«المرأة الأخرى».. حينما تـيـــأس النساء
جميل وغريب أن تذهب إلى قاعة السينما وتنتبه أن معظم المشاهدين من النساء، مع حضور خجول من الذكور، تدرك حينها أن الفيلم نسوي بامتياز، وهذا ما حدث فعلاً مع فيلم «المرأة الأخرى» للمخرج نيك كازافيتيس، وبطولة كاميرون دياز، ليزلي مان، وكيت أبتون، ويعرض حالياً في دور السينما المحلية. ويتناول قصة ثلاث نساء يقعن في غرام الرجل نفسه، وكل واحدة فيهن لا تعرف عن الأخرى، وتعتقد أنها وحدها من يملك قلب رجل الأعمال مارك المتزوج من كيت، ويعيش قصة غرامية مع المحامية كارلي. الفيلم منحه مشاهدون علامة راوحت بين خمس وتسع درجات، وهو يصنف تحت فئة الأفلام الكوميدية.
يُظهر الفيلم حياة كيت التي تعيش في هدوء وحب مع زوجها مارك، ويُظهر مارك نفسه وهو يعيش السعادة الغامرة مع فتاة شقية وجميلة هي المحامية كارلي، الواقعة في غرامه، وهي لا تدرك زواجه من أخرى، حيث اكتشفت الخديعة بمحض المصادفة، حين أرادت مفاجأة مارك في منزله وفتحت لها الباب زوجته.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
الفيلم بالنسبة لأميرة علي كان مسلياً ومضحكاً «على الرغم من المبالغة في الفيلم في تكاتف النساء ضد رجل واحد دمر قلوبهن، إلا أنني تمنيت فعلاً هذا التكاتف، فهن مخدوعات، من رجل استهان بمشاعرهن»، وقالت: «المرأة عدوة المرأة، فهي التي تسرق الرجل من بيته، وتدمر عائلته، لكن هذا لا يعني أن الرجل لا يتحمل المسؤولية، ومشاهدة هذا الاتحاد النسوي في الفيلم منحني شعوراً بالانتصار»، مانحة الفيلم سبع درجات.
في المقابل، قالت زينة هادي التي أكدت أنها مرت بظروف الزوجة المخدوعة، لكن العشيقة التي خطفت زوجها كانت تتلذذ بعذابها على عكس كارلي التي ما أن علمت حتى وضعت خطة للانتقام من الرجل الذي دمر حياتها وحياة زوجته «مصطلح الانتقام وقعه سيئ، لكن الشعور بتحقيقه يعطي سعادة للمكلوم»، موضحة «الانتقام هنا ليس في سجنه أو التبليغ عنه أو وضعه في مصحة، أو الحصول على المال، الانتقام هو وضعه في زاويته الحقيقية وإطلاق صفة خائن عليه، والخائن لا يؤتمن على أي شيء، وهذا ما حصل فعلاً في الفيلم، فالإنسانة الطبيعية لن تقبل الارتباط بعلاقة عاطفية مع خائن، هذا هو الانتقام»، مانحة الفيلم تسع درجات.
تذهب الصدمة التي ارتسمت على وجه كارلي عندما قابلت كيت زوجة مارك، ولأنها محامية وتدرك القانون جيداً، قررت أن تتجاوز الصدمة وتعيش الواقع تحت عنوان الانتقام من الرجل الذي دمر حياتها ولعب في مشاعرها، لكن الانتقام هذه المرة بالاتحاد مع الزوجة المخدوعة هي الأخرى.
قال عمر قاسم الذي جاء معجباً بالفنانة كاميرون دياز«التي تتمتع بكوميديا ظريفة تتناسب مع شكلها الجميل، وهذا سبب إعجابي بها»، وقال: «بصراحة شعرت أن الفيلم ليس مع المرأة بل كان محبطاً لها، فالرجل بالنهاية استعاد حياته، ولم يعاقب العقاب الذي يستحق، والنساء المخدوعات سيبقين في هذه الزاوية ولن يخرجن منها»، مؤكداً «الفيلم جميل وفيه خفة ظل، لكنه ليس أفضل أدوار كاميرون دياز»، مانحاً إياه خمس درجات. في المقابل، قال حسن علام إن الفيلم جميل وخفيف الظل «أن تدخل إلى عالم النساء وتعرف كيف يفكرن، والخلاصة أن المرأة هي المرأة، مهما اختلفت الثقافات والجنسيات»، مانحاً الفيلم ست درجات.
«الانتقام بمعناه الكبير عندما يكون بيد الجنس اللطيف نحوّله إلى كيد»، هذا ما قاله عيسى الخليفي، وأضاف «لم يكن في الفيلم نوع من الكيد، بل رغبة في تلقين الخائن عقابه الذي يستحق، ضمن قالب كوميدي يستحق الثناء وأداء قريب من القلب، خصوصاً الذي قدمته كاميرون دياز»، مانحاً الفيلم سبع درجات.
يعتقد المشاهد أن الأمر يقتصر على الزوجة والعاشقة، ليكتشف بعد اتفاقهما على الانتقام أن هناك أكثر من امرأة في حياة الرجل الذي سيطر على قلبيهما، فتبدأ المغامرة في كشف عدد النساء في حياة هذا الرجل الذي يقوم بتأليف قصص لضحاياه، فتصبح الدائرة أوسع بين النسوة اللواتي شعرن بالاهانة أكثر عندما ظهرت في الدائرة فتاة عشرينية، هنا تتحول القصة ويدخل فيها اليأس.
منحت تالة عدي الفيلم خمس درجات، وقالت: «الفيلم خفيف الظل، لكن المبالغة في المشاهد غير المقنعة بين المخدوعات، كانت ثقيلة على التسلسل الدرامي للفيلم الذي لم أشعر أنه انتصر للمرأة».