«عراف المياه» و«الشجرة» و«حكايات برية» على السجادة الحمراء
يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي هذا العام مجموعة من أفضل إنتاجات السينما العربية والعالمية، كل يوم، خلال أنشطة الدورة الـ11 التي تقام خلال الفترة من 10 إلى 17 ديسمبر الجاري.
تقدم أوّل عروض السجادة الحمراء ليلة الخميس 11 ديسمبر فيلم «عرّاف المياه»، أول تجربة إخراجية للنجم راسل كرو الذي يلعب أيضاَ دور البطولة، مقدّماً قصة شيّقة مرتقبة، تدور أحداثها بعد أربع سنوات من «معركة جاليبولي» التي دارت رحاها أثناء الحرب العالمية الأولى. يلعب كرو دور مزارع أسترالي يدعى «جوشوا كونور»، يُسافر إلى اسطنبول ليتعرف الى مصير أبنائه الذين فُقدوا أثناء تلك المعركة. يعقبه عرض لفيلم «الأعز» للمخرج بيتر هو-سن شان؛ وتدور أحداثه حول «وين جون»، وزوجته «جياشوان» الغارقين بمشاغل الحياة في مدينة «شنزن» جنوب الصين. في أحد الأيام، وبينما يلعب ابنهما «تيان بينغ» في الشارع مع أصدقائه، يتعرّض للخطف، لكنهما لا يفقدان الأمل في العثور عليه، وينطلقان في رحلة للبحث عنه، يدفعهما الإصرار والدهاء.
ختام
تُختتم الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي الدولي بفيلم يُعرض للمرّة الأولى دولياً للمخرج الأميركي روب مارشال بعنوان «في الغابة»، من بطولة كوكبة من النجوم، هم: ميريل ستريب، وجوني ديب، وايميلي بلنت، وآنا كندرك، وكريس باين. وهو فيلم موسيقي لا يخلو من الطرافة، حيث قصص «سندريلا» و«ذات الرداء الأحمر» و«جاك وشجرة الفاصولياء» و«رابونزل» تتشابك في حبكة واحدة، حول خبّاز وزوجته، وأمنيتهما بتأسيس عائلة، لكنها تصطدم بساحرة شريرة ألقت عليهما تعويذة سحرية. تنوّع قال المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، مسعود أمرالله آل علي: «تتميز حفلات عروض السجادة الحمراء بتنوعها الزاخر، بما تقدمه من إبداعات سينمائية، تتضمن أفلاماً روائية عربية وعالمية، من شأنها تلبية تطلعات عشاق السينما لمشاهدة أفلام ينتظرون عرضها بشغف كبير، ويُسعدنا أن يكون بينها فيلمان من الإمارات والبحرين» |
تشهد ثاني عروض السجادة ليلة الجمعة 12 ديسمبر الجاري ثلاثة عروض سينمائية؛ من بينها أوّل عروض برنامج «سينما الأطفال» بفيلم «طائرات ورقية» للمخرج روبرت كونلي، الذي تدور أحداثه حول «ديلان ويبر»، الذي لم يتجاوز الـ11 من عمره، حينما يواجه مأساته الشخصية بعد أن غيّب الموت أمه، وليجد في الطائرات الورقية مساحة للتواصل مع والده الغارق بحزنه على أمه، ما يجعل من الفيلم معبراً لمعاينة القدرة على التجدّد والمثابرة ومواصلة الحياة. أما فيلم «بوي كواير»؛ فيقدم رائعة جديدة للمخرج فرنسوا جيرار؛ هو فيلم درامي عائلي يُمكن لكل أفراد الأسرة مشاهدته، من بطولة النجمين داستن هوفمان وكاثي بيتس. يلعب هوفمان دور «كرافيل» رئيس جوقة غنائية في مدرسة أميركية للموسيقى، يجد نفسه مضطراً إلى تعليم الغناء لفتى يتيم لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره؛ ورغم ما عُرف عن هذا الفتى من تمرّد وانطوائية، إلا أنه يتخطى التوقعات، ويحقق كل ما يؤهله الانضمام إلى الـ«بوي كواير». ويختتم اليوم الثاني لعروض السجادة الحمراء بفيلم المخرج الإماراتي وليد الشحي، «دلافين»، المشارك في مسابقة «المهر العربي» لهذا العام، وهو قصة تمضي في ثلاثة مسارات، تمتد إلى نهاياتها المفتوحة، وفي ثلاثة عوالم منفصلة ظاهرياً، لكنها متشابكة في العمق، حيث تجتمع الأنوثة، والذكورة، والطفولة، في