نور الشريف: قوى شريرة تــعبث بواقع السينما العربية

رغم أن الحالة الصحية للفنان المصري نور الشريف كانت محور قلق، إلا أن صاحب الـ171 فيلماً في سجلات السينما المصرية، بمشوار فني طال لنحو 47 عاماً، بدا بمعنويات كبيرة في حواره مع «الإمارات اليوم»، مؤكداً أنه يطمح إلى أن يُمكّن من صناعة أعمال مختلفة في الفترة المقبلة، تبقى بمثابة «رسائل للمستقبل».

وأضاف صاحب «سواق الأتوبيس» و«عمر بن عبدالعزيز» و«الحاج متولي»، وغيرها من الروائع: «لست مهموماً الآن بمزيد من التراكم الكمي للأفلام التي أقدمها، أو حتى تحقيق نتاج ذي مواصفات فنية عالية فقط، بل أسعى للدفاع بشرف عن عشقي الأول (السينما) التي باتت تسيطر على صناعتها قوى ظلامية شريرة، تنظر إليها فقط بمقياس الربح والخسارة المالية».

وتابع: «لم أحقق ثروة أو حساباً بنكياً بأرقام فلكية من هذا المشوار، وكل ما كسبته من السينما والفن، أنفقته عليهما، وأنا لست نادماً على ذلك، لأنني استثمرت في جانب مضيء من جوانب الحياة، فيما آخرون استثمروا في تغييب العقل والرقص على تابوت إرثنا الفني».

معجب بالتمر المحلي
أثناء حواره مع «الإمارات اليوم» طالب نور الشريف بمعرفة نوع التمر المقدم في الضيافة بصحبة «القهوة»، وأصر على معرفة اسمه وأماكن بيعه، كي يتسنى له شراء كميات منه، ما تطلب من المسؤول الرجوع إلى إدارة المشتريات للحصول على معلومات. الشريف الذي جمعته بـ«الإمارات اليوم» نشاطات مهرجان المسرح العربي، ومهرجان الفجيرة للمونودراما، أبدى اهتماماً أيضاً بمعرفة آخر أخبار المسرح الإماراتي، قبل أن ينصح ميرفت أمين التي كانت تنصت إلى محاور الحوار باهتمام بأن تطلع على التجربة الإماراتية بالمسرح متى سنحت لها الفرصة.

وحول تأخر تكريم الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي له، في حين سبقته إلى التكريم أسماء ربما هناك إجماع على أنه يتقدمها بعطائه، وتصريح رئيس المهرجان عبدالحميد جمعة، لـ«الإمارات اليوم»، بأن الإدارة سعت لتكريمه في دورات سابقة، أقرّ الشريف بمسؤوليته عن هذا التأخير، مضيفاً: «إدارة المهرجان بالفعل خاطبتي في أكثر من دورة سابقة، ولم تكن ظروفي تسمح حينها بالحضور خلال فترة إقامة المهرجان، لكنني أنظر إلى ذلك الآن بأنه قدر، تعود وزر أسبابه إليّ، إن كان ثمة مقصّر، لكني سعيد بالتكريم الآن».

وكشف الشريف عن سر غيابه الطويل عن السينما خلال الفترة الماضية، التي شهدت نشاطاً أوسع له مع الدراما التلفزيونية، مضيفاً: «أرادوني أن أكون منتجاً منفذاً، وأنا ضد هذه السياسة، فلم يعد أمامي سوى أن أختار من بين مخالفة قناعاتي، وبين الغياب القسري، فكان الخيار الأخير هو اتجاهي».

للعودة في هذا التوقيت أيضاً أسبابها، عبر فيلم «بتوقيت القاهرة»، الذي يعرض اليوم ضمن عروض المهرجان، لكنه قال مبتسماً: «لو لم يكن السر غير الرغبة في عودة الثنائية التي جمعتني بالرائعة ميرفت أمين، فهذا كاف جداً».

وأضاف: «النص هو كلمة السر الأبدية في الإغراء ومن ثم الإبهار، فالعمل بالفعل يقدم رؤية وقصة تستحق أن يحتفى بها في صناعة الفن السابع، وقد أجاد أمير رمسيس الإمساك بتلابيب خيوطها، ويقدم منها عملاً سينمائياً متميزاً».

رغم ذلك اعترف الشريف بأن هذا الغياب الطويل عن السينما كان «خطأ»، مضيفاً، «كان ينبغي أن أبحث عن حلول بخلاف الخيارين اللذين حصروني فيهما، وكان ينبغي ألا أستسلم لهذا السياق، وهو ما أدركته منذ اشتغالي على دوري في (بتوقيت القاهرة)، وأتمنى ألا يكون هذا الإدراك متأخراً جداً».

ألا ترى أن ثمة عدم توفيق صاحبك في اختيارك أحدث أعمالك التلفزيونية «خلف الله»، المسلسل لم يكن بهامة «لن أعيش في جلباب أبي» أو «الحاج متولي» و«العطار والسبع بنات»، وغيرها، ومن ثم المسلسل لم يحقق الجماهيرية ذاتها، ولم ينل التقدير النقدي المناسب؟ سؤال أجاب عنه الشريف بقوله: «أتفق معك في أنه قد يكون أقل جماهيرية، وذا حظ أقل مما سبقه على الصعيد النقدي، لكن هذا العمل أنا تعمدت فيه سيادة مسحة اللامعقولية، وهو عمل المستقبل وحده الذي سيفسره، والله أعلم هل سأكون موجوداً حينها أم أنني سأنصف بعد مماتي فيه».

وتابع: «رغم ذلك هناك العديدون يطلبون مني تسجيل دعائي في حضن الجبل على لسان شخصية (خلف الله)، ما يعني أن بعض رسائل العمل قد وصلت بالفعل».

وأشار الشريف إلى أن المقارنة بين هذا النوع من الدراما وغيره من المسلسلات ذات الطابع الاجتماعي الذي سبقته تبقى غير مقبولة، لأنهما بمثابة نوعين مختلفين تماماً، ومن المنطقي أن تكون أعمال أخرى، منها «عمر بن عبدالعزيز» و«هارون الرشيد» أكثر شعبية على الصعيد الجماهيري.

الأكثر مشاركة