خالد علي: «انتظار» الإماراتي يدق أبواب «دبي السينمائي»
أكّد المخرج الإماراتي خالد علي، أنه انتهى من تصوير أحدث أفلامه «انتظار»، وأضحى جاهزاً للمشاركة في مهرجان دبي السينمائي، الذي تنطلق فعالياته في السابع من ديسمبر المقبل.
وعلى الرغم من أن بعض المنتمين إلى دوائر صناعة السينما، يصنف المخرج الإماراتي خالد علي، ضمن فئة المخرجين «المشاكسين»، إلا أن علي يرفض هذا التوصيف، مشيراً إلى أنه «لا توجد علاقة شخصية سلبية بينه وبين أي من إداريي المهرجانات المختلفة»، مضيفاً: «اعتدت فقط على ممارسة الانتقاد الصريح، وأشعر بالغيرة على حراك سينمائي إماراتي، كنت أحد المجتهدين في رحاب خطواته الأولى».
وكشف علي لـ«الإمارات اليوم»، تفاصيل فيلمه الروائي الجديد، الذي يمتد لـ90 دقيقة، ويجمعه إخراجياً مع هاني الشيباني، الذي يعدّ صاحب تجربة أول فيلم سينمائي إماراتي يعرف طريقه إلى دور العرض.
«هذه بصمتي»
طالب المخرج الإماراتي خالد علي، بمزيد من إتاحة الفرصة للفيلم الإماراتي عموماً في مهرجان دبي السينمائي الدولي. وأضاف: «قدم المهرجان ولايزال كثيراً من الدعم للسينما المحلية، لكن لايزال شباب السينما الإماراتية في جعبتهم الكثير، وهم قادرون على ترك انطباع لحضور وضيوف المهرجان مفاده (هذه بصمتي.. هذه هي الأفلام التي تشبهني.. أنا المنتمي إلى الحراك السينمائي الإماراتي)». |
ولم يخف علي أمله في أن يكون مهرجان دبي السينمائي بمثابة الإطلالة الأولى لـ«انتظار»، مضيفاً: «حان وقت افتتاح دبي السينمائي بفيلم إماراتي، يحمل بصمة وخصوصية المكان».
وتابع: «بكل تأكيد سأقوم بترشيح (انتظار) للعديد من المهرجانات العربية والعالمية، وباعتباره مهرجان بلادي، أشرف بأن يكون عرضه الأول لـ(دبي السينمائي)، وهو عمل قادر على أن يكون حاضراً في ليلة الافتتاح، أو غيرها من برامج المهرجان الأخرى».
وأوضح: «لا أتحدث هنا عن عملي بشكل خاص، ولكن من المهم أن يساند المهرجان السينما المحلية، واختيار فيلم محلي عموماً لليلة الافتتاح، لم يعدّ خطوة استثنائية، فكثير من المهرجانات العالمية تختار أفلاماً محلية، أو ربما خالية من بهرجة الإنتاج للياليها الافتتاحية، لكنها تبقى بمثابة رسالة ذات دلالة إيجابية لمستوى جودة الفيلم الإماراتي، فضلاً عن كونها انحيازاً ايجابياً أيضاً لصناعة السينما المحلية».
وحول عمله الجديد «انتظار»، ومدى اختلافه عن النمط التقليدي في كتابة السيناريو قال: «تعود فكرة العمل لصديقي هاني الشيباني، الذي يمتلك خطاً إخراجياً ينتمي لمدرسة مختلفة تماماً عن تجربتي واتجاهي عموماً، لذلك فثنائيتنا الإخراجية تعدّ بالأساس تجربة جديرة بالتأمل والتحليل، في حال نجاحنا في الوصول إلى انسجام حقيقي، وأن تثمر تلك الثنائية ثراءً لا تناقضاً في المشهد الإخراجي العام».
وتابع علي: «اللا تقليدي في (انتظار) هو عدم اعتماده على سيناريو مكتوب مسبقاً، حيث قمنا بتحديد محور رئيس للعمل، يندرج تحته أربعة محاور أخرى فرعية، يتم استيعابها من قبل الممثلين، قبل أن تتم صياغة سيناريو واقعي ارتجالي أثناء التصوير، وقد نحتاج إلى عمليات إعادة تصويرعدة، قبل الاستقرارعلى الشكل النهائي للمشاهد، ولكن دون تدخل قصري في صياغة السيناريوهات، وما يتم يبقى في إطار الصياغة والمواءمة، وإعادة نظمها بآلية تنسجم مع الرؤية العامة للعمل».
وحاول علي التكتم على المحتوى الدرامي للعمل، قبل أن يُصرح: «فكرة (انتظار) وما يرتبط به من مشاعر انتصار أو إحباط هي الفكرة الرئيسة للعمل، في حين أن ثمة شخصية، قد تكون أقرب إلى طبيعة الراوي التقليدي، لكنها ليست كذلك، تقوم بالربط بين الأحداث المختلفة في قالب درامي».
وأضاف: «المحور الأول في الفيلم يدور حول مواقف يتعرض لها شخص ينتظر وظيفة، في حين أن المحور الثاني تنتظر فيها الشخصية نتيجة مصيرية لاختبار تحليل يحدد ما إذا كانت والدته مصابة بالسرطان المميت من عدمه، والثالث فكرته تدور في إطار عالم المال والأعمال ونجاحاته وإخفاقاته، أما المحور الرابع له صيغة اجتماعية، من خلال تسليط الضوء على مأساة فتاة تبحث عن عمل تتجاوز عبره قيود المرأة في بعض المجتمعات، التي لاتزال تتعامل معها باعتبارها أنثى فقط، بغض النظر عن قدراتها وإمكاناتها الوظيفية».
وأضاف علي أنه «إلى جانب الجهد الإخراجي، فإنه مشارك في العمل من خلال شخصية المحور الثاني، الذي يحتفظ فيه باسمه (خالد)، وهو المحور الذي تم تصويره في سنغافورة، باعتبارها الواجهة الأشهر للعلاج من السرطان، ما يضفي مزيداً من الواقعية على العمل»، حسب إشارته.
وتنقلت كاميرا الفيلم أيضاً من أجل إتمام التصوير بين عدد من إمارات الدولة هي: دبي والشارقة وعجمان والفجيرة، بعد أن كانت البداية في سنغافورة في منتصف مايو الماضي، حيث أصبح «انتظار» جاهزاً للعرض الآن، بعد الانتهاء من كل الأعمال الفنية المرتبطة بالإنتاج.
ويضم العمل في طاقمه التمثيلي كلاً من: نها رأفت، وفاطمة الطرابلسي، وشريفة، إلى جانب ضيوف الشرف الفنانين: منصور الفيلي، وسعيد عبدالعزيز، وعادل إبراهيم، في حين يبقى الإنتاج لهاني الشيباني أيضاً، الذي يقاسم خالد علي الإخراج، في حين ينفرد الشيباني بالصياغة العامة للعمل.
ويستعد خالد علي للسفر من أجل المشاركة في مهرجان الكاميرا العربية بـ«روتردام» بفيلم «الليلة»، الذي انتجته «دبي للثقافة»، ضمن مشروعها «روح دبي»، وسبق عرضه في «دبي السينمائي»، من تأليف عائشة سالم، ليكون ممثلاً لـ«الإمارات» في هذا المهرجان الدولي.