بداية ساخنة لدراما رمضان

القصبي يتحدى «داعش».. والماسونية تطارد «حارة اليهود».. والعلماءيطالبون بوقف «عادل إمام»

صورة

بداية ساخنة جداً يشهدها الموسم الدرامي لرمضان هذا العام، حيث استطاعت أعمال درامية أن تشعل الساحة بما تميزت به من جرأة واقتراب من الواقع، أو لما تتناوله من موضوعات شائكة. أول المتصدرين للجدل والمشكلات كان الفنان السعودي، ناصر القصبي، الذي تلقى تهديداً عبر أحد الحسابات المحسوبة على تنظيم «داعش» خلال عرض الحلقة الثانية من مسلسله «سيلفي»، التي يذهب فيها القصبي إلى إحدى مناطق النزاع ليستعيد ابنه الذي ذهب هناك للانضمام إلى تنظيم «داعش»، وخلال الحلقة استعرض وجود عدد كبير من السعوديين هناك. وفور انتهاء الحلقة أطلق هاشتاغ على موقع «تويتر» يدعو إلى قتل القصبي تحت عنوان «مطلوب رأس ناصر القصبي». رغم ذلك واصل القصبي في الحلقة التالية من العمل مغامرته داخل «داعش»، ليأتي مشهد النهاية في الحلقة ليثير عاصفة من الإعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر»، ويضع «سيلفي» على رأس قائمة الأعمال التي يتابعها الجمهور، وهو المشهد الذي تقوم فيه «داعش» بإعدام القصبي، فيتقدم ابنه مؤكداً أنه «لن يقطع هذا الرأس سواه»، وفي الخلفية يسترجع الأب مشهداً له وهو يلعب مع ابنه على الأرجوحة وهو طفل صغير. وعلق المغردون معبرين عن إعجابهم ببلاغة المشهد الذي اختصر كثيراً من الكلام والشرح، وقدم نموذجاً للفن الذي يحمل رسالة تعبر عن واقع مجتمعه.

«أستاذ ورئيس قسم»

وجد الفنان عادل إمام نفسه هو وفريق عمل «أستاذ ورئيس قسم» في موقف صعب مع تزايد المطالبات بوقف عرض المسلسل من قبل نقابة علماء مصر، التي أرسلت خطاباً رسمياً إلى شبكة «إم بي سي» الذي تذيع المسلسل تطلب منها وقفه، متهمة العمل بتقديم صورة مسيئة للأستاذ الجامعي تنافي الواقع، وأشارت النقابة إلى أن لديها سيناريو العمل كاملاً من قبل بداية عرضه، حيث يتعرف الأستاذ الجامعي، عادل إمام، على فتاة ليل ويقيم معها علاقة. من جانبه، اكتفى الفنان عادل إمام بمطالبة الجميع بالانتظار حتى نهاية العمل، وعدم التعجل في إصدار أحكام.

مشكلات «سيلفي» لم تبدأ من الحلقة الثانية، ولكنها بدأت من الحلقة الأولى التي أطلقت هجوماً عنيفاً عبر «تويتر» على القصبي، بعد أن تناول فيها بعض رجال الدين الذين يأخذون من التدين وسيلة لكسب المال، من خلال قصة فنان انسحبت عنه الأضواء فاتجه إلى الدين ليتخذ منه وسيلة لكسب المال، وهو ما اعتبر سخرية من رجال الدين، ودعا رجل الدين السعودي سعيد بن فروة إلى تكفير القصبي، ثم عاد وتراجع عن التكفير. بينما غرد القصبي على حسابه قائلاً: «حسابي الآن يطفح بالشتامين والمهددين واللاعنين بكل فنون اللعن والتهديد والشتم، فأقول لهم قليلاً من الهدوء ورمضان كريم، وترى حنا بأول يوم». مسلسل «سيلفي» من بطولة الفنان ناصر القصبي وعدد من نجوم الكوميديا السعودية، ومن تأليف الكاتب السعودي خلف الحربي.

ويعود الثنائي الكاتب محمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي هذا العام بعمل جديد هو مسلسل «العهد»، بعد نجاحهما في «نيران صديقة» ثم «الوصايا السبع»، ومنذ الحلقة الأولى فتح المسلسل باب التأويل والاتهامات على صنّاعه، ساعد على ذلك أجواء الغموض التي تحيط بأحداثه، وتعالت أصوات مطالبة بوقف عرض المسلسل بعد أن اتهم بالدعوة إلى الماسونية، نظراً إلى أن الأحداث تدور في كفر يحكمه عهد محفوظ في صندوق، وكذلك الإساءة لرجال الدين بعد أن ظهر إمام المسجد ينصاع لأوامر الحاكم الظالم. بينما انتقد البعض كثرة القتل والدماء في الحلقتين الأولى والثانية، واعتماد صناع العمل على ثيمة النبوءة المخبأة التي تحفظ الحقوق ويبحث عنها الجميع، وهي الفكرة نفسها التي بني عليها مسلسل «الوصايا السبع» العام الماضي.

«حارة اليهود» أيضاً من المسلسلات التي أحاط به الجدل حتى من قبل عرضه، نظراً إلى موضوعه الشائك الذي جعله محط أنظار كثيرين. من بينهم رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، نادية هارون، التي توقفت أمام عدد من الأخطاء تتعلق بشكل الحارة وملابس الفنانين وتفاصيل أخرى. لكن الجدل الأهم انصب على التداخل بين «اليهودية» و«الصهيونية» في أحداث العمل الذي كتبه الدكتور مدحت العدل، كما أثار الربط بين الشيوعيين من جهة، وتشجيع شباب اليهود على التحول للصهيونية، سخط جانب من الجمهور، خصوصاً المحسوبين على اليسار. بينما لم يختلف موقف الإسلاميين، خصوصاً جماعة الإخوان المسلمين الذين وجدوا أن المسلسل يذهب إلى تقاعس «الإخوان» عن المشاركة في حرب 1948، على عكس الواقع من وجهة نظرهم. واتهم البعض المسلسل بتبني الرواية الإسرائيلية في ما يتعلق بمعاملتهم للأسرى المصريين والعرب في حرب 1948، حيث يظهر الضابط (علي)، إياد نصار، وهو يتلقى العلاج في مستشفى إسرائيلي، بينما اعترف قادة إسرائيليون أخيراً بأنه كانت لديهم تعليمات بقتل الأسرى، الأمر نفسه ينطبق على المستوطنات الإسرائيلية التي ظهرت في المسلسل وكأنها نشأت في صحراء، وهو ما يتفق مع الرواية الإسرائيلية، بينما هي أقيمت على قرى فلسطينية، يضاف إلى ذلك ظهور شخص فلسطيني إلى جانب الضابط الإسرائيلي ليترجم لعلي، وبدا منحازاً للإسرائيليين ناصحاً (علي) بالتعاون معهم. من جانبه؛ علق مخرج العمل محمد العدل ساخراً من كم الانتقادات التي وجهت له وللعمل، متسائلاً إذا كان بعد ثلاثة أيام من العرض تم اتهامه بالماسونية والترويج للصهيونية والتطبيع، فما الذي بقي بعد ذلك، مشيراً إلى أنه يستطيع أن يتفهم غضب بعض اليساريين من جملة ذكرت في مسلسل حارة اليهود، لكن ما لا يستسيغه هو غضب من يعملون في المهنة، ومن لهم معه ومع عائلته تاريخ، كما أشار إلى أن تاريخ عائلته واضح وليس مجالاً للمساومة.

تويتر