«ديكور».. الحياة ليست أبيض أو أسود

الحياة ليست أبيض أو أسود لكن بها خيارات كثيرة، ربما كانت هذه الفكرة الرئيسة التي أراد ثنائي السيناريو شيرين ومحمد دياب تقديمها في فيلمهما «ديكور»، الذي عرض في الدورة الـ36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لكن المخرج أحمد عبدالله السيد وأبطاله أضافوا الكثير للعمل ليصبح محملاً بالمعاني والرموز.

وعلى مدى 116 دقيقة برع الثلاثي حورية فرغلي وخالد أبوالنجا وماجد الكدواني في رسم مثلث محكم تدور داخله ثنائيات الماضي والحاضر والمتاح والمأمول والحقيقة والوهم، قبل أن يصل الصراع إلى ذروته ويحين موعد الاختيار، فتكون النهاية مفاجئة للمشاهد إلى حد كبير.

ويقول مخرج الفيلم أحمد عبدالله السيد «تدور القصة حول (مها) التي تتصارع بين عالمين أحدهما حقيقي والآخر وهمي، وتطرح من خلال قصتها سؤالاً حول: هل العالم الحقيقي بعيد عن العالم الوهمي؟ وهل الاختيارات التي نختارها في حياتنا تكون سهلة أم تحكمنا بعض العوامل الأخرى؟».

ولد أحمد عبدالله السيد بالقاهرة في 1979 ودرس الموسيقى الكلاسيكية، وعزف آلة الفيولا وبدأ عمله بالمجال السينمائي في 2003 كـ«مونتير» للأفلام الروائية. كتب وأخرج أول أفلامه الروائية «هليوبوليس» في 2009، ثم «ميكروفون» في 2010، وبعدهما «فرش وغطا» في

2013.

ولقي «ديكور» إقبالاً كبيراً من جمهور مهرجان القاهرة السينمائي في عرضه الأول بالعالم العربي وإفريقيا. وعرض الفيلم من قبل في مهرجان لندن السينمائي في وقت سابق من هذا العام.

وعرض الفيلم ضمن قسم «العروض الخاصة» بالمهرجان، الذي يضم أيضاً أفلام «المرأة الرقيقة» من فيتنام، و«بهجة الرغبات الإنسانية» من كندا، و«من ألف إلى باء» من الإمارات، و«مياه فضية سوريا: صورة ذاتية»، من ألمانيا و«الساحة السحرية» من إيطاليا، و«حائط البطولات» من مصر، و«صالة المزادات: حكاية شقيقين»، و«ملكة وبلد» من بريطانيا.

وإذا كان «ديكور» يمثل امتداداً لنوعية الأفلام النفسية التي

برع فيها المؤلف محمد دياب الذي صنع من قبل «أحلام حقيقية» في 2006 و«ألف مبروك» في 2009، فهو يمثل نقطة انطلاق جديدة لبطلة العمل حورية فرغلي.

وقدمت حورية فرغلي دوراً مركباً تطلب مجهوداً ذهنياً ونفسياً كبيراً، إذ تتمازج المشاهد بين عالمين متوازيين يقتربان من تخوم التناقض، لكنها رغم ذلك أجادت الدخول والخروج من كليهما بمنتهى السلاسة.

ويوظف المخرج في الفيلم مقاطع متعددة من كلاسيكيات السينما المصرية لتضفي أفلام الأبيض والأسود بعداً ساحراً على العمل حتى يشعر المشاهد أنها تكاد تتداخل مع الشخصيات في الحوار والحركة.

وعن مغزى تقديم الفيلم بالأبيض والأسود قال مخرج العمل «استخدمتهما لأنهما من صميم الفيلم، وأتاح لي الأبيض والأسود استخدام أشكال فنية جديدة ساعدتني على أن أوفي القصة حقها، لكن رغم ذلك أترك الحكم للجمهور».

وتختتم الدورة الحالية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي غداً عند سفح الأهرامات.

 

الأكثر مشاركة