«الشارقة السينمائي للطفل» رهان على الجودة

تنطلق فعاليات مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل في نسخته الثالثة في 18 من أكتوبر الجاري، وتستمر حتى 28 منه، في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، حيث سيكون الجمهور على موعد مع 175 عملاً سينمائياً، من بينها 20% لأعمال خليجية وإماراتية، وكانت إدارة المهرجان تلقت 286 عملاً سينمائياً من 50 دولة من مختلف أنحاء العالم، ووقع الاختيار على 175 فيلماً من 20 دولة، للمنافسة على جوائز المهرجان لهذا العام، في حين شارك في النسخة السابقة للمهرجان 112 فيلماً، وفي النسخة الأولى 75 فيلماً.

كم ونوع

قال عضو لجنة تحكيم المهرجان، المخرج عبدالله حسن، واجهنا بعض التحديات في عملية فرز وتقييم الأعمال المشاركة في الدورة الثالثة للمهرجان، تمثلت في الكم والنوع، حيث تميزت الكثير من الأفلام المشاركة بقوة الموضوعات المطروحة وعمق المحتوى إلى جانب العناصر الأخرى، من حيث الإخراج والتصوير والتنفيذ، ما جعل من التقييم واختيار الأفضل عملية صعبة ومعقدة نوعاً ما.

تحديات

قالت عضو لجنة تحكيم المهرجان، الكاتبة والمخرجة السينمائية الإماراتية، منال بن عمرو، إن عملية تقييم الأفلام المشاركة لم تكن عملية سهلة، نتيجة لحجم المشاركة الكبير وكثرة الأفلام وتنوعها، حيث تميزت بغزارة المحتوى والمضمون، فضلاً عن الاهتمام بجماليات العمل السينمائي من حيث الفكرة والشكل والمضمون والإخراج، وشكلت لنا عملية التقييم تحدياً كبيراً بسبب كثرة الأفلام المتميزة في التنفيذ والمضمون والمتقنة سينمائياً، ما خلق لنا حالة نقاشية متعمقة في محاولة للخروج بنتائج منصفة مبنية على رؤية سينمائية شاملة معنية بالتوجه العام للمسابقة وفئاتها.

وقع الاختيار على 175 فيلماً من 20 دولة، للمنافسة على جوائز المهرجان لهذا العام، في حين شارك في النسخة السابقة للمهرجان 112 فيلماً، وفي النسخة الأولى 75 فيلماً. الإمارت اليوم

 

وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير مؤسسة فن، مدير المهرجان، يشهد المهرجان الذي يعتبر المشروع الفني الأول من نوعه في المنطقة، نمواً وتطوراً كبيراً في حجم ونوعية الأفلام المشاركة والفعاليات المصاحبة، في نسخته الثالثة، محققاً نجاحاً باهراً، ما كان أن يتحقق لولا الدعم الكبير من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والرعاية الكريمة من قبل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.

وأضافت في مؤتمر صحافي عقد أمس (الاثنين)، في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، كانت بداياتنا متواضعة نسبياً، مع 75 عملاً سينمائياً فقط، ولا وجود لأعمال إماراتية وخليجية فيها، واليوم وصلنا إلى 175 عملاً سينمائياً، من بينها 20% خليجية وإماراتية، لافتة إلى تنوع الأعمال المشاركة بين الأفلام القصيرة والأفلام الروائية والأفلام الوثائقية وأفلام الرسوم المتحركة التي تتناول القضايا الإنسانية وحقوق الطفل، والتحديات البيئية، وغيرها من القضايا المهمة، ما يعكس الشهرة المتزايدة التي يكتسبها المهرجان الذي بدأ يستقطب اهتماماً إقليمياً وعالمياً. ولفتت إلى أننا لا نركز على الكم، بل على المحتوى والنوع، وكلما زاد عدد الأفلام المشاركة كانت عملية اختيار الأفلام المشاركة أعقد وأصعب.

وأكدت أن المهرجان يعتبر منصة فنية ملهمة، تسهم في تشجيع المخرجين وصناع الأفلام المحترفين، وتنمية وتطوير المواهب السينمائية الشابة، من خلال توفير البيئة المناسبة والأدوات اللازمة، لخلق جيل مبدع من السينمائيين الشباب القادرين على مواكبة العصر وإنتاج أفلام منافسة لكبار العاملين في قطاع سينما الأطفال حول العالم.

وأكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، أن المهرجان ينفرد هذا العام بالتركيز على القضايا الإنسانية وحقوق الطفل، خصوصاً في ظل تفاقم أزمة اللاجئين وموجة الهجرة للآلاف من المشردين من بلدانهم التي مزقتها الحروب، والظروف المأساوية التي يعيشها الكثير من الأطفال اللاجئين، ما ترك صدىً عميقاً في عدد من الأفلام المشاركة هذا العام.

وسيكون من بين الفعاليات المصاحبة للمهرجان في نسخته الثالثة، عرض خاص للأفلام من صناعة الأطفال، التي تم استبعادها من المنافسة على جوائز المهرجان بعد رفضها من قبل لجنة التحكيم، حيث سيتم عرضها بحضور الأطفال الذين قاموا بصناعتها، إلى جانب أعضاء لجنة التحكيم وعدد من النقاد السينمائيين، للتعليق عليها وإبراز نقاط الضعف والقوة فيها، بهدف مساعدة الأطفال وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم السينمائية، وتحسين مستوى نوعية أعمالهم، وتجنب الأخطاء السابقة عند قيامهم بإخراج أفلام أخرى في المستقبل.

وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، يتضمن المهرجان عرضاً خاصاً لعدد من الأفلام التي قام بصناعتها أطفال لاجئون في لبنان، وأفلام أخرى ترصد معاناة عدد من أطفال الشوارع والأطفال المعاقين في السودان الذين تحدثوا فيها عن قصص حياتهم وتجاربهم الخاصة، وقد تم صناعة وإنتاج هذه الأفلام في إطار ورشة الرسوم المتحركة، باستخدام تقنية وقف الحركة التي قدمتها الفنانة اللبنانية ضياء ملاعب، المتخصصة في الرسوم المتحركة، بالتعاون والتنسيق مع منظمة «أنقذوا الأطفال»، التابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومعهد حقوق الطفل في السودان والنوبة.

وقالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، ستكون عروض الأفلام على فترتين، صباحية، مخصصة لطلبة المدارس الحكومية، وذلك في قاعة الجواهر، حيث ننسق مع وزارة التربية بهذا الخصوص، ومسائية للجمهور عموماً، أما طلبة المدارس الخاصة فيحظون بمتابعة الأفلام في مركز صحارى.

وأضافت قررنا هذا العام توسيع النطاق الجغرافي للعروض، حيث ستقام لأول مرة في سبع مدن في إمارة الشارقة، مقابل خمسة مواقع في العام الماضي، بما في ذلك الذيد ودبا الحصن وخورفكان والمدام وكلباء والحمرية والبطايح، فيما تقام العروض الرئيسة في الشارقة على فترتين صباحية ومسائية في كل من قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، وسينما نوفو في مركز صحارى، كما ستقام عروض خارجية ولأول مرة في مؤسسة الشارقة للفنون.

وأشارت إلى أن المهرجان سيشهد ضمن الفعاليات الأخرى المصاحبة، إقامة مخيم تدريبي لصناعة الأفلام، وهو عبارة عن ورشة عمل مكثفة تستمر على مدار أسبوع، يشارك فيها طلبة موهوبون في مجال الإخراج السينمائي، في صناعة فيلم مع نهاية فعاليات المخيم، إلى جانب إقامة العديد من البرامج والدورات التدريبية والأنشطة التفاعلية وورش العمل المتخصصة في تنفيذ الأفلام.

وقالت إن توجهنا في المهرجان تعليمي بشكل أساسي، وعموماً تركز فكرة المهرجان على أهمية التعليم والترفيه وإثراء الرصيد الثقافي والمعرفي، ومن توجهاتنا تشجيع الأطفال على صنع الأفلام بأنفسهم، لافتة إلى أننا نشرح للأطفال سبب رفض الفيلم ونوضح لهم ذلك، كي يعودوا في العام المقبل وقد تجاوزوا الأخطاء في عمل الفيلم من جديد، ونوهت بأننا شاركنا هذا العام في مهرجانات عالمية عدة خارج الدولة، بأفلام صنعت من قبل أطفال الإمارات، مشيرة إلى أننا نعمل على تشجيع صانعي الأفلام الإماراتية من أجل تصنيع أفلام للأطفال.

الأكثر مشاركة