فيلم أردني في «فينيسيا».. وفلسطيني إلى «الأوسكار».. وموريتاني إلى «كان»

2014.. السينما العربية ليست فقط مصرية

صورة

كانت السينما العربية طوال سنوات مضت مقتصرة على السينما المصرية، لكن هذا العام تحديداً استطاعت سينما عربية أخرى أن تترك بصمتها في ذهن المتلقي، بعد عروضها في مهرجانات دولية، وقبل انتقالها إلى السينما التجارية، وخير مثال على ذلك الفيلم الأردني «ذيب» للمخرج ناجي أبونوار، الذي حصل على جائزة أفضل مخرج ضمن مسابقة «آفاق جديدة» في مهرجان «فينيسيا»، وبعدها على جائزة افضل فيلم عربي في الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي، وحصل ايضاً على جائزة أفضل فيلم روائي من الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي)، إضافة إلى أن ادارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ36 قررت تمديد عرض الفيلم يوماً آخر بعد الحشود الجماهيرية الكبيرة التي قصدته، الفيلم الذي صور في بادية الأردن، تكمن أهميته في طريقة عرض حياة البادية في فترة الراحل الشريف حسين، حيث وضعت أحداث الفيلم يدها على جرح هؤلاء الذين كانوا بين (حانا) العثمانيين، و(مانا) الإنجليز.

أبوالنجا حاصد الجوائز

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/244546.jpg

نال الفنان خالد أبوالنجا عن دوره في «فيلا 69» جائزتين من مهرجان خريبكة بالمغرب، ومهرجان المركز الكاثوليكي المصري 2014. أما الجائزة الرابعة لأبوالنجا فكانت من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دوره في فيلم الفلسطينية نجوى نجار «عيون الحرامية» تحت فئة أفضل ممثل، ويُعد الفنان أبوالنجا من أكثر الفنانين حضوراً هذا العام في أفلام عدة مختلفة « ديكور» للمخرج أحمد عبدالله، «قدرات غير عادية» للمخرج داوود السيد، و«عيون الحرامية» للمخرجة الفلسطينية نجوى النجار.

أما الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي «غير أميركي» فكان للسينما العربية نصيب فيها، حيث تم ترشيح الفيلم الفلسطيني «عيون الحرامية» للدخول الى المسابقة، وهو من إخراج نجوى النجار ومن بطولة خالد أبوالنجا وسعاد ماسي، وعرض لأول مرة عربياً في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ36.

مفاجأة أخرى فجرها الفيلم الموريتاني «تومبكتو» الذي عرض في الدورة الثامنة من مهرجان ابوظبي السينمائي، والدورة الـ36 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للمخرج عبدالرحمن سيساكو، يحكي فيه التحول الذي اعترى مدينة تومبكتو، التي تقع على الحدود الموريتانية مع مالي، من مدينة معروفة بتاريخها الثقافي وانفتاحها على العالم، حتى قيل إنها مهد للتراث والحضارة الإفريقية والعربية، إلى ساحة للعنف والقتل الذي تمارسه الجماعات المتشددة التي حرّمت كل شيء، ابتداءً من الغناء وصولاً إلى كرة القدم والسجائر، حيث نال مخرجه جائزتين من مهرجان كان السينمائي 2014، وهما جائزة فرنسوا شاليه، وجائزة لجنة التحكيم الدولية، وكذلك فاز بجائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان القدس العالمي للسينما.

كما ذهب الفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم قصير في مسابقة المهر القصير في الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي الدولي «فتزوّج روميو جولييت» لخوض منافسات الأوسكار لأفضل فيلم قصير، وهو للمخرجة التونسية هند بوجمعة.

وفي فئة الأفلام القصيرة أيضاً، فيلم «بغداد ميسي».. الذي موّله صندوق «إنجاز» وتم اختياره من بين 141 فيلماً ونجح في الوصول للقائمة القصيرة لأوسكار أفضل فيلم قصير، وهو للمخرج الكردي العراقي سهيم عمر خليفة.

