سنة إماراتية من حيث الإنتاج والجوائز والعروض التجــارية والمهرجانية
2014.. عـــام السينما المحلية
سيكون بإمكان المراقب لعام 2014، سينمائياً، أن يعتبره عام السينما الإماراتية، من حيث عدد الإنتاج، والحصول على الجوائز، وعرض البعض منها في دور السينما التجارية، إضافة إلى أنه وللمرة الأولى يفتتح مهرجان أبوظبي السينمائي بفيلم إماراتي، كما حدث في دورته الثامنة بفيلم «من ألف إلى باء»، الذي عرض في مهرجانات دولية عدة،مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ36، ومهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الـ11، وهو من إخراج علي مصطفى.
«قلها معنا: سينما» بجهود فردية، تحولت إلى جمعية، قام المخرجان الإماراتيان نواف الجناحي وخالد المحمود، هذا العام بإطلاق شعار «قلها معنا سينما»، لتشجيع حملة دعم السينما المحلية، إذ تعتمد رؤية الحملة على مبدأ بسيط جداً، وهو تكريس الوجود البصري للحركة السينمائية الإماراتية في ذهن الفرد في مجتمع دولة الإمارات، وذلك عبر نشر وترويج عبارة واحدة فقط «السينما الإماراتية». حيث قاما بجولة عبر الدراجة، رفعا علماً مكتوباً عليه الشعار، وقصدا جميع الإمارات السبع، وحسب موقع الحملة، فالأهداف التي يراد تحقيقها تقتصر على نشر الوعي بالسينما الإماراتية، وجعلها جزءاً مهماً من المنظومة الفكرية للفرد في المجتمع الإماراتي، وتعزيز الوجود والتفاعل الجماهيري مع الأفلام المصنوعة في الإمارات، على مدار العام، إضافة إلى تشجيع صغار السن على الاهتمام بمجال السينما احترافياً، والدخول فيه مهنياً. وتسعى الحملة في خطة طويلة المدى إلى تأسيس قاعدة تفاعلية مستمرة بين الحركة السينمائية الإماراتية والمجتمع، كما تهدف إلى خلق حلقة وصل بين الجهات السينمائية، الثقافية، التعليمية، والإعلامية المختلفة في الدولة، الأمر الذي سيخلق تدريجياً بيئة دعائية نشطة، مباشرة وغير مباشرة، ستخدم تطور وانتشار السينما الإماراتية على مدار العام. |
بدورها، أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ36 أن أول فيلم اختارته كان الفيلم الوثائقي الإماراتي الطويل «أحمر أزرق أصفر» لنجوم الغانم، ومن ضمن الأفلام الروائية الطويلة الإماراتية التي أنتجت هذا العام، إضافة إلى «من ألف الى باء» لعلي مصطفى، كان فيلم «صوت البحر» لنجوم الغانم، وفيلم «دلافين» لوليد الشحي، و«عبود كونديشن» لفاضل المهيري.
