جمعة: تركيــــز «دبي السينمائي» على الأفلام وليس «المهرجانية»
«حسابات ما تحقق من الأهداف، وما هو بحاجة إلى إعادة نظر أو تعديل، لم تبدأ قطعاً، لكنني أمر بمحطات من الدهشة اليومية أثناء متابعة الفعاليات في أروقة المهرجان، ونسعى إلى أن نعكس ألق الصورة الحضارية التي تعيشها دبي في شتى المجالات، من خلال السينما هذه المرة»، هذا ما قاله رئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، وهو في منتصف الطريق، بين نقطتي بداية وختام فعاليات الدورة الـ11.
وكشف جمعة، في حواره مع «الإمارات اليوم»، أنه يتوقّع أن يصل عدد مشاهدي أفلام المهرجان هذا العام إلى 60 ألف مشاهد، وهو رقم يكفي لأن يكون بمثابة عدد سكان مدينة كاملة، لافتاً إلى أن الرقم، الذي تحقق العام الماضي، الذي صادف الاحتفال بمناسبة مرور عقد على تأسيس المهرجان، هو 57 ألف مشاهد.
يأتي ذلك على الرغم من أن عروض المهرجان انخفضت «كمياً» بشكل ملحوظ هذا العام، لتتوقف عند الرقم 118، وهو ما اعتبره جمعة «ظاهرة صحية»، مضيفاً «اتجه المهرجان هذا العام بشكل متعمد إلى تقليص عدد الأفلام المعروضة، لتتناسب مع المساحة الزمنية للعروض، وهي ثمانية أيام، تتضمن يومين فيهما حدثان خاصان هما افتتاح واختتام المهرجان، ما يعني أن هناك حالة تداخل بين توقيتات العروض، وهو ما قد يستتبعه تشويش في قرارات البعض بصدد خياراته من قائمة العروض الطويلة».
الظاهرة الأبرز بالنسبة لجمعة هذا العام، الذي يمثل أول أعوام عقد المهرجان الجديد، هي بمثابة الفلسفة الجديدة للمهرجان في المرحلة المقبلة، إذ يضيف أن «إدارة المهرجان ألزمت نفسها باتجاه أن يكون التركيز الحقيقي على الأفلام وصناعتها بشكل رئيس، من دون أن يكون هناك ثمة انشغال بالحالة المهرجانية بمفهومها الأوسع، وهو ما يصب نظرياً في مصلحة تطوير صناعة الأفلام نفسها، وتوفير خيارات مهمة ومتميزة لرواد المهرجان، في ما يتعلق بالاستمتاع بمشاهدة الأفلام». ورأى جمعة، الذي أثنى على المشاركة الإماراتية في الحدث، خصوصاً في ما يتعلق بصناعة أفلام مشاركة في عروض المهرجان، أن المشكلة الأكبر بالنسبة للسينما المحلية والخليجية وكذلك العربية تبقى في التوزيع وليس الإنتاج، وإن كان الأمر بدرجة أقل بالنسبة للسينما المصرية، في محيطها العربي، لكن السينما العربية بشكل عام تشترك في أنها لم تنجح حتى الآن في إيجاد قنوات توزيع مهمة لها خارج محيطها، وهي معضلات يسعى المهرجان إلى تقديم حلول واقعية على الأرض لها، من خلال سوق دبي السينمائي، والسعي لجسر الهوة بين منتجي السينما من جهة وموزعيها من جهة أخرى.
وبعد مرور أكثر من عقد على انطلاقة المهرجان يرى جمعة أن المجتمع أصبح بالفعل أكثر انفتاحاً على «السينما»، مضيفاً «هناك الكثير من الظواهر التي يمكن رصدها بسهولة، أبرزها أنه بمرور عابر على بعض دور السينما قد نفاجأ بأن عدداً منها قد لا تخلو شبابيك تذاكر دخوله من كثافة وازدحام، وهو أمر تعكسه مبيعات دور السينما، التي أصبحت تضاعف عددها بشكل ملحوظ في دبي خصوصاً، والإمارات بصفة عامة، وهي ظاهرة انتقلت إلى الكثير من الدول الخليجية أيضاً».
وتابع «ما يهمنا في هذا الإطار أن مهرجان دبي السينمائي استطاع أن يسهم بشكل فعال في ترسيخ ثقافة التفاعل مع المنتج السينمائي، لكننا في كل الأحوال لا نزال في بداية تشكيل هذا المشهد، لأن أي تغيير يرتبط بالثقافة السائدة في مجتمع ما، يحتاج إلى سنوات أطول لإنجازه».
وعلى الرغم من أن تجربة «الإمارات اليوم» مع عدد كبير من الأفلام المهمة، ترصد أن كثيراً منها يحتاج إلى حجز مسبق، قبل أن تصبح في دائرة «كامل العدد»، ويصعب الحصول على تذاكرها، إلا أن جمعة اختار أن تكون رسالته إلى الجمهور هي «افتحوا قلوبكم، واكتشفوا نوعية جديدة ومغايرة من الأفلام التي تستحق المشاهدة، اصطحبوا أبناءكم وأصدقاءكم إلى صالات العرض، ونعدكم بأنكم ستكونون بصدد تجارب متألقة، لأننا سعينا إلى توفير نخبة من الأفلام المتميزة، وانحزنا إليها متخلصين من أي أحكام مسبقة، تبقى في كثير من الأحيان مضللة».
