عرض افتتاحي لجديد ستيفين سبيلبرغ المقتبس عن رواية إنجليزية

«العملاق الودود».. عالم من الأحلام الملونة

يقدم المخرج ستيفين سبيلبرغ فيلمه وفق سياق شديد الإخلاص لحكاية الكتاب الذي اقتبس عنه الفيلم. ارشيفية

إلى عالم الأساطير الخرافية يحملنا فيلم «العملاق الودود الضخم»، الذي قدم العرض الافتتاحي في الإمارات له أول من أمس، في «نوفو» سينما في ابن بطوطة. يصحبنا الفيلم إلى قصة محفوفة بالمغامرات المقتبسة عن رواية الكاتب البريطاني روالد دال، التي يحمل الفيلم اسمها. عالم فيه قدر كبير من الخيال، وعلى القدر نفسه يحمل إلينا الأحلام الملونة، والمجسدة عبر فقاعات هلامية تطير وتلمع فوق أنهار محاطة بالأشجار والغابات.

التقاط الحركة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/08/522899.jpg

صور الفيلم بتقنية التقاط الحركة، اذ يرتدي الممثلون ملابس خاصة متصلة بأسلاك، ويقومون بتأدية المشاهد التمثيلية، ثم تعدل الأجهزة الحركات عبر برامج ومؤثرات خاصة، وقال سبيلبرغ عن هذه التقنية، «عادة التكنولوجيا لا ترهبني، أحاول اللحاق بركب التكنولوجيا لكن هذه المرة كنت متأخراً قليلاً، واستغرق مني الأمر أسبوعين لأدرك بشكل حقيقي كيف يمكنني استخدام تقنية التقاط الحركة». ولفت الى أنه يسعد بالإعجاب الذي تحظى به أفلامه، لكنه لا يستطيع أن يرى أفلامه بالطريقة نفسها التي يرى الناس بها أفلامه.


أرقام

أنتج فيلم «العملاق الودود الضخم» الذي قدم العرض الأول له في مايو الماضي في مهرجان كان السينمائي، بكُلفة وصلت الى 140 مليون دولار، وقد حصدت إيراداته الى اليوم 113 مليوناً، الأمر الذي يجعل الفيلم الأقل حصداً للإيرادات بين أفلام المخرج ستيفين سبيلبرغ. وتصل مدة الفيلم الذي أنتجته شركة «والت ديزني» الى 117 دقيقة. أما الموسيقى التصويرية في الفيلم، فقدمها جون ويليامز وهو يتعاون مع المخرج نفسه للمرة 17، ووصل عدد المقطوعات في الفيلم الى 19، ويصل وقتها الى 64 دقيقة. وحملت الموسيقى الكثير من التفاوت تبعاً للمشاهد، فكانت تصدر شعوراً بالقلق في وطن العمالقة، بينما تصبح حالمة مع صوفي وعالم الأحلام.


عملاق

كان أمام السينما وقبل بداية العرض الرجل الذي ارتدى الملابس الخاصة بالعملاق الودود، ويحمل على كتفه دمية صغيرة لتكون دلالة على صوفي. وقد أثار الرجل دهشة الحضور الذين سعوا الى التقاط الصور التذكارية معه قبل الدخول الى مشاهدة الفيلم.

يقدم المخرج ستيفين سبيلبرغ فيلمه وفق سياق شديد الإخلاص لحكاية الكتاب الذي اقتبس عنه الفيلم، فيجسد الحكاية وفق حبكة جديدة عبر الصورة، وإنما بشخصياتها الأساسية، وهي العملاق الودود، الذي يعيش في وطن العمالقة، ولكنه الوحيد الجيد بينهم، فهم يأكلون البشر والأطفال، كما أنهم ينعتونه بالقزم ويضربونه لأنه أقصرهم ولا يحمل نزعة الشر التي يحملون. ثم نتعرف في بداية الفيلم الى الطفلة صوفي التي تعيش في ميتم، ولكنها تتسم بشخصية فضولية، فنظارتها الحمراء تبرز شغف طفولي بعالم الكتب التي تقرأها حتى ساعات متأخرة من الليل، ثم يختطفها العملاق الودود الذي يلعب دوره مارك ريلانس، الى وطن العمالقة، بعدما رأته ليلاً، خوفاً من أن تكشف سره.

تتصاعد الأحداث في الفيلم مع المؤثرات، وتصبح الطفلة صوفي التي لعبت دورها الممثلة روبي بارنهيل، المحرك الأساسي للأحداث، اذ تتبدل العلاقة بينها وبين الرجل العملاق، فتصبح صديقته، وترفض العودة الى الميتم، حتى بعدما عرف العمالقة الأكبر حجماً بوجودها وقرروا التهامها، اذ تصر على ان تبقى معه، كي تساعده على هزم العمالقة الوحشيين. تدخل الطفلة صوفي عالم العملاق، فتذهب معه ليلاً الى اصطياد الأحلام، تلك التي تصور على أنها فقاعات هلامية ملونة تطير وتتحرك وتلعب، وتحمل الكثير من الأشكال الجميلة والهمسات الخفيفة. هذه الأحلام التي يلتقطها العملاق، يحفظها في أوعية زجاجية مغلقة عندما يكون الحلم جميلاً، بينما يقفلها بإحكام عندما يكون الحلم مزعجاً، ويطلق عليها أسماء، ثم يعيد توزيعها على الناس ليلاً حين ينامون، حيث يطلقها اليهم من خلال بوق طويل.

يركز المخرج على مشاهد فيها سحر الطبيعة، حين يصور عالم الأحلام الذي يصطاد فيه العملاق أحلام الناس، فهنا لابد من أن يكون المكان مثالياً وخيالياً يليق بالحلم، ونجد الأحلام الجميلة، تلك الذهبية التي يمكن ان تتلاعب معه حتى يتمكن من الإمساك بها، بينما تظهر الأحلام الحمراء على أنها أحلام سيئة.

تعد صوفي خطة للقضاء على العمالقة الأشرار، فتطلب من العملاق إعداد حلم للملكة اليزابيث الثانية، ليبينا لها وجود عمالقة أشرار، فيقدمان الحلم لها ليلاً، ثم تتعرف الملكة الى العملاق وصوفي وتستمع الى الحكاية، لتطلب من الجيش الإمساك بالعمالقة الأشرار وتركهم في مكان بعيد ومعزول عن العالم، فيما يبقى العملاق الودود في مكانه في وطن العمالقة، يستمع الى صوفي التي بقيت في قصر الملكة، وهي ترسل له سلاماتها وأشواقها بين الحين والآخر من بعيد، بفضل أذنيه التي تسمع الهمسات البسيطة، ويكتب مغامراته مع صوفي في كتاب خاص، ويقوم بزراعة الخضار التي يحب في مزرعته. هذه النهاية التي ينتصر فيها الخير على الشر، تختلف الى حد ما عن نهاية الكتاب، ففي الكتاب تبني الملكة بيتاً كبيراً للعملاق بالقرب من قصرها، ويصبح مشهوراً ويتصور الناس والأطفال بالقرب منه، بينما تعلمه صوفي القراءة والكتابة حتى يكتب رواية عن مغامراته معها. قليل من المشاهد الكوميدية يحملها الفيلم حين يصور لنا مشكلة العملاق في الكلام، فهو يلفظ الكثير من المفردات بشكل خاطئ، الى جانب الأحداث الكوميدية التي ترافق أحداث وصول العملاق الى قصر الملكة، وهذا ما يضفي عليها الطابع الكوميدي الخفيف، فيكسر رتابة السرد الروائي للمشاهد.

تويتر