نسيج اجتماعي واحد. ويشهد اليوم الثالث لعروض السجادة الحمراء، السبت 13 ديسمبر الجاري، ثاني عروض «سينما الأطفال» بفيلم «بابا نويل» لمخرجه ألكسندر كوفر، حيث نتعرّف إلى «أنطوان» ابن الستة أعوام، الذي يتوق لأن تتحقق أمنيته في لقاء «بابا نويل» ليلة عيد الميلاد، إلا أنه سيكتشف أن مَنْ جاء إلى شُرفة المنزل، ليس إلا لص ينوي سرقة العائلات الغنية في باريس، ولينطلق «أنطوان» بعدها في رحلة مع «بابا نويل» المزيف على أسطح منازل العاصمة الفرنسية، ليتعلم المعنى الحقيقي للعيد خلال تلك الرحلة. ومنه إلى فيلم «اسكوبار: الفردوس المفقود» للمخرج والممثل الإيطالي أندريا دي ستيفانو، وهو ميلودراما حول بابلو إسكوبار، أشهر أباطرة تجارة المخدرات في العالم، ويلعب دوره الممثل بينيسيو ديل تورو. وتختتم الليلة الثالثة بفيلم المخرج البحريني محمد راشد بوعلي «الشجرة النائمة» الذي ترشح لنيل جائزة «آي دبليو سي للمخرجين» في 2012؛ والحائز على دعم كل من برنامج «إنجاز» وبنك الإمارات دبي الوطني، ويحكي قصّة «أمينة» التي تُعاني شللاً دماغياً، وعلى والديها «جاسم» و«نورة» أن يحرصا على رعايتها، وهكذا تُلازم «نورة» البيت متفرغة للعناية بابنتها، بينما ينأى «جاسم» عن حياته العائلية، ويغرق في عزلته، ما يشحن الأجواء بالتوتر. مدفوعاً بيأسه، ووجوده الذي يتلاعب به الأسى، لا يجد «جاسم» نفسه، إلا وهو يمضي في رحلة أمل نحو «شجرة الحياة» الأسطورية، وكل قاصديها مأخوذون بها، وما يحيط بها جارف لا يَعترف بالزمن والفناء، فتستعيد الحياة معناها، وتصحو السعادة التي تسرّبت من بين أصابع «جاسم» و«نورة»، ويعيشان زواجهما من جديد.
أما يوم الأحد 14 ديسمبر الجاري؛ فيشهد عرض فيلم المخرج المصري داود عبد السيد، «قدرات غير عادية»، والمشارك في المسابقة الرسمية للمهر الطويل؛ فعندما يفشل بحثه العلمي عن القدرات غير العادية في البشر، يُجبر «يحيى» على أخذ إجازة من عمله وحياته المعتادة. سائراً بلا هدف، يستقر في «بنسيون» على البحر تسكنه مجموعة من الشخصيات الطريفة. حين تنمو علاقة حميمية بينه، وبين صاحبة «البنسيون»، ويتقرّب من ابنتها الصغيرة صاحبة «الكاريزما» القوية، يعتقد «يحيى» أنه قد عثر على السحر الذي طالما بحث عنه، فيتراءى له وجود شيء غير عادي داخل الأم وابنتها، وربما بداخله هو أيضاً. وتحضر السينما الأرجنتينية يوم الإثنين 15 ديسمبر الجاري من خلال فيلم «حكايات برّية» الممثل الرسمي للأرجنتين في جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية، وهو كوميديا درامية فريدة من تأليف وإخراج داميان زيفرون. يروي فيها ست قصص لاذعة عن الانتقام، حيث أبطال الفيلم أناس عاديون يبالغون في ردود أفعالهم، وإنزال العقاب بمن على علاقة بأمور مرتبطة بالبيروقراطية، والعائلة، وأعمال الشغب. ومن الأرجنتين إلى مصر وفيلم المخرج أمير رمسيس «بتوقيت القاهرة» الذي يروي ثلاث حكايات تجري في يوم واحد في مدينة القاهرة. «ليلى السماحي» ممثلة معتزلة تبحث عن «سامح كمال» آخر الممثلين الذين شاركتهم دوراً. «سلمى» تواعد «وائل» في شقة أحد أصدقائه بعد استحالة زواجهما. «حازم» تاجر مخدرات شاب، هارب إلى القاهرة من الإسكندرية بعد تورطه مع عصابة هناك، وها هو يقلّ «يحيى» العجوز المصاب بـ«الزهايمر». إنها لحظات مصيرية في حياة ست شخصيات لكل منهم حكايته التي تتصل مع حكايا الآخرين، وتضيء على اكتشافات كثيرة، وقد اجتمع على تجسيد تلك الشخصيات عدد من عمالقة التمثيل في السينما المصرية.