فيلم «مقلوب» يبرز مهارات طلاب «تقنية دبي» في الإنتاج السينمائي
رسالة من مواهب واعدة.. في 6 دقائق
بأسلوب بصري مشوّق، أنجز مجموعة من طلبة قسم الإعلام التطبيقي في كليات التقنية العليا، كلية دبي للطلاب، فيلماً قصيراً يحمل رسالة مجتمعية، تحذر في ست دقائق من عواقب القيادة بتهور.
أداء مقنع قدم الطالبان عمر أهلي وأحمد معروف، أداء مميزاً لشخصيتي الصديقين (سعيد وأحمد) في الفيلم، وبرزت مهاراتهما بأسلوب بعيد عن المبالغة التي قد يلجأ إليها عادة الممثلون الشبان في المشاهد التي تتطلب سرعة في الإنجاز. ورغم الوقت القصير للتصوير، إلا أن الممثلَين نجحا في تقديم شخصيتين مقنعتين على الشاشة، والمساهمة في إنجاح العمل، والتأثير الإيجابي في المشاهد. |
وبينما يحاول شابان مساعدة شخصين عالقين في سيارة تعرضت للتو لحادث أليم في منطقة صحراوية غير مأهولة بالسكان، يكتشف الشابان فجأة أن من علق داخل السيارة «هما نفساهما».. من هنا تبدأ قصة الفيلم الذي جسد شخصيتي بطليه، عمر أهلي، وأحمد معروف، اللذين يؤديان دوري السائق الشاب وصديقه الجالس إلى جواره يحذره من التهور والسرعة، إلى أن يقع حادث أليم يودي بحياة الشابين معاً، ثم تدخل أحداث الفيلم للإجابة عن سؤال «ماذا لو بقي الشابان على قيد الحياة؟».
الفيلم الذي أنجز بإشراف ومتابعة عضو هيئة التدريس، باري أتكينز، وأخرجه حميد الشرهان، عن نص للقاصة هنا النواحي، وسيناريو اشترك في كتابته سعيد البلوشي، ووليد خالد، يعالج ظاهرة التهور في قيادة المركبات، التي تؤرق مجتمعات عدة، لكن بأسلوب مختلف، اعتمد رسالة مختصرة مفادها: «لحظة تهور يمكن أن تنهي حياة»، للتأثير في المشاهد.
تقنيات الصورة
من جانبه، قال مخرج «مقلوب»، الطالب حميد الشرهان، إن «الفيلم يسعى إلى لفت أنظار الجمهور، وتوجيه رسالة للحد من حوادث الطرق الناتجة عن تهور الشباب، وإبرازه لتقنيات الصورة السينمائية، وقدرته على شد المشاهد منذ الدقيقة الأولى، وجذبه ليكون جزءاً من الموضوع، وسهولة بناء الحوار بين الشاشة والجمهور».
ويضيف «نتمنى أن تتاح الفرصة للفيلم للمشاركة في المهرجانات السينمائية داخل الدولة وخارجها، إذ يمكن إظهار قدراتنا كطلاب إعلام في كليات التقنية العليا على المنافسة، وتطبيق نظريات علمية حديثة في التعامل مع الكاميرا، والبيئة السينمائية، وتوظيف مهاراتنا التي صُقِلت خلال السنوات الدراسية الماضية».
ويلقي فيلم «مقلوب» الضوء على رؤية سينمائية لمجموعة من طلاب الإعلام التطبيقي في سنة التخرج، وقدرة جيل جديد من السينمائيين الشبان في دولة الإمارات، على الإسهام في نقلة نوعية بموضوعي الجودة والتقنية.
وبينما تدور الكاميرا لتلتقط الكادر المحوري للعمل، يجتمع 12 طالباً بصحبة المخرج حميد الشرهان في موقع التصوير لإجراء بحث متخصص عن المكان، وهي طريقة احترافية يجري خلالها التأكد من أن بيئة الموقع صالحة من جوانب لتناسب التصوير. ويرى الشرهان أن هذه الطريقة منحت فريق العمل القدرة على رسم الخطة الكاملة للتصوير لست ساعات من النهار مع التقاط لحظات المغيب الأولى، وهو ما يريح بصر المشاهد، ويعطي الفيلم بعداً فنياً أعمق من خلال التركيز على استخدام الضوء كجانب مساعد لتقنيات التصوير بوساطة الكاميرات الحديثة التي توفرها كليات التقنية العليا لطلاب قسم الإعلام التطبيقي.
نقلة نوعية
استطاع فيلم «مقلوب»، خلال عرضه أمام طلبة قسم الإعلام التطبيقي في كلية دبي التقنية للطلاب، أن يلفت انتباه المشاهد إلى تركيزه على إحداث نقلة نوعية في فئة أفلام الطلاب، أو الأفلام القصيرة التي تتناول موضوعاً محدداً، من خلال العناية بجودة بيئة الفيلم، أو ما يعرف فنياً بالبيئة السينمائية التي تَمكن المخرج حميد الشرهان من إظهارها محلياً من زاوية تقنية عالمية حديثة، سجلت البعد العلمي في طريقة الدراسة الدقيقة للمجموعة الطلابية، التي عملت على تنفيذ الفيلم، لمفهوم العناية بالبيئة السينمائية.
وتستند رؤية المخرج لبيئة الفيلم إلى استخدام بؤرة واحدة للكاميرا تنطلق منها محاور الفيلم ليتمكن المُشاهد من المتابعة بسلاسة من دون أن تشتت انتباهه زحمة الأماكن (البيئات) المتنوعة، وهو ما يخدم إيصال الرسالة إلى المتابع بقوة، واستدراجه تلقائياً ليصبح جزءاً من العمل السينمائي الذي يشاهده. ويستفيد فيلم «مقلوب» من التقنيات الحديثة في عالم الإخراج والإنتاج السينمائي للأفلام القصيرة التي تقدم منظوراً واسعاً للقصة في زمن محدود، وتظهر رؤية الطلاب، المكونين لفريق عمل الفيلم، في بنية متينة يمكن أن تنافس عدداً كبيراً من أفلام الفئة نفسها، وهو ما يوصل العمل إلى مراحل المشاركة في مهرجانات احترافية، ويضيف لجهد الطلاب تجربة عرض الفيلم أمام جمهور واسع، والاستماع إلى ملاحظات نقدية، وآراء المشاهدين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news