المخرجة الإماراتية مريم خوري: أطوّر أدواتي السينمائية وأستعد لفيلم عن شهداء الوطن

بين السينما والتلفزيون تمضي المخرجة الإماراتية مريم خوري في تقديم رؤيتها الإبداعية، من خلال العديد من البرامج الناجحة التي شكلت علامات فارقة في مشوارها المهني الذي بدأته مبكراً منذ أيام دراستها في كلية التقنية العليا، إلى جانب عملها كمتدربة في تلفزيون دبي، قبل أن تجد نفسها أمام تجربة الإخراج المنفرد لأول برنامج مباشر أشرفت على نقل فقراته، وحققت به حلماً قديماً طالما راود سنوات طفولتها اليانعة، وقالت عنه الخوري: «كنت أحلم منذ الصغر بالعمل في التلفزيون، أما قصة الإخراج فلها علاقة بطفولتي، حيث نشأت في بيئة كانت فيها الكاميرا حاضرة بكثافة فقد نقل إلي والدي هذا الشغف عند أول كاميرا اقتناها لي، فكنت أصور بها فيديوهات تدور حول ثيمة الرعب التي كانت تستهويني في البداية وتسليني أثناء وجودي في البيت مع العائلة، ولكنني لم أكن أتوقع أن هذه الموهبة ستلازمني لاحقاً فتحدد توجهاتي المستقبلية».

شغف الأمكنة

تحب الخوري التواصل مع الأصدقاء القدامى، ولا تنسى تكوين صداقات جديدة، إلى جانب اهتمامها الكبير بعائلتها ورعايتها لأولادها الثلاثة الذين تعتبرهم مريم أصدقاء حقيقيين، فضلاً عن زوجها الذي مازال يساندها في الوصول إلى أحلامها.

في المقابل، لا تستغني عن هواياتها المتنوعة التي تستبقيها متشبثة بالرياضة والسفر، واكتشاف الأماكن الجديدة التي تصفها بالقول: «أعشق السفر وأتنقل كثيراً حول العالم، ولا أتخلى عن شغف الأماكن وعين المخرجة التي تقتنص الزوايا الجميلة».

بداية الحكاية

خلال حديثها لـ«الإمارات اليوم»، تستشهد المخرجة الإماراتية، مريم الخوري، بأول تجربة إخراجية لها في مؤسسة دبي للإعلام حين انتبه المخرج حسين بن حيدر إلى شغفها اللافت بعملها، فدفعها نحو مسؤولية إخراج أولى فقرات برنامج «مساء الخير يا دبي» الذي تستذكره مريم اليوم بشيء من الحنين المتداخل بالسعادة قائلة «فاجأني حينها المخرج بالاختفاء وراء الكواليس تاركاً إياي وحيدة أمام الشاشات والكاميرات أواجه مصيري وأتحدى نفسي لتقديم فقرات برنامج مباشر على مدى ساعتين متواصلتين على الهواء، إضافة إلى إدارة فقرات البث الحي الخاصة آنذاك بفعاليات مهرجان دبي للتسوق لعام 1999». حرصها الدائم على التجديد بدا جلياً في غالبية البرامج التي تصدت الخوري لإخراجها، خصوصاً البرنامج الإجتماعي «غرشة عطر» الذي ارتأت تقديمه على شكل حكاية درامية تتقاطع مع نهاية كل حلقة، وتعاونت من خلاله مع عدد من الفنانين أمثال بلال عبدالله وأحمد عبدالرزاق. أما في «مراسي» فقد تابع الجمهور بإعجاب خروج طاقم عمل البرنامج ومذيعته إلى الشارع وتحدّثهم إلى الناس من خلال التقارير المباشرة التي يجريها البرنامج بصفة دورية معهم، في الوقت الذي تواصل الخوري عبر «يوميات» البحث عن مضامين مختلفة، وطرق طرح جديدة تستقطب كل فئات الجمهور من خلال ما يعرضه البرنامج من تقارير ميدانية متنوعة تواكب نبض الحياة في دبي، في محاولة جادة للغوص في الواقع المحلي تقول عنها الخوري: «من الملاحظ أن تخصيص فريق خاص من الفنيين والمخرجين لتأمين عدد من التغطيات الخارجية المباشرة ثبتت فئة كبيرة من الجمهور على تجربة مشاهدة جديدة، وابتعدت عن الرتابة، وأسهمت في تكريس نوع من الديناميكية على مختلف فقرات البرنامج».

أمير القهوة

لا تكتمل الصورة ولا تفاصيل التجربة دون التوقف عند محطات الخوري السينمائية، ومحاولاتها الجاهدة لإثبات نفسها في هذا المجال الذي تبنّى شغفها بالكاميرا، فقبل الفيلم القصير «الصغيرة والوحش» الذي توجت به آخر دوراتها في السيناريو والإخراج السينمائي بقيادة المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، قدمت الخوري فيلماً وثائقياً درامياً قصيراً حمل اسم «أمير القهوة» تناولت فيه قصص الذكريات والتقاليد والهوية المحلية من زاوية شاب إماراتي ينشأ على حب القهوة التي كان والده يستورد أجودها، فيقرر افتتاح متحف للقهوة يستعيد فيه طفولته البعيدة. في المقابل، يبدو شغف مريم بالسينما واضحاً حين نراها مدافعة شرسة عن أحلام المشاركة في المهرجانات المحلية والدولية وتقديم تجربتها السينمائية للجمهور، خصوصاً بعد محاولاتها الأخيرة في ورشة صناعة السينما وتقديمها لمجموعة من الأفكار والمشروعات السينمائية الجديدة التي اشتركت فيها مع مجموعة من أصدقاء الورشة، وقالت عنها: «تعرفت إلى الكاتبة إيمان اليوسف والممثل خال النعيمي وحسن الرئيسي، وقد كانت فرصة جميلة للتحاور وتبادل التجارب في سبيل تعاون محتمل لتقديم عمل سينمائي حول شهداء الوطن، وأعتقد أنه سيكون نقلة نوعية بالنسبة لنا»، وأضافت «وصلنا إلى مرحلة البحث عن التمويل والرعاية المالية للفيلم، وسنظل متفائلين بإمكانية تقديمه في مهرجان دبي السينمائي الدولي المقبل».

بيتي الأول

في رسالة لا تخلو من عبارات الوفاء والامتنان تقول الخوري «ستبقى شبكة قنوات دبي بيتي الأول والأخير، وسأبقى ممتنة لعائلتها الإعلامية التي قادت خطواتي الأولى نحو النجاح، واحتضنت موهبتي ورعتها، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي ألاقيه من الزملاء وجميع العاملين في شبكة قنوات دبي، وعلى رأسهم أحمد المنصوري المدير العام للقنوات، وخليفة حمد أبوشهاب مدير قناة سما دبي، الذي يدفعنا نحو التميز من خلال المساحات الإبداعية التي يوفرها دوماً لنا».

الأكثر مشاركة