12 دولة في «منصات العارضين».. ومبادرة لسـد الفجوة بين المنتجين ودور العرض
سامر المرزوقـي: «دبي السينمائي».. سوق مفتوحـة لـ 9 شهور
يوم هادئ ساد أروقة مهرجان دبي السينمائي، أول من أمس، كعادة الليلة التالية للافتتاح، فنجوم المهرجان وضيوفه كانوا بحاجة إلى الراحة بعد يوم امتد إلى نحو الثالثة صباحاً، لاسيما من لبى دعوة المهرجان منهم قادماً من نظيره مهرجان مراكش الدولي، وما رافق ذلك من مشقة السفر.
أشجان: لا أخاف قالت الفنانة أشجان المشاركة في فيلم «دلافين» للمخرج وليد الشحي إنها استمتعت جداً بالعمل، مضيفة «على الرغم من ترقبي الرأي الجماهيري والنقدي والإعلامي، إلا أنني لست خائفة». وتابعت الفنانة التي عُرفت اساساً بأدوارها المسرحية «الفارق كبير بين رهبة المسرح وألق السينما، فمواجهة الجمهور في قاعة المسرح مرعبة، سواء في حال النجاح أو الإخفاق، أما السينما فالمساحة الزمنية التي تنقضي بين التصوير والعرض تهيئ الفنان لكل ردود الأفعال». وقالت أشجان إنها تأثرت جداً بفيلم الافتتاح إلى حد البكاء، خصوصاً في مشاهد الفيلم الرومانسية، مؤكدة أن «نظرية كل شيء» من أروع الأفلام التي افتتح بها دبي السينمائي عروضه في الدورات الأخيرة. أبوالنجا: لا أشعر بالعزلة الفنان خالد أبوالنجا الذي تلقى انتقادات شعبية واسعة في بلاده بسبب انتقاده للنظام السياسي في مصر، قال لـ«الإمارات اليوم»: «لا أشعر بالعزلة، وسعيد بمشاركتي في مهرجان دبي السينمائي الذي لم أغب عنه على مدار دوراته المختلفة». وآثر الفنانان نور الشريف وميرفت أمين عدم التواجد في جلسة ضمت أبوالنجا، في حين تراجع الفنان هاني رمزي عن الجلسة ذاتها وانسحب بهدوء. |
الفنانون المصريون لم يغادروا مقر إقامتهم في فندق القصر قبل الرابعة عصراً، متجهين إلى لقاء مع القنصل المصري في دبي، فيما تجاوز ظهور الفنانين الخليجيين هذا التوقيت، وظلت أروقة المهرجان الرئيسة من دون ذروة زخمها بعد، وكان الحضور الأبرز فيها لسينمائيين من السعودية وتونس بشكل خاص.
رغم ذلك بدأت فعاليات السجادة الحمراء بشكل مبكر، حيث استضافت بجوارها لأغراض التصوير أعضاء لجنتي جائزتي المهر للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، أما المساء فكان مساحة أخرى لألق السجادة الحمراء لأفلام «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة»، و«عراف المياه»، و«الأعز»، بالإضافة إلى حفل جائزة «آي دبليو سي» للمخرجين.
سوق دبي السينمائي كان مساحة مختلفة عما يدور في أروقة المهرجان الأخرى، ومحيطه، فهنا صفقات الأفلام وفرص توزيعها ووصولها، ربما إلى مساحات أخرى، أو على الأقل تعظيم انتشارها في أماكن وجودها التقليدية، وهو السوق الذي يديره الإماراتي الشاب سامر المرزوقي.
المرزوقي الذي كشف لـ«الإمارات اليوم» أن منتدى السوق هذا العام يتضمن 21 جلسة مختلفة، جرى التنسيق لها بشكل مفصل قبل انطلاقة المهرجان، وتضم 50 متحدثاً رئيساً، أشار إلى أن المكتبة الرقمية المرتبطة بتوزيع الأفلام «سينتك» تم تطويرها هذا العام لتصبح مشاهداتها متوافرة لدى مندوبي شركات التوزيع، ليس خلال أيام المهرجان فقط، بل على مدار تسعة أشهر تالية، من أجل توفير أكبر دعم لصفقات شراء وتوزيع الأفلام.
وتوقع أن تشهد صفقات السوق هذا العام تصاعداً ملحوظاً، مدفوعة برغبة شركات التوزيع الكبرى في إيجاد موطئ قدم قوية لها في المنطقة، فضلاً عن سعي موزعي الأفلام العربية لدخول أسواق جديدة.
