مشاهدون انتقدوا عنصرية الفيلم ومنحوه علامة صفر
«سقوط لندن».. صورة تتفوّق على سيناريو هزيل
كان من المتوقع أن تؤثر الصورة البصرية المستخدمة في تلقّي المشاهدين لقصة فيلم «سقوط لندن»، الذي يعد الجزء الثاني من فيلم «سقوط أوليمبوس»، لكن المشاهد أصبح على درجة من الوعي الكافي لتحليل واقع رسائل الأفلام الآتية من الغرب تحديداً، فالارهاب في الفيلم هو عربي، والبطل دائماً وأبداً هو الأميركي الذي يطرح نفسه كالمخلّص وكالناجي الوحيد الدائم من مؤامرات التفجيرات التي تستهدفه شخصياً، لذلك فعدم الرضا كان واضحاً على وجوه غالبية المشاهدين الذين أكدوا أن تقنية الصورة لم تخدعهم، وأن على صناعة السينما الأميركية ضرورة تغيير مسارها في ظل العالم الذي أصبح أكثر انفتاحاً على بعضه بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، التي من خلال يتم طرح كل الموضوعات، ومن ضمنها موضوعات السينما.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
في هذا الجزء الذي يجمع بين عدد كبير من النجوم، مثل جيرار بتلر وأرون ايكهارت ومورغان فريمان والفلسطيني الأصل وليد زعيتر، ومن اخراج السويدي من أصل ايراني باباك النجيفي، يكون السقوط مدوياً في العاصمة البريطانية لندن، حيث زعماء العالم متجهين لحضور جنازة رئيس الوزراء البريطاني الذي توفي بشكل غامض، لتبدأ معها أحداث الفيلم المليئة بالمؤثرات البصرية المصنوعة بشكل مبالغ فيه، خصوصاً في ما يتعلق بتفجير أهم معالم لندن، اضافة الى الأكشن الذي يتم اعتماده من خلال بطل الفيلم، وهو المسؤول المباشر عن حماية الرئيس الأميركي.
بداية مبشّرة
بداية الفيلم تعطي إيحاءً بأنك ستكون أمام تحفة فنية من ناحية التقنية المستخدمة في تقديم الصورة، فثمة حفل زفاف مقام لابنة عمير برقاوي الذي يعتبر الشخص رقم ستة في لائحة المطلوبين من الارهابيين، وفي لمح البصر يتحول القصر الى ركام اثر قصف جوي أميركي، لتنتقل بعدها الأحداث الى واشنطن، والرئيس الأميركي يمارس الرياضة مع مسؤول أمنه الخاص، في جو مطمئن ومليء بالضحكات التي تسبق العاصفة.
الترقب
تتغير الأحداث كلياً عندما ينتشر خبر وفاة رئيس الوزراء البريطاني، وضرورة حضور جنازته من قبل رؤساء دول العالم، أنت ستدخل في تفاصيل محاولة الحكومة البريطانية توفير الأمن لضيوفها، وعدم قبولها التنسيق مع أمن الدول الأخرى، ومع ذلك يخضع الجميع لها باستثناء أميركا التي تصر على أمنها الخاص ومراقبتها لكل حدث، ومع كل هذا وفي لحظة تم تصويرها بشكل من الممكن أن تسمع معه صوت الصرخات من قبل المشاهدين، تبدأ التفجيرات وسط لندن وفي وقت الجنازة، ومعالم العاصمة الضبابية تبدأ بالانهيار، ويموت الرؤساء الضيوف الايطالي والفرنسي والياباني وغيرهم، ويظل الرئيس الأميركي على قيد الحياة، مع أنه المستهدف الأول من كل هذه العمليات التي أرادت أن تؤكد أن الارهاب من الممكن أن يخترق كل الأجهزة حتى الأجهزة الأمنية، فمن كان يصدق أن الحرس الشخصي للملكة، الذين لا يتحركون أبداً، سيكونون جزءاً من هذه الخلية. يقول محمد أحمد (40 عاماً): «مصيبة اذا كان الأمن العالمي هش لهذه الدرجة»، موضحا «مجموعة من الارهابيين المنتقمين صوّرهم الفيلم أن لديهم القدرة الخارقة ليتخلصوا من زعماء العالم بهذه الطريقة، ويثيروا فوضى عالمية تؤدي الى حروب»، مؤكدا أن «الارهاب ليس ظاهرة اقليمية أو محلية، لأنه أثبت انه ظاهرة عالمية، لكن عندما يأتي بطريقة الفيلم يتعدى اثره مكانه، مثل التفجيرات التي شاهدناها في 11 سبتمبر، وأخيراً في باريس، لذلك طرح الفيلم خيالي، ولكن هذا لا يقلل من خطورة الارهاب وفداحته، أثراً ونتيجة، على كل سكان العالم».
في المقابل، قال محمد الرميثي (33 عاماً): «هذا فيلم أراد أن يهين العالم كله، وليس فقط العالمين العربي والاسلامي»، موضحاً «شكك في أمن بريطانيا، وشكك في الجيش، والأمن، كل عنصر في الفيلم محل شك باستثناء الفرد الأميركي»، وأضاف «بداية الفيلم كانت محفزة، لكن الفيلم تحول بعد ذلك الى منحى آخر يؤكد من خلاله أن أميركا يحق لها ما لا يحق لغيرها، واعتبر أن الارهاب عربي، متناسياً أن العرب أيضاً يعانون الارهاب أكثر من غيرهم».
البطل الأوحد
تفاصيل الفيلم تنتقل بعد ذلك بعيداً عن ما حدث في لندن، وتصبح عملية حماية الرئيس الأميركي هي الأهم، وهذا التفصيل تحديداً هو الذي جعل المشاهدين يستهزئون بسيناريو الفيلم الذي استخف بهم، فتحول الفيلم الى محورين صراع بين اميركا والارهاب، وانتصرت أميركا كعادتها، ونجا الرئيس الأميركي، حتى بعد أن سقطت طائرته، وقبيل ذبحه بالسكين من كمران أحد الارهابيين في لندن.
زينة علي (24 عاماً) قالت: «لا شك أن الفيلم يتمتع بتقنيات عالية في تقديم الصورة، لكن هذا لا يعني أن هذه التقنية طغت على السيناريو الضعيف والأداء المضحك للأبطال، فيلم عنصري جداً، ومن سيشاهده من الغرب سيحقد على العرب والمسلمين أكثر، وكأن الارهاب يهاجم الغرب فقط، وكأننا لسنا ببشر نعاني من الارهابيين».
وقال هادي عيسى (30 عاماً): «الإبهار بالصورة من الممكن أن يجعلنا كمشاهدين نتغاضى عن رسالة الفيلم العنصرية، فهو جعل من الأميركي البطل الخارق كفكرة سوبرمان، ولم يهن فقط العرب، بل أهان أمن جميع دول العالم من بريطانيا وفرنسا واليابان وإيطاليا وغيرها».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news