«كلاسيكو» عن أخوين يغادران وطنهما من أجل لفت انتباه نجم الكرة العالمي كريستيانو رونالدو. من المصدر

الواقع العربي على شاشة «دبي السينمائي»

كشف مهرجان دبي السينمائي الدولي عن الدفعة الأولى من الأفلام المشاركة في مسابقة «المهر للأفلام الروائية»، خلال دورته الـ12، التي تنظم في الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر المقبل.

وبلغ مجموع المشاركين في هذه الفئة 18 فيلماً طويلاً، قدمها مخرجون عرب مشهورون وموهوبون، مستعرضين الثقافات التراثية والتقاليد العائلية، لتحتفي وتعكس أفلامهم واقع الحياة الحافل والمتنوع في العالم العربي.

كوكبة مخرجين

قال مدير البرنامج العربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي، أنطوان خليفة: «انطلقت مسابقة المهر للأفلام الروائية في عام 2006، ومع كل سنة تمرّ من عمر هذه المسابقة تصبح المنافسة أشدّ وأقوى، بفضل مشاركة مخرجين قادرين دائماً على تقديم كل ممتع ومثير، والخوض في تقاليد المنطقة الغنية، وتاريخها الفريد، نشعر بالحماسة لوجود هذه الكوكبة من المخرجين الموهوبين، الذين ستترك إبداعاتهم تأثيراً لا يمحى من أذهان الجمهور».

«ثقل الظل»

من المغرب، يعود المخرج حكيم بلعباس إلى مهرجان دبي السينمائي في دورته الـ12، مع فيلم «ثقل الظل» في عرضه العالمي الأول، بعد أن حصد فيلمه «شي غادي وشي جاي» جائزة أفضل سيناريو في مسابقة «المهر للأفلام الروائية» في دورة عام 2011. ويروي «ثقل الظل» قصة أب وأم متقدمين في العمر، يعيشان على أمل معرفة مصير ابنهما الذي اختُطف قبل 35 سنة، خلال ما عُرف وقتها بسنوات الرصاص في المغرب.

تتضمن القائمة فيلم المخرج المغربي هشام العسري، العائد إلى مهرجان دبي السينمائي مشاركاً في مسابقته للمرة الثالثة، مقدماً فيلمه الجديد «جوّع كلبك»، الذي شارك في مهرجان تورنتو السينمائي. وتدور أحداث الفيلم في الدار البيضاء، ويروي قصة خروج سياسي سابق وذي نفوذ من مخبأه، ليعترف بجرائمه في استوديو مهجور، وفي الوقت نفسه تعتزم مخرجة سينمائية معتزلة العودة إلى الأضواء، من خلال هذه المقابلة. وأثناء المقابلة يصبح الطاقم الذي يعمل معها غير مترابط، وغير متحمس كما كان، لتدور المقابلة في حلقة مفرغة، حيث لا يبدو أن أحداً سيتوصل إلى أي نتيجة.

أما المخرج العراقي المولد هالكوت مصطفى، فيأخذ الجمهور في رحلة عودة إلى جذوره الكردية، في العرض العالمي الأول لفيلمه «كلاسيكو»، الذي تلقى دعم صندوق «إنجاز» لعمليات ما بعد الإنتاج، من مهرجان دبي السينمائي. وتدور أحداث الفيلم في شمال العراق، ويتناول قصة عن تفاؤل الشباب، إذ يقرر أخوَان شابان القيام برحلة محفوفة بالمخاطر، ومغادرة وطنهما من أجل لفت انتباه نجم الكرة العالمي كريستيانو رونالدو.

المخرجة اللبنانية نورا كيفوركيان، صاحبة الفيلم الوثائقي الحائز جوائز «وكشف النقاب»، تعرض فيلمها «23 كيلومتر»، بدعم من صندوق «إنجاز». يتناول الفيلم حكاية رجل أرمني يدعى باركيف، يعاني من مرض «الرعاش» (باركنسون)، في مرحلة متقدمة، ويقوم برحلته الأخيرة على طريق دمشق في وادي البقاع اللبناني، فيسافر الفيلم بالمعنى الواقعي والمجازي إلى الماضي والمستقبل، سواء بالنسبة لهذا الرجل أو لوطنه لبنان؛ البلد الذي أنهكه الانقسام الطائفي.

وبعد رحلتها إلى مهرجان تورنتو السينمائي، تعود المخرجة مي المصري إلى مهرجان دبي السينمائي بأول فيلم روائي لها بعنوان «3000 ليلة» بعد تاريخ حافل بالأفلام غير الروائية التي أنجزتها، وهو فيلم حصل على دعم من صندوق «إنجاز»، ومُستوحى من قصص حقيقية لأطفال وُلدوا في السجون الإسرائيلية، ولفتيات يكبرن خلف القضبان. ويقدم الفيلم قصة الفتاة الفلسطينية ليال، التي تكتشف أنها حامل، بعد أن يُحكم عليها ظلماً بثماني سنوات في السجن. وتقرر ليال الاحتفاظ بالطفل، لكن هذا القرار يصبح رهناً بفوضى عارمة، إذ تقرّر مجموعة من السجينات معها التمرد ضد إدارة السجن. أما دانييل عربيد، المخرجة اللبنانية الحائزة جوائز، والتي شارك فيلمها الجديد «باريسية» في مهرجان تورنتو السينمائي، فتعود لـ«دبي السينمائي» بفيلم تدور أحداثه في التسعينات من القرن الماضي، حيث تهرب الفتاة الشابة لينا من جحيم الحرب الأهلية في لبنان إلى باريس، لتعاني من الوحدة والضياع، ورغم ذلك تكافح في سبيل الحصول على ما يمكن أن يشجعها على المضي قُدماً في الحياة، بخلاف دافع الخوف والحفاظ على الذات. وبفضل إصرارها على تجاوز دور الغريبة في هذه المدينة، تبحث لينا عن ما تعتقد أنه مستحيل الوجود في موطنها؛ الحرية.

ويقدم المخرج الجزائري عبدالله بادس فيلمه «عطر البيوت»، في عرض عالمي أول. ويسرد الفيلم قصة الارتباط القوي بين رجل ووطنه الأم، الذي لايزال يحمل ذكريات الطفولة فيه. يقرر عمر (50 عاماً) العودة إلى وطنه الجزائر، لتتكشف أمامه الصعاب، لكن العناية الإلهية تُرسل له طفلاً لإرشاده. وفي خيط رفيع يفصل بين الواقع والخيال، يظهر هذا الماضي في لقطات من الأرشيف، لكن الغريب أن هذه الرحلة تقود عمر إلى التعلق بأرض بالكاد يعرفها، وتتيح له العودة إلى كنف عائلته المبعدة.

من جهته، قال المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي، مسعود أمر الله آل علي: «منذ انطلاقة المهرجان، ومهمته الأساسية تقديم المواهب المميزة في المنطقة، وتوفر مسابقة المهر للأفلام الطويلة منصةً مثالية للمواهب المبدعة، والاتجاهات الثقافية الفريدة، التي يعمل المخرجون في المنطقة على تقديمها، لقد وقع اختيارنا على بعض أهم المخرجين وصانعي الأفلام في مسابقة هذا العام، وأنا على ثقة أن الجمهور سيجد المتعة بما سيقدمه هؤلاء المخرجون لعشاق السينما».

الأكثر مشاركة