«الديناصور اللطيف».. عن تقبّـل الآخر
كان عرض فيلم «الديناصور اللطيف» رقم 16 من إنتاجات أفلام شركة «بيكسار» في دور السينما المحلية، مناسبة جيدة متوافقة مع عطلة الأعياد ورأس السنة الميلادية، وخياراً جيداً لتمضية العائلة أوقاتاً ممتعة بصحبة قصة جديدة تقدمها «بيكسار» و«ديزني»، ومن إخراج بيتر سون.
فيلم «الديناصور اللطيف» يُعدّ من الأفلام التي تحاكي النفس البشرية، وتطلب منها تقبّل الآخر مهما كان الاختلاف، وقد وصلت هذه الفكرة الى العديد من مشاهدي الفيلم، ومعظمهم من الصغار الذين كانوا بصحبة ذويهم، ومنحوه بعباراتهم الطفولية العلامة التامة.
الفيلم أدى فيه أصوات الشخصيات فنانون من مختلف الأعمار، من بينهم جيفري رايت، وفرانسيس ماكدورماند، وستيف زان، إضافة إلى بيتر سون مخرج الفيلم.
البداية سؤال
يطرح الفيلم قبل بدايته سؤالاً مكتوباً على شاشته الكبيرة: ماذا لو أخطأ الكويكب إصابة الأرض ولم تنقرض الديناصورات؟ لتنتقل الأحداث الى ما قبل 65 مليون سنة، عندما كانت الديناصورات مازالت تعيش على اليابسة، قبل أن تتعرّض الكرة الأرضية الى سقوط كويكب أدى إلى انقراض تلك الديناصورات إلى الأبد.
قالت نزهة حمد، التي اصطحبت ابنها المصاب بالتوحّد (باسم حمد - 10 سنوات): «أنا لمست الفرح في عيون ابني، وشعرت بأنه تفاعل مع أحداث الفيلم، وكان سعيداً للغاية».
في المقابل، قالت مريم علي (29 عاماً): «اصطحبت ابنتي (ثلاث سنوات)، لأرى مدى تفاعلها مع مثل هذه الحكايات، ومن الواضح أنها أحبت الرسوم المتحركة والأصوات، فقد ضحكت كثيراً في مشاهد عدة»، مؤكّدة: «الفيلم مناسب لجميع الأعمار، حتى الذين لا يعرفون الكتابة».
«أرلو» و«سبوت»
تدور أحداث الفيلم بين الديناصور (أرلو) والصغير (سبوت)، حيث يلتقيان مصادفة عبر أحراش الغابة، ويتفقان من أول لقاء، لأن الرابط بينهما له علاقة بفقدان الأهل، ومحاولة البحث عنهم، من هنا تبدأ مغامرة مملوءة بالمتعة والتشويق، وكثير من الحوارات التي تحدث بينهما والتي تترك أثراً عميقاً في النفس، حيث تركز على أهمية العائلة، وأهمية محاربة الشر. المشاهدون الصغار أكّدوا أن «الفيلم جميل جداً، وأحبوا علاقة الصداقة بين الديناصور والطفل الصغير، حتى أنهما تمنّوا عودة الديناصورات إلى الأرض إذا كانت على شكل (أرلو)». في المقابل، شبهت دينا فاروق (تسع سنوات)، علاقة الصداقة التي جمعت بين (أرلو) و(سبوت) بعلاقة صداقتها مع زميلتها في الصف كاتيا يوسف «نحن دائماً نقضي أوقاتنا سوية، ولا نفارق بعضنا إلا اذا عدنا الى بيوتنا».
مناظر خلابة
من الأمور التي لفتت المشاهدين الدقة في تجسيد المشاهد الطبيعية، فضمن المغامرة التي يقوم بها سبوت وأرول العديد من المحطات والمطبات الطبيعية التي تقف أمام مسيرتهما، فالفيضانات والسهول والجبال، وحتى مشهد حرب الطيور، كانت اقرب الى الواقع، وقد خطفت معها أنفاس الكبار قبل الصغار. أشادت نهاد سبيل (37 عاماً) بالتصوير في الفيلم، وهي التي اصطحبت ابنتها نسرين وعمرها سبع سنوات «ذهلت من مشاهد المناظر الطبيعية، وكأنها واقعية، الفيلم تدور أحداثه ضمن مشاهد خلابة تأسر قلوب الكبار قبل الصغار»، مؤكدة بحرج «أعتقد أنني استمتعت بالفيلم أكثر من ابنتي». ووافقها الرأي زوجها عبدالرحمن عياد الذي قال: «بصراحة هذه أول مرة اذهب لمشاهدة فيلم أطفال مع عائلتي، وأعتقد أنه فاتني الكثير»، وأضاف «الفيلم رائع وفيه الكثير من العبر، اضافة الى تجسيد المناظر الطبيعية التي تشبه الحقيقة».
الاختلاف مطلوب
من الأمورالتي أرادت ديزني وبيكسار ايصالها الى المشاهدين فكرة الاختلاف بين الكائنات الحية على الأرض، مؤكدة أن هذا الاختلاف صحي، ومن خلال الكثير من الجمل استطاعت أن توصل رسالتها بسلاسة، مثل جملة (لحظة واحدة يمكن أن تغير التاريخ) وهي اللحظة التي التقى بها أرول وسبوت، وجملة (عمل خير واحد ممكن أن يغير كل شيء)، والتي ظهرت ايضاً بتقديم الدعم لهما من قبل مختلف الكائنات التي ساندتهما. خالد الراعي الذي اصطحب أبناءه الثلاثة لحضور الفيلم، قال: «أنا سعيد لخوض هذه التجربة مع ابنائي، حيث استطعت أن أرى سعادتهم بما شاهدوه، وبدأت بتجهيز أجوبة عن تساؤلات من الممكن طرحها من قبلهم، خصوصاً في ما يتعلق بتقبل الآخر»، وأكد «مثل هذه النوعية من الأفلام ستسهم في بناء جيل محب، ومتسامح، ويحب الحياة».
لحظة الوداع
من اللافت أن نهاية الفيلم كانت عاطفية، فكان من السهل سماع اصوات بكاء طفولي، أو اعتراضات، أو حتى تساؤلات، لكن النهاية كان لابد منها لايصال فكرة التجدد، وأن العالم مليء بالتغيرات، التي قد تصادف أي كائن حي، سواء من بني البشر أو من الحيوانات والنباتات، لحظة الوداع من أهم لحظات الفيلم مما احتوته من حوار بين سبوت وأرلو في غاية الأهمية على الصعيد الإنساني.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.