«دبي الســــــينمـائي».. تكريم حاضر لـ «إنجــازات العمر»

في نحو عقد من الزمان كرم مهرجان دبي السينمائي الدولي العديد من النجوم والرموز الفنية التي ارتبطت بالدراما عموماً، سواء السينمائية أو حتى التلفزيونية، ووسط خيارات عديدة وواسعة، تبدو هوية الشخصية المكرمة سنوياً في جائزة «انجازات العمر»، بمثابة اختيار صعب، وترتبط بالعديد من المعطيات.

اللافت أن الكثير من الشخصيات التي تم تكريمها بالفعل، كان فعل التكريم وصعودها إلى منصته، سواء في افتتاح المهرجان، أو ختامه، بمثابة اقتناص فرصة كانت سانحة وقتها، قبل أن يفقد الوسط الفني قامة فنية كبيرة، على نحو جعل تكريم مهرجان دبي، بمثابة مسك ختام مسيرة طويلة، وهو سياق ينسجم كذلك مع مسمى الجائزة التكريمية «إنجازات العمر».

نور الشريف في «القصر»

حظي فندق القصر في مدينة «جميرا» بآخر إقامة للفنان نور الشريف في الإمارات، والتي استضافه أثناءها مهرجان دبي السينمائي الدولي، في دورته الأخيرة، التي عُقدت في ديسمبر الماضي.

وكان الشريف مرحباً كعادته، ليس باللقاءات الصحافية المطولة فقط، رغم معاناته المرضية، بل أيضاً بالتقاط الصور التذكارية مع الجمهور والمعجبين، برحابة صدر.

الشريف الذي أعرب عن امتنانه واعتزازه بالتكريم حينها، كان يأمل في حضور الدورة الأخيرة لمهرجان المسرح العربي التي استضافتها العاصمة المغربية الرباط، لكن تدهور حالته الصحية، واضطراره إلى السفر إلى أميركا لاستكمال علاجه حال دون ذلك.

والتقط المصورون لقطات ربما تعد الأخيرة لبطل «بتوقيت القاهرة» مع طاقم آخر أعماله السينمائية لتكون بمثابة آخر صور للنجم صاحب مسيرة الـ176 فيلماً في دبي، قبل أن يغيبه الموت.

منصة التكريم

خلافاً لمنصة «دبي السينمائي»، كان مهرجان أبوظبي السينمائي، محطة أخرى لتكريم النجوم العرب، سواء المعاصرون أو الذين رحلوا، كما قامت فعاليات ومهرجانات أخرى بالفعل التكريمي ذاته، في مناسبات متعددة.

وكان مهرجان الفجيرة للمونودراما، من المحطات التكريمية الأخيرة للفنان الراحل خالد صالح، الذي حل ضيفاً مكرماً أيضاً على مركز راشد للمعاقين.

سلسلة الفنانين الذين كانت الإمارات عموماً، و«دبي السينمائي» خصوصاً، أبرز محطاتهم الأخيرة تمتد لتشمل أسماء منها يوسف شاهين وفاتن حمامة وعمر الشريف، فضلاً عن نور الشريف، في حين قام المهرجان نفسه بتكريم اسم المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، بعد أن غيبه الموت عن منصة التكريم.

وبالإضافة إلى الفنان المصري جميل راتب، الذي التفت المهرجان إلى تكريمه بجائزة «إنجازات العمر»، فقد كان الحضور الخليجي حاضراً وممثلاً بتكريم عدد من نجوم الدراما الخليجية في مهرجان الخليج السينمائي، وفي مقدمتهم سيدة الشاشة الخليجية حياة الفهد.

الفنان نور الشريف الذي شُيع إلى مثواه الأخير منذ أيام وآخر الرموز الراحلة من جيل «الزمن الجميل»، هو أحدث من تم تكريمه على منصة انجازات العمر لـ«دبي السينمائي»، بل إنه كان بمثابة أيقونة دورة المهرجان الأخيرة، ليصبح «دبي السينمائي» هو آخر محطة تكريمية له خارج بلده، حيث تم تكريمه في مهرجان الاسكندرية السينمائي، ضمن 55 محطة تكريمية مختلفة.

