تقليد الأفلام الأجنبية أصبح ظاهرة ملحوظة في السينما العربية. تصوير: أشوك فيرما

«جوازة ميري».. السينما حيــن تستخفُّ بالمشاهد

اعتبر مشاهدون أن تقليد الأفلام الأجنبية أصبح ظاهرة ملحوظة في السينما العربية في الآونة الأخيرة، مؤكدين أن هذا النوع من التقليد سيبعد المشاهد العربي عن قصص كثيرة في مجتمعه العربي المليء بالحكايات التي تستحق الوقوف عندها، مؤكدين في الوقت نفسه أن شركات معينة أصبحت متخصصة في هذا النوع من الإنتاج، ضمن أفلام تم طرحها هذا العام، كفيلم «حلاوة روح» المأخوذ عن الفيلم الإيطالي «مالينا»، وحالياً فيلم «جوازة ميري»، المأخوذ عن فيلم «إنها الحرب».

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجي الضغط علي هذا الرابط.

«جوازة ميري»، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، وهو من إخراج وائل إحسان وبطولة ياسمين عبدالعزيز وحسن الرداد وكريم محمود عبدالعزيز، يحكي قصة فتاة تريد الزواج بعد أن فشلت علاقتها العاطفية مع شخص فضل أخرى عليها، وما يحدث أنها تتعرف على شابين يعملان في وحدة مكافحة الإرهاب، وتستمر في علاقتيها معهما، إلى أن يكتشفا فتتحول أحداث الفيلم إلى مشاجرات بين الشابين للحصول على قلبها، والنهاية كانت غريبة حيث لا تتوافق مع تقاليد مجتمعنا العربي، مع وجود محاولات من قبل المخرج لتوريتها إلا أن الجمهور الذي لم يعد يتحمل الاستخفاف بعقله، خرج ساخطاً من الفيلم، وراوحت النتيجة التي منحها مشاهدون للفيلم بين صفر وأربع درجات.

في بداية الفيلم سيرى المشاهد فتاة اسمها «بيري» وهي تستخدم دواء الربو، لينتقل المشهد معها وهي على دراجة نارية، متجهة إلى عيد ميلاد خطيبها الذي تركها وفضل غريمتها عليها.

قال محمد إمام (30 عاماً) إنه جاء لمشاهدة الفيلم رغبة في الضحك «لكن الحقيقة أنني تألمت، وأصابني إحباط من كمية الإسفاف التي يتضمنها الفيلم، والمشاهد الكوميدية المبالغ فيها، سواء حركات البطلة التي باتت لا تتلاءم معها والتي تتكرر في كل أفلامها، أو كمية المشاهد الغريبة المقحمة في الفيلم»، مؤكدا أن الفيلم يستحق بجدارة علامة صفر.

في المقابل قال إيهاب عزة (33 عاماً) إن الفيلم فيه القليل من الكوميديا، لكن استنساخه من الفيلم الأجنبي «إنها الحرب» كان واضحاً وصريحاً في كل شيء، «وشتان طبعاً بين الفيلمين»، متسائلاً «هل خلت منطقتنا العربية من قصص تتحول إلى سينما؟»، مانحاً الفيلم أربع درجات.

«بيري» بعد تلقيها الصدمة الكبيرة من خطيبها تقرر ومن دون سابق إنذار البحث عن عريس، والشرط أنه يجب أن يعقد قرانهما قبل زفاف خطيبها السابق بيوم واحد، ومن هنا تبدأ المغامرة التي تساعدها فيها صديقاتها المقربات.

أكدت منيرة الرازي (25 عاماً) أنها غادرت الفيلم قبيل انتهائه «شعرت بالغثيان، وياسمين عبدالعزيز فقدت كوميديتها ولم تعد كالسابق، وعليها البحث عن مجال آخر تبدع فيه بعيداً عن الكوميديا» رافضة إعطاء أي درجة.

ووافقتها الرأي صديقتها سحر محمد (26 عاماً) التي قالت «تألمت على ياسمين عبدالعزيز، فاليأس قادها إلى تكرار تجربة فاشلة مع المخرج نفسه وشركة الإنتاج نفسها بعد فشل فيلم الآنسة مامي، واضح هذا الشيء من أدائها المبالغ فيه»، مانحة الفيلم ثلاث درجات.

وبدل تعرف «بيري» إلى شاب واحد تقودها المصادفة إلى التعرف إلى شابين يجمعهما عمل واحد، حيث ينتميان إلى جهاز مختص بمكافحة الإرهاب، إضافة إلى صداقتهما الوطيدة مع بعضهما بعضاً، حتى كان وجود بيانات «بيري» على الـ«فيس بوك» في موقع للتعارف هو السبب في وصول الشابين لها، وهما عملياً يجهلان أنهما وقعا في حب الفتاة نفسها، لتنتقل حبكة الفيلم إلى صراع الصديقين للحصول على قلب بيري، ضمن مقالب بينهما.

تساءل علي الحاوي (27 عاماً) «هل الاستخفاف بعقل المشاهد وصل إلى محاولة إقناعه بأن شابين يعملان بوحدة مكافحة الإرهاب في الأمن يمكن أن يكونا بكل هذا السخف، وهل وصل الاستخفاف بالمخرج والكاتب والمنتج بعقل المشاهد بأنه لن يلاحظ السرقة الكاملة لفيلم أجنبي وبناء القصة عليه»، مانحاً الفيلم علامة صفر.

النهاية كانت السقطة الأكبر، حسب مشاهدين بالنسبة للفيلم، فبعد مشاهد مقحمة ومقالب غير منطقية، وإدخال مشهد له علاقة بوظيفة الشابين، تصل المرحلة إلى أوجها بضرورة زواج بيري قبل زواج خطيبها السابق بيوم، فتقرر الزواج بالشابين، وهنا حاول فريق العمل في الفيلم تمرير هذا النوع من الزواج بمشهد كوميدي، ضارباً بعرض الحائط الديانات جميعها التي تمنع هذا النوع من الزواج، إضافة إلى طبيعة المجتمعات العربية المحافظة، ومع أن مشهد النهاية يجعل بيري تختار أحد الشابين، إلا أن الصورة بشكل كامل وضعت المشاهد في حيرة من أمره.

وفي المقابل قالت عاليا هادي «النهاية كانت مقززة ومهينة لكل الأعراف والتقاليد، والفيلم سيئ للغاية، ولا يستحق ثمن التذكرة التي دفعت لأجله»، مانحة إياه علامة صفر.

الأكثر مشاركة