وثائقياً كان للأفلام العربية نصيب في حصد جوائز عالمية، كما حدث مع الفيلم الوثائقي السوري «العودة الى حمص» للمخرج طلال ديركي، الذي نال جائزة لجنة تحكيم مهرجان صندانس السينمائي لأفضل فيلم وثائقي في السينما العالمية، وذلك في ختام فعاليات دورة المهرجان الـ 30 التي استضافها بارك سيتي في مدينة سالت ليك بولاية يوتا الأميركية، وحصل ايضاً على شهادة تقدير من مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الثامنة.

في المقابل، فاز الفيلم الوثائقي الفلسطيني «المطلوبون 18» للمخرج عامر الشوملي على جائزة افضل فيلم وثائقي عربي في الدورة الثامنة من مهرجان ابوظبي السينمائي، كما نال الجائزة نفسها في مهرجان قرطاج السينمائي الدولي.

وفازت المخرجة السورية ياسمين فضة بجائزة افضل مخرج عربي، في الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي، عن فيلمها الوثائقي «ملكات سوريا» الذي عرض لأول مرة عالمياً في أبوظبي. في المقابل، فاز الفيلم الوثائقي «روشميا» للمخرج ابن الجولان المحتل سليم أبوجبل، بجائزة لجنة التحكيم في الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي الدولي.

تجارياً، ينتظر عشاق السينما المصرية، مشاهدة أفلام مصرية عرضت في المهرجانات الدولية، كفيلم داوود عبد السيد «قدرات غير عادية» الذي عرض لأول مرة عالمياً في الدورة الـ11 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهو من بطولة خالد ابوالنجا ونجوى بدر، ومحمود الجندي، وسيكون الجمهور ايضاً على موعد مع فيلم «بتوقيت القاهرة» للمخرج أمير رمسيس، وبطولة نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبري.

ومن ضمن الأفلام المصرية التي خرجت من أروقة المهرجانات الى دور السينما التجارية فيلم «ديكور» للمخرج أحمد عبدالله، الذي كان العرض الأول له في الدورة 36 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتم تصويره باللونين الأسود والأبيض، واستطاع فعلاً أن يدخل المشاهد في دوامة من الأفكار التي تجعله لا إرادياً متيقظاً لكل مشهد، ولكل حوار حتى لا تضيع منه الحكاية، وهو من بطولة خالد أبوالنجا، وحورية فرغلي، وماجد الكدواني، ومن تأليف شيرين دياب في أولى تجاربها السينمائية، بالاشتراك مع شقيقها المخرج والمؤلف محمد دياب، من دون الابتعاد عن الإشارة إلى أن فاتن حمامة بأفلامها كانت حاضرة كبطلة أيضاً بنيت عليها أحداث الفيلم. ومن الواضح أن الفيلم نجح جماهيرياً حسب ردود فعل الجمهور المصري الذي تابعة الأسبوع الفائت في دور العرض المصرية المحلية، قبل انتقاله الى دور العرض العربية.

وللحديث أيضاً عن الأفلام المصرية التي لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، كان للجزء الثاني من فيلم «الجزيرة» للمخرج شريف عرفة حضور كبير في دور السينما المحلية، وقال مشاهدون ضمن استطلاع سابق أجرته «الإمارات اليوم» إنهم شعروا بالحزن وهم يشاهدون الراحل الفنان خالد صالح في آخر أدواره، مؤكدين أن أداءه فاق الوصف، وكان إضافة مهمة لفريق الفيلم وهو من بطولة أحمد السقا وهند صبري وخالد صالح وخالد الصاوي، مانحين إياه علامة راوحت بين ست وتسع درجات. من العناوين التي لاقت رواجاً كبيراً جماهيراً، والأكثر ايرادات حسب شباك التذاكر هو فيلم «الفيل الأزرق» من إخراج مروان حامد، وبطولة كريم عبدالعزيز وخالد الصاوي ونيللي كريم. في المقابل، يعتبر فيلم «وردة» الذي صنف تحت فئة أفلام الرعب، وهو من تأليف محمد حفظي وإخراج هادي الباجوري، من الأفلام الأكثر ايرادات حسب شباك التذاكر أيضاً، لأنه تناول قصصاً حقيقية مبنية على علاقة الإنس بالجن. هذه جولة ليس من الضرورة أن تكون شاملة، لكنها حملت أكثر عناوين الأفلام نجاحاً من ناحية نيلها الجوائز واستحسان الجماهير لعام 2014.

تويتر