فيلم الافتتــاح «ليس كل شيء»
«نظرية كل شيء.. ليست كل شيء في يوم الافتتاح»، و«النجوم الضيوف جزء من الحدث، وليس كله»، «تمنيت أن أفاجئكم بحضور العالم الفيزيائي أو زوجته».. هي بعض من تصريحات رئيس مهرجان دبي السينمائي عبدالحميد جمعة، عقب انتهاء مراسم الافتتاح الرسمي لمهرجان دبي السينمائي في دورته الـ11، مساء أول من أمس، في مدينة جميرا، بحضور سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم.
نور الشريف: صدفة غريبة
قال الفنان نور الشريف: «إن الهند كانت المحطة الأولى لتكريمه، حيث حصل على أول جائزة له في مسيرته الطويلة عام 1983 في مهرجان (نيودلهي السينمائي)، في حين أن آخر جائزة له حتى الآن، تشاطره فيها الفنانة الهندية آشا بوسلي». وطالب الشريف بالاشتغال على «اهتمام حقيقي» بالسينما العربية، معرباً عن قلقه الشديد لوضعها الحالي. وقال الشريف: «إن غرابة الصدفة تمتد أيضاً إلى أن تكريم (نيودلهي) كان على فيلم يجمعه بالفنانة ميرفت أمين وهو (سواق الأتوبيس)، وهي الفنانة التي تشاركه فيلمه المشارك بمهرجان دبي السينمائي (بتوقيت القاهرة)». نور الشريف اختلط عليه الأمر في اسم فيلمه الجديد وتحدث عن أن عنوانه «فرق توقيت»، وهو اسم مسلسل مصري، قبل أن يستدرك الاسم الصحيح للعمل. نائلة الخاجة: تأذني لي بحضن عبارة زادت مشاعر الالتحام الوجداني مع النجمة الهندية آشا بوسيلي، التي منحها المهرجان جائزة إنجازات العمر، وخطت إلى المنصة بخطوات بطيئة متأثرة بحالتها الصحية، في الوقت الذي كانت تعرض فيه الشاشة ملامح من مسيرتها الغنائية والفنية. الخاجة التي احتضنت بوسيلي بحرارة قالت: «إنها تمنت هذا الحضن بشكل شخصي، ولا تستطيع أن تكمل مهام التقديم بدونه»، فيما فاجأت بوسيلي الحضور بتحيته باللغة العربية: «السلام عليكم، كيف حالكم». وأعربت بوسيلي عن امتنانها الشديد للمهرجان، وسعادتها البالغة بالتواجد في دبي، ووجهت الشكر للجميع، قبل أن تعرب عن إحساسها بأنها تود أن توجه الشكر إلى كل الموجودين على هذه اللحظة شديدة الخصوصية والسعادة بالنسبة إليها، وهو الإحساس الذي عبّرت عنه بالدموع أيضاً، وكادت أن تسقط من على المنصة، لولا مساندة الخاجة لها، قبل أن تغني من وحي «بوليوود» وسط تصفيق الحضور. |
وبالفعل كانت الليلة الافتتاحية أكثر تنظيماً من نظيراتها في معظم النسخ الماضية، فقد لقي عرض فيلم «نظرية كل شيء» إقبالاً متميزاً امتلأت به مقاعد مسرح أرينا، ولم يخفِ بعض الحضور تأثرهم بقصته، والتحامهم مع بطله، خصوصاً في العديد من فقرات الفيلم الأخيرة التي عكست معاناته.
رغم ذلك، لم يكن فيلم الافتتاح فعلاً هو كل شيء، السجادة الحمراء شهدت تنظيماً جيداً، وتوالى حضور النجوم بتراتب زمني منظم، وشهد تكريم الفائزين بجائزتي إنجازات العمر للفنان المصري نور الشريف، والفنانة الهندية آشا بوسلي، التحاماً وجدانياً مع الجمهور لم تغب عنها دموع النجمة، واستدعاءات للشريف عن حصاده، وتمنياته بمستقبل أفضل للسينما العربية، لكن المفاجأة التنظيمية الأكثر بروزاً تمثلت في تخلي مراسم الافتتاح عن الطابع التقليدي المتمثل بوجود عريفين أحدهما يتولى التقديم العربي والآخر باللغة الإنجليزية إلى تقديم تفاعلي رائع.
إسناد التقديم لمخرجين إماراتيين شابين، كل منهما له نتاج جيد ارتبط في بعضه بدورات سابقة للمهرجان، كان دلالة من دون شك، والأهم أنهما أضفيا بصمة خاصة على الحدث، وهما: المخرج محمد سعيد حارب، مبدع المسلسل الكرتوني «فريج»، والمخرجة نائلة الخاجة، التي عرضت أبرز أفلامها خلال معظم دورات المهرجان، وتوّجت عبرها بالعديد من الجوائز.
هذا الاختيار كان مفصلياً وأساسياً في نجاح هذه الليلة، خصوصاً من قبل حارب، الذي لطالما صرّح سابقاً بأنه يطمح بالخروج من جلباب «فريج»، ليجد نفسه هنا أمام مهمة مختلفة، ووجهاً لوجه أمام نجوم الفن السابع من كل أنحاء العالم.
وكأنه سيناريو سينمائي، بدا الحوار بين حارب والخاجة، جذاباً للغاية، وعلى الرغم من أن الأول تحدث بالعربية، والثانية لجأت للإنجليزية، في محاولة لترجمة المحتوى، إلا أن التقديم خرج عن سياق النقل الحرفي، بتلقائية واقتدار، وقدما عريفا الحفل جميع المعلومات دون أن يشعر الضيوف بأنهم أمام «كلمات مؤتمرية»، أو «بيانات».
وكشف حارب عن إطلاق جائزة جديدة مقدمة من وزارة الداخلية قيمتها 100 ألف درهم، تمنح لأفضل فيلم يحمل رسالة اجتماعية هادفة، مشيراً إلى أن الجائزة سيتم الكشف عن هوية الفائز الأول بها مع احتفال تسليم جوائز المهرجان يوم 16 ديسمبر الجاري.
وقدم حارب زملاءه المخرجين الإماراتيين، واصفاً أن هذه الدورة هي «إماراتية بامتياز»، مستشهداً بكم الأعمال التي تتضمنها عروضه هذا العام، فضلاً عن الصدى الطيب التي أضحت تتمتع به تلك الأسماء، منها وليد الشحي، الذي وصل بفيلم «دلافين» إلى مهرجان برلين السينمائي، وعلي مصطفى، صاحب فيلم افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي «من ألف إلى باء»، ونجوم الغانم، وغيرهم، قبل أن يصل إلى زميلته في التقديم، نائلة الخاجة، ويصفها بصائدة جوائز المهرجان.
استدعاء رئيس المهرجان إلى المنصة، كان عبر سؤال تبادلا عريفا الحفل طرحه على بعضهما بعضاً، وهو عن أبرز ثلاثة أشخاص في حياة كليهما وارتباطه بعالم السينما، حيث اعتبر حارب، أن عبدالحميد جمعة هو أول هؤلاء الأشخاص بالنسبة إليه.