وقال المرزوقي إن برنامج دبي للتوزيع هو إحدى أهم مبادرات سوق دبي السينمائي الجديدة، مشيراً إلى أنه بالشراكة مع نخبة من الموزعين الرئيسين بالمنطقة سيضمن وجود خمسة أفلام بمواصفات عالمية من حيث القدرة على التوزيع، من بينها فيلم عربي روائي، تم تبنيها كي توزع عالمياً، «وتالياً سيصبح لدينا لأول مرة قدرة هائلة للنفاذ إلى السوق العالمية».
وكشف المرزوقي أن الصدمة الحقيقية بالنسبة للموزعين ومراقبي المشهد السينمائي العربي والمحلي، ارتبطت بفيلم «عمر» الفلسطيني الذي افتتح عروض مهرجان دبي السينمائي في دورته العاشرة، مضيفاً «حقق الفيلم إيرادات مذهلة في العديد من الدول الأوروبية وأميركا، وكان بمثابة الظاهرة العربية في دور العرض العالمية العام الماضي، لكنه في المقابل لم ينجح تسويقه في دور العرض المحلية، وهو مؤشر دق ناقوس الخطر بالنسبة لآليات وقدرة النفاذ إلى دور العرض عموماً، والمحلية بصفة خاصة».
ولفت المرزوقي أيضاً إلى أن النجاحات التي حققها فيلم «وجدة» وحجم مبيعات التذاكر التي تحققت لدى عرضه في فرنسا وأميركا وغيرها، كانت بمثابة مؤشر صحي لطمأنة شركات التوزيع إلى القدرة «الفنية» للفيلم العربي في جذب جمهوره، لكن المعضلة تكمن في إشكالات التوزيع.
وفي ما يتعلق بأبرز ما تم تطويره في سوق دبي السينمائي أيضاً هذا العام، أشار المرزوقي إلى أن منصات العارضين التي تضم العديد من الشركات المنتجة ومحطات التلفزة الكبرى جرى تعظيمها وتوسيعها هذا العام بشكل ملحوظ، لتستوعب شركات من 12 دولة مختلفة، منها شركات عربية وأوروبية، وكذلك آسيوية. وتوقع مدير سوق دبي السينمائي أن يتجاوز حجم نشاط السوق هذا العام نظيره في الدورة الماضية التي اجتذب فيها 1800 شخص من مختلف أنحاء العالم، لافتاً إلى أن موقع دبي المهم، ووجود مكاتب للعديد من الشركات الكبرى يسهمان بشكل إيجابي في إتمام العديد من الشراكات المهمة بين منتجي الأفلام والموزعين. وضمن فعاليات منتدى سوق دبي السينمائي كشف تقرير «مستجدات قطاع الإعلام والترفيه العالمي» السنوي الذي أعلنت عنه شركة «بي دبليو سي»، في أول جلسات منتدى سوق دبي السينمائي، الكثير من المؤشرات المهمة، إذ أكد التقرير أن صناعة السينما في منطقة الشرق الأوسط بدأت تحقق نمواً ملحوظاً، الأمر الذي يؤكد أن هذه الصناعة بالمنطقة تسير في خط صحيح، في حين يتوقع أن تحتل الصين بحلول 2018 المرتبة الثالثة في سوق الأفلام العالمية، كما عرض لتوقعات التقرير بما يتعلق بسوق الاعلانات وألعاب الفيديو وإمكانية تحقيقها لنسب نمو عالمية خلال السنوات الثلاث المقبلة. وكشف التقرير أن الإمارات تمكنت خلال السنوات الأخيرة من التحول إلى لاعب رئيس في هذا المجال، ورد أسباب ذلك إلى طبيعة ما تشهده من حراك سينمائي واهتمام حكومي بهذه الصناعة، وأشارت إلى أن نسبة استخدام الأفلام المنزلية قد ارتفعت نحو 36% في السعودية، وأن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ستشهدان نمواً حقيقياً في صناعة السينما بحلول 2018 بحيث تصل إلى 7.2% من حجمها العالمي.
محمد حسن أحمد: أشاهد الأفلام على «انفراد»
قال الإماراتي الوحيد في عضوية لجنة تحكيم مسابقة مهر الأفلام العربية القصيرة، محمد حسن أحمد، إن طقوس مشاهدة الأفلام السينمائية بعيني عضو لجنة تحكيم تختلف تماماً عن متابعتها ككاتب سيناريو، أو حتى من أجل الاستمتاع بالعروض. وأضاف «أنظم وقت مشاهدة الأفلام المشاركة في المسابقة بمعدل يومي، وأفضل مشاهدتها منفرداً وبتركيز وهدوء تامين».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news