صناعة السينما الخليجية تــهيمن على «خميس» المهرجان

هيمنت صناعة الفيلم السينمائي الخليجي على أروقة ثاني أيام الدورة الـ12 من مهرجان دبي السينمائي الدولي، عبر أكثر من نموذج، ليس في شباك تذاكر دور العروض، فضلاً عن العروض الخاصة بالإعلاميين فقط، بل أيضاً في المؤتمرات والمقابلات الإعلامية التي بدأت في وقت مبكر من اليوم الثاني.

شريف منير موسيقيّ

أدهش الفنان، شريف منير، حضور حفل الافتتاح الذي تلا عرض فيلم «غرفة» في مينا السلام، حينما صعد إلى منصة الفرقة الموسيقية مشاركاً إياها العزف لفترة غير قصيرة. وتلقى شريف ترحيباً حاراً من الجمهور الذي طالبه بالاستمرار أكثر من مرة، قبل أن يتلقى شكراً خاصاً من كل أعضاء الفرقة الذين فاجأهم تصرف النجم المصري.

أمرالله في هوايته «الإعلامية»

ربما لا يعرف الكثيرون الشق الإعلامي الآخر في شخصية المدير الفني للمهرجان، مسعود أمرالله، وهو الشق الإعلامي، هذا الجانب لا يظهر فقط في بعض التغطيات الخارجية الصحافية في المهرجانات السينمائية التي يحضرها، ويقوم بنشرها بين الحين والآخر، بل يظهر أيضاً أثناء إدارته بعض المؤتمرات الصحافية للمهرجان.

وأدار أمرالله بكفاءة عالية مهرجان فيلم «بلال» وأتاح للجميع بسلاسة وحسم طرح رؤاهم ومداخلاتهم، مع الالتزام الصارم بتوقيت بدء وإنهاء المؤتمر.

وبعد سهرة افتتاح امتدت حتى الساعات الأولى من صبيحة اليوم التالي، كان جدول المهرجان مشغولاً عند الـ10 صباحاً بأولى الفعاليات، وهي الحضور الخاص لنجوم الفيلم الإماراتي الخليجي «زنزانة»، حيث قامت أسرة العمل بإفساح المجال للمصورين بأخذ صور خاصة في أكثر من موقع بمدينة جميرا، قبل أن يجمعهم مؤتمر صحافي فتح الكثير من الموضوعات المرتبطة بالفيلم.

ومن جهة أخرى، أفردت إدارة المهرجان لقاءات إعلامية منفردة لأبطال الفيلم، الذي يذوب فكرة الإنتاج القطري المنفرد، لمصلحة إنتاج عربي مشترك، حيث يشارك في أسرة «زنزانة» على أكثر من صعيد، خصوصاً الإنتاج، طاقم أردني، جنباً إلى جنب نخبة من الممثلين الإماراتيين، في ظل رؤية إخراجية للإماراتي ماجد الأنصاري.

في المقابل جاء الفيلم السعودي «بلال» لمنتجه أيمن جمال، ليكرس هيمنة صناعة السينما الخليجية على أول أيام ما بعد ليلة الافتتاح، وأفردت للفيلم السجادة الحمراء ليلاً، تماماً كما أبطال فيلم «زنزانة»، في حين انشغلت قاعة المؤتمرات الرئيسة نهاراً بلقاء جمع أسرة العمل مع ممثلي وسائل الإعلام المختلفة.

البانوراما التي لا تكترث بفرز الجنسية هي أبرز ما يميز فيلم «بلال» الذي يجمع 22 جنسية مختلفة، فصناعة الفيلم الخليجي، حسب أيمن جمال، لا تعني أن تكون الأعمال ذات نقاء عرقي خليجي، لكن المحتوى هو ما يؤثر، وهو ما يدفع دوماً باتجاه العالمية، في حال تم اختيار موضوع يصلح لأن يكون كذلك، وجاء أسلوب معالجته فنياً يراعي أيضاً تنوع ثقافات المشاهد.

وعبر مؤتمر صحافي أداره المدير الفني للمهرجان، مسعود أمرالله، وشهد حضور رئيس المهرجان، عبدالحميد جمعة، حضر أيضاً إلى جانب المنتج السعودي أيمن جمال، كل من المخرج الباكستاني خورام علوي، والممثلان اللذان أديا صوتياً صوت (بلال)، وهما أديويلي أكينوي في نضجه، وجاكوب لاتيمور.

وقال أيمن جمال إنه اختار أن يكون الفيلم بالرسوم المتحركة تكريساً لمراده الرئيس، وهو أن يصل العمل لمختلف الثقافات، لذلك تمت كتابة قصته باللغة الإنجليزية.

وأضاف: «يعالج العمل فكرة عالمية وهي (حرية الاختيار)، ولم يكن الأمر بالنسبة لي مسألة سرد لأحداث تاريخية».

ووجه مسعود أمرالله سؤالاً للممثلين عما إذا كان أحدهما أو كلاهما على معرفة سابقة بشخصية «بلال»، فأجابا بنفي قاطع، لكن أكينوي أعرب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في العمل، مضيفاً: «العمل ذو قيمة ثقافية كبيرة، ويغوص في أعماق شخصية ثرية، وأثناء العمل اكتشفت شخصية بلال، كما أنني كنت محظوظاً لاكتشاف الكثير من الأمور التقنية التي لم أكن أعرفها في عالم التحريك».

وفي حين أنها لم تكن التجربة الأولى لأكينوي في مجال الأداء الصوتي، إلا أنها كانت كذلك بالنسبة لجاكوب الذي أشار إلى أنها كانت شديدة الصعوبة في البداية، لدرجة أنه كان يقوم باختبار ذاتي لكل تفاصيل صوته، بما فيها مواقف البكاء قبل التسجيل الرسمي.

على الجهة الأخرى، كان هناك احتفاء إعلامي ملحوظ بتجربة «زنزانة»، حيث أشار المنتج، رامي ياسين، إلى أنه لم يكن يتصور أن يدخل مجال الإنتاج بكامل صعوبته، لكن البداية بالنسبة له كانت فيلم «البحر»، الذي سلمه إلى سلسلة تجارب وضع فيها يده بشكل أكبر على تفاصيل الإنتاج الذي يراه كمفهوم يجب ألا ينصب على دور شركة الإنتاج فقط، بل سائر أسرة العمل الفني هي شريك، بشكل أو بآخر، في عملية الإنتاج.

المخرج الإماراتي ماجد الأنصاري أشار إلى أن المساحة الزمنية لإعداد الفيلم استغرقت نحو أربعة أشهر، مشيراً إلى أن تحفيز المنتج كان له دور كبير في بلورة الفكرة الإخراجية في توقيت مناسب.

وأشار الأنصاري إلى أن الصعوبة الإخراجية تمثلت بشكل رئيس في إيجاد حلول إخراجية للخروج من رتابة التصوير في موقع واحد ضيق، هو «الزنزانة»، لكن الحل السحري جاء عبر أكثر من تكنيك، خصوصاً في ما يتعلق بزوايا التصوير. ورأى الأنصاري أن الأداء العالي الملتزم للممثلين كان أيضاً أحد مكامن النضج الفني لـ«زنزانة».

الأكثر مشاركة