ناصر التميمي: انتظروني في دور السينما
تعيش صناعة الأفلام في الإمارات حالة نشاط مبشّرة في الفترة الحالية، فبعد أن استقبلت دور العرض السينمائي منذ أيام الفيلم الإماراتي الكوميدي «ضحي في أبوظبي»، للمخرج راكان، وتنتظر استقبال الفيلم الجديد «ساير الجنة» للمخرج سعيد سالمين (غداً الإثنين). يستعد المخرج ناصر التميمي لطرح فيلمه الطويل الأول «قطرة دم»، المقرر عرضه في دور العرض السينمائي في الإمارات 12 مايو المقبل، ويسبق ذلك إقامة عرض خاص للفيلم في فندق نادي الضباط في أبوظبي، وسط حشد من صناع ومحبي السينما في الدولة والمنطقة.
وأوضح المخرج ناصر التميمي لـ«الإمارات اليوم» أن «قطرة دم» يتناول قصة حقيقية من الواقع الذي يراه زاخراً بالكثير من القصص والحكايات التي تستحق أن تقدم على الشاشة، معرباً عن رغبته في خلق مدرسة خاصة به، بعيداً عن تقليد الآخرين.
أشتغلُ على مفاجأة للسينما الإماراتية كشف المخرج ناصر التميمي أنه يشتغل حالياً على فيلم سينمائي كوميدي من نوع مختلف، يسعى ليكون مفاجأة على الساحة السينمائية الإماراتية، كما أعرب عن أمله في أن يواصل العمل في إخراج الأفلام الطويلة، إضافة إلى طموحه في الوصول إلى مهرجان «كان». |
وأضاف «بعد ثلاثة أفلام قصيرة، شعرت بأن الوقت قد حان لنقلة أخرى بتقديم فيلم سينمائي طويل، كما كنت حريصاً على الخروج عن إطار الأفكار المكررة والقصص التي سبق تناولها في السينما، واخترت مجال الرعب». موضحاً أن أفلام الرعب تمثل تحدياً جديداً، لأنه يتطلب، إلى جانب الحبكة الجيدة، تنفيذاً متقناً يقنع المشاهد ويستحوذ على مشاعره وأفكاره.
ويواصل صاحب «حصة» و«صرخة أنثى» في فيلمه الجديد البحث عن قضايا جدلية، وطرح موضوعات وقضايا تمس المجتمع. موضحاً أنه لا يبحث عن الأفكار المثيرة للجدل لمجرد لفت الانتباه، بقدر اهتمامه بطرق قضايا تفرض نفسها على المجتمع، عبر رؤى فنية وسينمائية مختلفة. «أحب أن تكون أفكاري مميزة ومختلفة عن الآخرين وغير تقليدية، وأضع بصمتي الخاصة عليها».
المخرج الإماراتي الذي درس العلوم السياسية، وعمل في السلك الدبلوماسي، ثم انتقل إلى مجال الإعلام، والذي كتب سيناريو العمل أيضاً، قال إن أحداث الفيلم تدور في قالب درامي اجتماعي، في إطار من الرعب والتشويق، ويتناول الفيلم قصة حقيقة من الواقع، أعاد التميمي كتابتها وإضافة لمسات خاصة في الكتابة، ليضفي عليها حبكة تجمع بين الإثارة والتشويق والرعب، وذلك من خلال قصة فتاة تتعرض للإهمال من والدها الذي تزوج بزوجة ثانية تسيطر عليه، وتسعى إلى إزاحة ابنة زوجها من طريقها، خوفاً من أن يحن الأب إلى ابنته، فتلجأ الزوجة إلى الحاق الأذى والضرر بالفتاة من خلال اللجوء إلى طرق معينة، وتمر الفتاة باضطرابات نفسية، وتتعقد الأحداث، لتكشف حجم معاناة وألم الفتاة نتيجة لأفعال زوجة أبيها.
وأضاف «مدة الفيلم تقريباً ساعة ونصف، واستغرق العمل فيه شهراً ونصف الشهر تقريباً، منها شهر في مرحلة كتابة السيناريو، وخمسة أيام في التصوير، وأسبوعان في مرحلة المونتاج ما بعد التصوير، وهو إنتاج مشترك بيني وبين منصور الظاهري صاحب شركة (الكلمة للإنتاج الفني)، والفنان عامر الكامل، كما كان لهما دور مهم في صنع مواقف الرعب والإثارة في الفيلم، ليخرج في النهاية كعمل متكامل» لافتاً إلى أن الفيلم جمع نخبة من الممثلين الإماراتيين، منهم أمل محمد، وصوغة، وحبيب غلوم، وأشواق، وميرة علي، كما يمثل الفيلم التجربة الأولى في مجال التمثيل لمذيعة تلفزيون أبوظبي سلامة المهيري، ومذيع قناة دبي الرياضية محمد التميمي.
وذكر التميمي أن الفيلم سيعرض في دور السينما في الإمارات ودول الخليج الشهر المقبل «ولا يمنع مستقبلاً أن نشارك به في مهرجانات سينمائية داخل وخارج الدولة، لكن هدفنا الأساسي العرض السينمائي، وهو ما يتيح للفيلم أن يصل إلى شريحة كبيرة من الجمهور». وشدد المخرج الإماراتي على أن الوقت بات مناسباً لدخول الفيلم الإماراتي مجال العرض التجاري، خصوصاً في ظل وجود تجارب محلية نجحت في الوصول إلى صالات العرض الإماراتية، وتحقيق نجاح لافت «فبعد تجارب عدة بدأت بفيلم (حلم) للمخرج هاني الشيباني، و(ظل البحر) لنواف الجناحي، و(دار الحي) لعلي مصطفى، و(مزرعة يدوه) للمخرج أحمد زين، و(زنزانة) للمخرج ماجد الأنصاري، توالت التجارب حتى وصلنا إلى فيلم الكوميديا (ضحي في أبوظبي) للمخرج راكان، و(ساير الجنة) للمخرج سعيد سالمين، وأخيراً سينضم إليها (قطرة دم )». واصفاً هذه الأعمال بالإنجاز الذي يضاف إلى الدولة في مجال السينما وصناعة الأفلام.