وأسهمت الإمارات أيضاً في إنتاج فيلمين خليجيين تحت فئة الأفلام الروائية الطويلة، هما «الشجرة النائمة» للبحريني محمد راشد بوعلي، و«أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة»، لليمنية خديجة السلامي، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم في الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي. كما شهد هذا العام انطلاق الدورة الأولى من عروض السينما الأوروبية، التي قدمتها السفارة الإيطالية وبعثة الاتحاد الأوروبي في الدولة. وشهدت عروض السينما الأوروبية تعاوناً بين مهرجاني أبوظبي السينمائي ودبي السينمائي الدولي، و13 سفارة أوروبية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وكان ضمن فعالياتها برنامج تحت عنوان «تكريماً لصناعة السينما الإماراتية»، اهتم بالكشف عن مواهب مخرجي الإمارات، مثل نايلة الخاجة، وعلي مصطفى، ومحمد العتيبة، وأحمد زين، من خلال عرض يومي لمجموعة من الأفلام الإماراتية القصيرة، التي حصلت على إشادة إقليمية، بالتعاون مع مهرجاني أبوظبي السينمائي، ودبي السينمائي الدولي. ومن ضمن الأمور التي لاقت استحساناً كبيراً من قبل النقاد والجمهور، أن هذا العام قد شهد أفلاماً إماراتية تعدت الموضوع المحلي، عرضت ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، ضمت مجموعة من الأفلام لمخرجين إماراتيين، وأفلاماً لمخرجين إماراتيين، تناولوا موضوعات خارج الدولة، ومخرجين عرب مقيمين في الدولة. ومن ضمن هذه الأفلام التي تحكي الحالة التي تعدت المحلية فيلم «كشك» للمخرج الإماراتي عبدالله الكعبي، الذي اختار أن يكون أبطاله من إيران، والحكاية تصب ظلالها على النفس البشرية، التي من الممكن تعديل صوابها إن أخطأت، عبر امرأة طاعنة في السن، تعيش في منزل معزول عن العالم، في منطقة باردة، ومن ضمن الأفلام المشاركة أيضاً في هذه الفئة «أبومحمد»، للمخرجة الفلسطينية المقيمة في الإمارات هبة أبومساعد، التي اختارت أن تحكي عن والدها الذي توفي العام الفائت، وكانت تأمل أن يشاهد الفيلم قبل رحيله.
في المقابل، كشفت «إيمج نيشن» التابعة لشركة أبوظبي للإعلام، عن خططها لصناعة المزيد من الأفلام الوثائقية الإماراتية، خصوصاً بعد النجاح الذي شهده أول أفلامها «كلنا معا»، الذي قدم عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الثامنة، وأعلنت الشركة أنها تشجع الإماراتيين على طرح أفكارهم، خصوصاً التي تجسد لحظات مهمة من تاريخ الدولة.
ويروي فيلم «كلنا معا» التحديات التي واجهها الأطفال المتوحدون في الدولة، وذلك أثناء مشاركتهم في التدريبات لتقديم عرض موسيقي، وقد نال العرض العالمي الأول للفيلم قدراً كبيراً من الإشادة والإعجاب من المشاهدين ووسائل الإعلام، على حد السواء. وتعمل «إيمج نيشن» في الوقت الحالي على إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية الإماراتية، ومنها فيلم يروي قصة تأهل منتخب دولة الإمارات لكرة القدم لنهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا. تجارياً أيضاً، شهدت دور السينما المحلية عرض فيلم «مزرعة جدّو»، بعد عرضه في الدورة الـ10 من مهرجان دبي السينمائي، حيث وجد له مكاناً هذا العام في دور العرض التجارية، وهو من إخراج أحمد زين، ولاقى استحساناً جماهيرياً كبيراً، خصوصاً من الجمهور المحلي، الذي اعتبر أن وجوده في الفيلم يعدّ دعماً لصناعة السينما المحلية.
فيلم «حب ملكي»، الذي عرض للمرة الأولى في الدورة السادسة من مهرجان الخليجي السينمائي، لاقى هو الآخر حظوظه تجارياً، وهو من إنتاج وإخراج المخرج الإماراتي جمال سالم، ولعب دور البطولة فيه الفنان عبدالله زيد، عن أدائه دور «زعل»، والفنانة التونسية هدى صلاح، لدور «جوري»، بينما أدى الفنان حبيب غلوم العطار، وهو مدير إدارة البرامج الثقافية في وزارة الثقافة، دور زوج «جوري» الرجل الثري صاحب السلطة والنفوذ، وأدت الفنانة العراقية آلاء شاكر دور والدة «جوري». هذا ملخص لما قدمته السينما الإماراتية لهذا العام، وكانت العناوين المختارة على سبيل المثال لا الحصر، لكن الأكيد أن السينما الإماراتية استطاعت أن تنهي عام 2014 بكثير من الثقة والإنجاز.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news