ناصر التميمي: أميل إلى النهايات المفتوحة في أفلامي
كشف المخرج الإماراتي، ناصر التميمي، عن أنه يجهز حالياً لأول فيلم طويل له، مشيراً إلى تعمده أن يحمل الفيلم نهاية مفتوحة من الصعب أن يتوقعها المشاهد، وتختلف عن كل التوقعات.
وأضاف أنه يسعى في أفلامه إلى أن يخلق لنفسه مدرسة خاصة بعيداً عن تقليد الآخرين، معتمداً في ذلك على اختيار قضايا معينة من واقع المجتمع، ورغم ذلك ليست واضحة للجميع، وتقديم رؤى فنية وسينمائية لها.
وذكر التميمي ميله إلى تقديم النهايات المفتوحة في أفلامه، لأنها تفتح المجال أمام المشاهد للتفاعل مع العمل وأحداثه وتوقع نهايات له، كما في فيلمه «صرخة أنثى»، لافتاً إلى أن هذا النوع من النهايات لا يصلح في كل الأعمال، لكنها في بعض الأحيان لا تتناسب مع طبيعة العمل، كما يجب ألا تكون النهاية مخيبة لتوقعات المشاهد أو خارجة عن سياق الفيلم ذاته.
أفكار سينمائية
مسيرة ناصر التميمي خريج جامعة الإمارات العربية المتحدة بكالوريوس علوم سياسية، حاصل على شهادة الدراسات العليا في الدراسات الدبلوماسية، ويعمل حالياً مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام، وعمل في وزارة الخارجية، وله إسهامات ومشاركات إعلامية في مجال الصحافة والتلفزيون، أيضاً هو مدرب في البروتوكول والاتيكيت الدولي، إلى جانب مشاركته في العديد من الأعمال التطوعية والمشاركات والأنشطة المجتمعية. وخلال مسيرته كتب التميمي وأخرج ثلاثة أفلام سينمائية هي: «حصة» و«عقد احتراف» و«صرخة أنثى». |
وتناول التميمي عدداً من المصطلحات والأفكار المرتبطة بالعمل السينمائي خلال الأمسية التي نظمها له اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـــ فرع أبوظبي، مساء الاثنين الماضي، في المسرح الوطني بأبوظبي، تحت عنوان «صرخة أنثى بين النص والخيال السينمائي»، وقدمها الكاتب والناشر محمد نور الدين، وتم خلالها عرض الفيلم، ومناقشته مع الحضور.
وتحدث المخرج عن الخيال، واستخدامه في السينما، بما يساعد المتلقي على إدراك الموضوع المطروح في العمل، وهو ينقسم إلى خيال ساكن، يعتمد فيه المخرج على الصورة والحوار لتوصيل الفكرة إلى المشاهد، على أن ينتبه صانع العمل حتى لا يقع في فخ البطء والملل، والنوع الثاني هو الخيال الحركي الذي يعتمد على الحركة السريعة، مثل مشاهد القتال وأفلام رعاة البقر الأميركية.
وقال التميمي إن «كل فيلم هو إبداع في النهاية، كالكتابة والترجمة وغيرها من دروب الإبداع»، رافضاً الرأي الذي يرى في تقديم الروايات الأدبية في أعمال سينمائية تقليلاً من أهميتها أو قيمتها، موضحاً «على العكس؛ غالباً ما يشجع الفيلم المشاهد على قراءة العمل الروائي، وبالتالي يسهم في تعريف الجمهور به وانتشاره».
كما اعتبر أن طبيعة النص هي التي تحدد مدى صلاحيته للانتقال من نسخته المطبوعة إلى شاشات السينما، مشدداً على أهمية أن يقدم الفيلم صورة ورؤية سينمائية تختلف عن النص المكتوب، وتضيف له مهما كان تميز النص الأدبي.
«صرخة أنثى»
وتطرق مخرج «حصة» و«عقد احتراف»، خلال الأمسية إلى بدايات ظهور السينما عام 1895 بالفيلم الذي عرضه الأخوان لوميير بعنوان «وصول القطار إلى محطة لاسوت»، وحقق ردود فعل كبيرة بين الجمهور الذي لم يعتد مشاهدة صورة تتحرك على الشاشة.
وتناول التميمي موضوع فيلمه «صرخة أنثى»، الذي شارك به في مسابقة الأفلام القصيرة في مهرجان أبوظبي السينمائي 2014، موضحاً أنه تناول قضية تعد من المسكوت عنه في المجتمعات العربية، وهي قضية تعرّض أطفال لحوادث التحرش والاغتصاب، من خلال قصة فتاة تتعرض لحادثة اغتصاب وهي طفلة صغيرة، فتحبسها أسرتها في المنزل وتعلن وفاتها تجنباً للفضيحة، وبعد 10 سنوات تقرر الفتاة الخروج من سجنها العائلي لتحضر عرس صديقة طفولتها، بعد أن تصرخ في وجه أسرتها رافضة ما تتعرض له، وتخرج من المنزل.