«شر مقيم: الجزء الأخير».. بعيد عن النهاية

بعد فيلم «ثلاثي إكس: عودة زاندر كيج» الصاخب، نأتي اليوم لمناقشة فيلم مشابه من ناحية الصخب إلا أنه يسبب الصداع وهوResident Evil: The Final Chapter أو «شر مقيم: الجزء الأخير». الجزء السادس والأخير افتراضاً من سلسلة أفلام «شر مقيم» المقتبسة من لعبة فيديو شهيرة بالاسم نفسه، والتي انطلقت سينمائياً عام 2002.

من الواضح الحذر الشديد في توقيت طرح الفيلم وميزانيته، فهو يأتي في الشهر الأول من العام لأن منتجيه يعلمون ألا حظ له في المنافسة مع أفلام الربيع أو الصيف، والشهر الأول من العام هو الأنسب لأنه فترة ميتة. أما من ناحية الميزانية فهي نصف ميزانية الفيلم السابق، وذلك لضمان نجاحه حتى لو كان أداؤه أقل من المتوقع في شباك التذاكر العالمي، لكن يبدو أن الأمور ستتجه لصالحه.

رغم أن الفيلم يسمي نفسه «الجزء الأخير» لكن قد لا يكون ذلك واقعياً لو علمنا أن الجزء الثالث من السلسلة بعنوان «انقراض» كان يفترض أن يكون الأخير، وذلك الثالث ونحن اليوم أمام السادس! في الحقيقة المشهد الأخير من هذا الفيلم يشير بوضوح إلى احتمال إنتاج فيلم سابع. ولم ينقص المشهد سوى وجه البطلة ضاحكاً غامزاً يقول انتظروني في الجزء التالي.

عن الفيلم.. لا اللعبة

2002

العام الذي انطلقت فيه سلسلة أفلام «شر مقيم» المقتبسة من لعبة فيديو شهيرة بالاسم نفسه.

كلمة أخيرة

نقول للسيد بول دبليو إس آندرسون وزوجته بطلة الفيلم يوفوفيتش اكتفينا ولا نريد المزيد، فلتبق السينما فناً جميلاً راقياً ليس بأي حاجة إلى اقتباسات من ألعاب فيديو، نتمنى أن تبقى الألعاب على شاشات الحواسيب بعيداً عن الشاشة الفضية. لا وحوش ولا زومبي، خذوا هذه الفوضى إلى مكان آخر.

قبل سرد القصة نريد التنويه للقارئ وعشاق اللعبة بأن هذا الموضوع عن الفيلم وليس اللعبة. «الجزء الأخير» فيلم صاخب مستعجل جداً ذو رتابة غير مناسبة لفيلم حركة وإثارة من المفترض أن يشد الانتباه والاهتمام ولا يسبب الضجر.

كل الفيلم عبارة عن مطاردة واحدة، لا نتحدث عن مطاردة «ماد ماكس» الممتعة الرهيبة، لكن عن مطاردة مضجرة كلها مشاهد مظلمة لا ترى العين منها شيئاً تتخللها ومضات ضوئية تعشي العين كفلاشات الكاميرا، بالإضافة إلى قفزات إفزاع كل دقيقتين، نصفها مزيفة أي مجرد صوت ليتوتر المشاهد. ناهيك عن وحوش ومخلوقات «زومبي» لا نعلم من أين تظهر فجأة أمام عدسة الكاميرا.

الآن نخوض في القصة الواقعة أحداثها في المستقبل القريب، أليس (الأميركية من أصل أوكراني ميلا يوفوفيتش) ضابطة الأمن السابقة لدى مؤسسة «المظلة» وحيدة وسط العاصمة واشنطن المدمرة جراء معركة وقعت فيها كما تنبأ الفيلم السابق عام 2012. تستقبل أليس إشارات من عدوها اللدود «ريد كوين» وهو نظام ذكاء اصطناعي على شكل فتاة طفلة هولوغرامية أو طيفية (تؤدي الدور إيفر آندرسون ابنة مخرج الفيلم بول دبليو إس آندرسون من زوجته بطلة الفيلم يوفوفيتش).