صاحب الدار
قال رئيس مهرجان دبي السينمائي، عبدالحميد جمعة، إن المهرجان وجه دعوة إلى 150 فناناً إماراتياً، جميعهم لهم حق استخراج بطاقات تخولهم حضور كل فعاليات المهرجان، بما فيها المؤتمرات والندوات ومشاهدة الأفلام.
وأضاف «في ما يتعلق بحفل الافتتاح، فقد تم إرسال 40 دعوة مختلفة لفنانين إماراتيين، فيما قام المدير الفني للمهرجان بالإشراف بنفسه على إرسال 103 دعوات لصناع الأفلام أنفسهم».
وأوضح جمعة «تتسع قاعة ارينا، التي استضافت فيلم ليلة الافتتاح، إلى 1800 شخص، تم تخصيص 600 مقعد لضيوف المهرجان من مختلف دول العالم، فيما استحوذ الرعاة على 800 مقعد، ليتبقى تحت تصرفنا فقط 400 دعوة، في حين أن هناك الآلاف الذين يخاطبون إدارة المهرجان من أجل توفير بطاقات دعوة، وهم جميعهم جديرون بذلك، لكننا محكومون في النهاية بحجم قاعة محدد».
وأشار جمعة إلى أنه على الرغم من ذلك فإن إدارة المهرجان تتعامل مع الفنان المحلي بمبدأ أنه «صاحب الدار، ولا نستطيع التوسع في الدعوات الداخلية، وإلا تحول دبي السينمائي إلى مهرجان محلي، لكننا نقوم بإيلاء أولوية للمحليين المشاركين بأفلام معروضة في المهرجان، ونسعى إلى توجيه الدعوات بشكل دوري وتبادلي بين سائر الفنانين على مدار الدورات المتعاقبة للمهرجان».
آشا بوسلي.. مريضة
وصل مساء أمس، عدد من الفنانين المصريين، منهم محمد صبحي وأشرف زكي وغادة عادل، وآخرون، فيما لاتزال أروقة المهرجان مشغولة بصحة الفنانة الهندية التي تم تكريمها بجائزة إنجازات العمر، آشا بوسلي.
واعتذرت بوسلي بشكل مفاجئ عن حضور لقاء إعلامي في فندق مينا السلام، وهو اللقاء الذي شهد حضوراً من وسائل الإعلام العالمية والعربية، قبل أن يتقرر إلغاؤه. عبارات بوسلي الحميمية، وغناؤها الحالم في ليلة الافتتاح، تحولا إلى ترنيمة يرددها محبوها، فيما لاتزال بوسلي غائبة عن وسائل الإعلام منذ مرورها على سجادة المهرجان الحمراء ليلة الافتتاح، ووصولها إلى منصة التكريم.
جمال سليمان: أهلاً بكم
لازمة طريفة تداولها رواد «دبي السينمائي» للنجم السوري جمال سليمان، وهي: «أهلا بكم».
سليمان يركز بشكل كبير على حضور أفلام المهرجان، ويغيب تماماً عن أروقته، ولا يظهر حتى في أروقة فندق الإقامة، وقبل أي حديث يشاهد سليمان بخطا سريعة، يدلف بها من السيارة التي تقله، إلى مدخل موقع عرض الأفلام، لكنه يبتسم في وجه من يقابله ويبادر: «أهلاً بكم».
مبادرة جديدة وغياب متجدد لـ «العربية»
توقع رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، عبدالحميد جمعة، أن يكتسب المهرجان صنّاع أفلام جدداً من خلال المبادرة التي تم إطلاقها هذه الدورة بالتعاون مع «سامسونغ» للتصوير عبر الهاتف المتحرك.
وأضاف «بُهرت حينما شاهدت عروض 15 فيلماً قصيراً، تم اختيارها من بين 400 فيلم لهواة، وهي في مجموعها تعكس أفلاماً تستحق العرض السينمائي، فيما شكل متابعة الجمهور لها أثناء الإعلان عن هوية الفائزين الثلاثة».
ورحب جمعة بانضمام مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري من خلال «ماي دبي» من أجل صناعة أفلام عن دبي، عبر مسابقة تضم في لجنة تحكيمها عدداً من المخرجين الشباب.
وجاء الإعلان عن المبادرتين الجديدتين خلال مؤتمر صحافي انسحب فور بدئه بعض وسائل الإعلام، بعد أن تمت الإشارة إلى غياب «العربية» عن لغته، سواء لغة أصيلة أو مترجمة، وهو المؤتمر الذي تحدث فيه كل من عبدالحميد جمعة، ومدير سوق دبي السينمائي، سامر المروزقي، وسارة حمام من شركة سامسونغ، والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي، عصام كاظم، والمخرجين نائلة الخاجة، ومحمد سعيد حارب، وعلي مصطفى. يذكر أن مهرجان دبي السينمائي الدولي حافظ على مدار دوراته الأخيرة على حضور «العربية»، حتى في الدورات التي شهدت حضور نجوم عالميين مثل توم كروز وغيره.