«قبل زحمة الصيف» في دور العرض الإماراتية الآن

محمد خان: السينما العربية تعيش نهاية أسطورة «نجم الشباك»

محمد خان: الإنتاج العربي المشترك وسيلة مهمة للتغلب على ضعف التمويل. أرشيفية

تشكل أفلام المخرج المصري محمد خان، في مجموعها ظاهرة مختلفة، ضد تيار السينما التجارية بمفهومها المتعارف عليه، على الرغم من أن خان نفسه، يرفض التصنيف الذي يفرق بين أفلام تبحث عن إيراد الشباك، من خلال وضعها إيراد تذاكر المشاهدة هدفاً أولاً، وأخرى تحتفي بها مهرجانات السينما المختلفة، على الرغم من ذلك، فإن أفلام خان تحقق ثنائية الاهتمام في الاتجاهين.

وبعد عرض فيلمه الأخير «قبل زحمة الصيف» لأول مرة في دبي السينمائي، يعود خان مجدداً إلى الإمارات بالفيلم ذاته، ولكن تجارياً هذه المرة، من خلال عرضه في دور السينما المحلية التي استقبلت ابتداءً من الجمعة، عرضه التجاري الأول.

في حواره لـ«الإمارات اليوم»، أكد خان أن عرض «قبل زحمة الصيف» في دبي السينمائي، جعل من العرض في دور السينما الإماراتية للجمهور بمثابة تجربة مختلفة، بعد أن حقق الفيلم نسب المشاهدة القصوى وقت عرضه المهرجاني، الذي لم يكن متاحاً بطبيعة الحال لمعظم الجمهور.

أصنع أفلامى للجمهور

على الرغم من علاقته الوثيقة بالمهرجانات السينمائية الدولية المختلفة، إلا أن المخرج المصري المرموق محمد خان، يؤكد أن «المشاهدة الجماهيرية، ومدى نجاح الفيلم لدى الجمهور، هي المعيار الأول والأهم، والمحرك الأساسي له في أي مشروع سينمائي».

واضاف: «شخصياً أصنع أفلامى للجمهور أولاً، والسعي وراء المهرجانات هو من أجل توسيع دائرة توزيعه كوسيلة ترويجية مثالية للأفلام، إضافة إلى أهداف أخرى عديدة تحققها المهرجانات المرموقة».

واعتبر خان أن الابتعاد عن البطل الأوحد والاتجاه إلى البطولات المشتركة، كما هي الحال في كثير من أعماله، بما فيها «قبل زحمة الصيف»، هو دليل على بداية نهاية الاعتماد على البطل المنفرد، وأن السينما العربية تبدو وكأنها في طريقها لتوديع ظاهرة نجم الشباك قريباً.

ورأى خان أن «الانتاج العربي المشترك يمثل حلاً لأزمات الإنتاج»، مضيفاً: «الواقع الاجتماعي والسياسي العربي موجود دائماً في الأفلام المصرية، سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة، فهي تعكس دائماً هموم المجتمع في قوالب متنوعة من الكوميديا إلى الدراما. ومن الطبيعي في ظروف اقتصادية صعبة أن تعاني السينما إنتاجياً، وربما الإنتاج العربي المشترك، هو أحد الحلول للخروج من هذه الأزمة الإقتصادية، وفي الوقت نفسه تسهم في رواجها في البلدان العربية. وأهمية العروض التجارية خارج السوق المحلية وانتشار الفيلم في الخارج هو حاجة ملحة لتغطية تكاليف إنتاج الأفلام، وعدم الاعتماد الكلي على القنوات الفضائية فقط».

وأكد صاحب فيلم «فتاة المصنع»، الذي قام بدعمه إنتاجياً مهرجان دبي السينمائي، إن «تجربة إنتاج وتوزيع (فتاة المصنع) تعدّ تحدياً فريداً من نوعه بالاعتماد الكلي على الدعم من جهات محلية ودولية، عبر مهرجان دبي السينمائي، الذي حظي بالطبع بميزة عرضه الأول، تماماً كما كانت منصته هي الأولى في عرض (قبل زحمة الصيف)».

وأعرب خان عن سعادته بفرصة عرض «قبل زحمة الصيف» تجارياً في الإمارات، مضيفاً: «سعيد جداً بهذه الخطوة، فالجمهور في الإمارات أصبح لديه فرصة ثانية لمشاهدة الفيلم الذي كان عرضه العالمي الأول في الإمارات أيضاً، من خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي، وأتمنى أن ينال استحسان الجمهور بعد عرضه التجاري».

وحول فكرة فيلمه الجديد قال: «كنت وزوجتي نقضي العطلة في إحدى القرى السياحية بالساحل الشمالي قبل أسابيع قليلة من بداية فصل الصيف، وكنا وحدنا تقريباً في القرية، فطرأت في رأسي فكرة صناعة سيناريوعما يمكن أن تقوم به شخصيات تعيش وحدها في قرية سياحية مثل هذه، وبالفعل تحدثت مع المؤلفة غادة شهبندر عن الفكرة وبدأت في كتابة سيناريو الفيلم في ما بعد».

لكن خان أشار إلى أنه تدخل بعيداً عن سلطته الإخراجية في بعض الملاحظات على السيناريو والبناء الدرامي، مضيفاً: «بحكم خبرتي كنت أقوم بتقديم وتأخير بعض الأحداث لتسهم في تقوية البناء الدرامي، وأضفت بعض المشاهد أيضاً، من بينها مشهد الدراجة التي تقودها هنا شيحة، ومشهد السائحين على الشاطئ».

وحول أجواء انجاز العمل، أضاف: «اتفقت مع الممثلين على إقامة معسكر تصوير لمدة شهر كامل، لا يتواصل الممثلون فيه مع أحد ويركزون على الشخصيات التي يؤدونها، وقد كان الأمر مثالياً وأنجزناه بسرعة كبيرة، وكنا محظوظين في كثير من الأوقات، ففي أحد المشاهد كنا نحتاج إلى مطر، ولم يعجبني المطر الاصطناعي الذي أعده فريق العمل، وبالمصادفة البحتة أمطرت السماء وصورنا المشهد في ظل مطر حقيقي».

وابتعد خان في هذه التجربة تماماً عن أي تصوير داخل الاستوديو، أو الاعتماد على ديكور، مضيفاً: «لم نصنع أي ديكور للفيلم، اخترنا مواقع تصوير حقيقية وصورنا فيها، في حين أن (السخرية) كانت عنصراً فلسفياً أساسياً في الفيلم، حيث أردت من خلاله أن أسخر من الطريقة التي تعيش بها طبقة استثنائية في المجتمع، وهذا كان من خلال عيون جمعة، الشاب الصعيدي الفقير الذي أنهى الخدمة العسكرية لتوِّه، وجاء ليحل محل أخيه بعض الأيام».

تويتر