وبدا الشريف أثناء مهرجان دبي السينمائي تحديداً حاضراً بقوة، ليس فقط على منصتي الافتتاح والختام، وكذلك المؤتمر الصحافي الخاص بتكريمه، وايضاً المؤتمر الخاص بعرض فيلمه الأخير «بتوقيت القاهرة»، بل أيضاً في كواليس المهرجان، على الرغم من التراجع الكبير في حالته الصحية، وصراعه مع المرض.

وعكس الشريف في حواره لـ «الإمارات اليوم» حينها، امتناناً كبيراً لبادرة المهرجان بتكريمه، وأشار إلى أن غياباته السابقة عن «دبي السينمائي» كانت اضطرارية، بسبب ظروف تصوير متفاوتة، وأعرب عن اعتزازه بالألق التنظيمي والفني الذي بدا عليه.

تعليقات رئيس مهرجان دبي السينمائي عبدالحميد جمعة، حول آليات اختيار الشخصيات المكرمة، وأولوياتها، ضمن قائمة اشار لـ«الإمارات اليوم» إلى أنها موجودة بالفعل، وديناميكية، تؤكد أن ادارة المهرجان تسعى إلى أن يأتي «قطار» التكريم في الوقت المناسب، وقبل «فوات الآوان»، حيث أشار إلى أن الظروف الصحية لبعض المرشحين لجائزة انجازات العمر، فضلاً عن الظروف الفنية أحياناً، تبقى حجر عثرة في كثير من الأحيان، لكن العلاقات الطيبة لإدارة المهرجان، بالشخصيات المرشحة بالإضافة إلى السمعة الدولية الرفيعة للمهرجان، تسهمان بشكل إيجابي في أن يتم التكريم دائماً في الوقت المناسب.

هذا الأمر عكسته بالفعل إجابة رئيس «دبي السينمائي» عبدالحميد جمعة عن سؤال لـ«الإمارات اليوم» أثناء الإعلان عن تكريم الشريف في الدورة الأخيرة للمهرجان، حول «التوقيت»، حيث أكدت تصريحاته على هذا المنحى، لكنه لفت إلى أن فيلم «بتوقيت القاهرة» كان بمثابة المحفز الإيجابي للتعجيل بهذا التكريم المستحق بجائزة «إنجازات العمر» .

الراحل عمر الشريف أيضاً، الذي ترجل أخيراً، كان الشخصية المكرمة للمهرجان في دورته الثامنة، وهو التكريم الذي تابعته عن كثب وسائل إعلام عالمية متعددة، باعتبار الفنان المصري الراحل، أحد نجوم هوليوود.

محطة «إنجازات العمر»، كانت بمثابة محطة التكريم الأخيرة للمخرج المصري العالمي أيضاً يوسف شاهين، كما استبق «دبي السينمائي» بالجائزة ذاتها تكريم محلي مصري للفنانة الراحلة سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة، قبل أن يغيبها الموت.

حتى أولئك الذين لم يكونوا حاضرين على شاشات السينما والدراما العربية في العقود الأخيرة، بأعمال جديدة، لم يكونوا غائبين عن تفكير إدارة «دبي السينمائي»، الذي لم يسعفه الوقت وهو في طي الاستعداد لدورته الثانية، عام 2005، بتكريم المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد، مخرج فيلم «الرسالة»، الذي تُوفي قبل التئام عقد تلك الدورة، لكن إدارة المهرجان أصرت على إتمام التكريم، وقامت بدعوة ابنه المقيم في لندن، مالك العقاد، ليتسلم جائزة والده الراحل، جنباً إلى جنب ثلاثة من رموز السينما العربية والعالمية، شملهم التكريم في تلك الدورة، وهم الفنان المصري عادل إمام، والمخرجان العالميان ياش تشويرا ومورغان فريمان.

الأكثر مشاركة