى خطاب) وشقيقتها وزوج الأم، في حي مزدحم بالفتيات، لا ذكور فيه إلا عدداً محدوداً، وتعزو الوالدة ذلك إلى حكاية قالتها لها أمها: إنه في يوم بعيد جداً، سكن هذا الحي رجل من الصعيد كان وسيماً، وقعت في غرامه «جنية من تحت الأرض»، لكن الصعيدي رفض هذا الحب، فلعنته الجنية ودعت ألا يرى في ذريته سوى البنات، ولهذا السبب - حسب أم هيام - فاض الحي بالبنات، لكنهن شجاعات ومقدامات يشبهن تمرداً يمكن ترويضه، لكن من الصعب قتله، وهذا ما حدث فعلاً مع هيام. بوجود المهندس (الرجل الوحيد في المصنع) يبدأ الوهم في رأس هيام وبناء قصص خيالية تصل إلى شكل فستان الزفاف، فهذا أقصى ما يمكن أن تصل إليه فتاة في مثل ظروفها، لكنها مختلفة، تتمادى على كل ما حولها، وتزيد من خيوط شبكة الوهم التي تعيش بداخلها، وتصل إلى الحبيب، الذي من الواضح أنه يستغلها إلى حين عثوره على أخرى تلائمه أكثر، كانت واهمة حد الثقة، فلم تتردد في أن تتحدى قريناتها في المصنع وتقول: «حارقص بفرحه إذا اتجوز غيري»، ولم تدرك أنها ستفي بهذا الوعد.

بدوره، وصف عبدالله محمد الفيلم بأنه «مهم جداً، وفيه الكثير من الحكايات التي تدور حول شخص واحد ، لكن قد تمسّ أي شخص آخر، فالحلم ليس مقتصراً على الفتيات، لكن استخدام خان للفتاة مقصود، بسبب نظرة المجتمع بشكل عام لها. فالحلم لا هوية له ولا جنس، هو حق لكل إنسان، وهذا ما لمسته شخصياً من فيلم محمد خان».

تويتر