يطلب نظام «ريد كوين» من أليس التوجه إلى مكان يسمى القفير في مدينة «راكون» حيث تعد مؤسسة «المظلة» الشريرة هجوماً خططه قائدها د. أليكساندر آيزاك (آين غلين) للقضاء على من تبقى من البشر. تسعى أليس للحصول على مضاد للفيروسات عند آيزاك ينتقل عبر الهواء ويبطل مفعول فيرس تي الذي أطلقته مؤسسة «المظلة» وحول البشر إلى مخلوقات زومبي. (أحداث الأجزاء السابقة).

طبعاً المفاجأة أن آيزاك لايزال حياً بعد أن قتلته أليس في أحد الأجزاء السابقة (يتم تفسير هذه النقطة آخر الفيلم). تبدأ أليس الرحلة إلى مدينة «راكون» لإنقاذ الـ4500 المتبقين من الناجين وسط مطاردة من الـ«زومبي» وفجأة يهجم عليها أحدهم فتقتله!

في الطريق تلتقي أليس ببعض الناجين مثل كلير رديفيلد (آلي لارتر)، وأبيغيل (الجديدة روبي روز) التي يبدو أنها ستظهر في كل الأجزاء اللاحقة من أي سلسلة أفلام أكشن هذا الموسم! وهنا يهجم على أليس زومبي فتقتله!

تخترق أليس نظام دفاع مؤسسة «المظلة» للحصول على المضاد وإنقاذ البشرية وتدخل في دهاليز وتسبح في برك مياه ثم يهجم عليها زومبي فتقتله! وتستمر الرحلة وتدخل المجموعة في ممرات وتقاتل أليس كل ما يعترض طريقها ثم يهجم عليها زومبي لا نعرف من أين ظهر وتقتله.

ويستمر الفيلم وتشتبك أليس أو يوفوفيتش في معارك تستخدم فيها الفنون القتالية اليدوية لكن لا يبدو أنها تحتفظ بلياقتها فيهرع زوجها لتغطية العيوب واستخدام اللقطات القريبة جداً والقطع الأسرع من غمزة العين، فلا نرى شيئاً مما يحدث لأن كل شيء مظلم أصلاً، ولا نرى الضوء إلا في ومضات سريعة جداً، وفجأة يهجم عليها زومبي فتقتله!

بعد هذه النقطة تحديداً أصبح الفيلم بالنسبة لكاتب هذه السطور لعبة حساب لمعرفة متى بالضبط يهجم مخلوق زومبي، وقبل أن نتوصل إلى نتيجة دقيقة، هجم وحش أو مسخ ليس كالزومبي شكلاً لكنه مثله سلوكاً، يشبه ذلك المسخ الذي قتلته إلين ريبلي في نهاية فيلم «أيليان: ريزوريكشن» منذ 20 عاماً، وبالطبع تقتله أليس.

سهل التخمين

ليس من عادتنا سرد قصة أي فيلم حتى نهايتها، لكن ليست هناك نقطة واحدة في هذا الفيلم تستحق التوقف عندها لأن كل شيء متشابه، كل شيء سهل التخمين، كل الحوارات جافة، كل الشخصيات ضحلة، الشخصيات الجانبية لا دور ولا أهمية لها، حتى صوت يوفوفيتش يبدو مبحوحاً منهكاً متعباً ضجراً، ربما بسبب متطلبات دورها الشاق لكن جاء ذلك على حساب أدائها الذي ظهر باهتاً.

وعند المواجهة النهائية ضد آيزاك تتكشف الأسرار والحقائق في شكل أطول حوار غير ضروري يأتي في نهاية فيلم. حوار كان بالإمكان تقسيم أجزائه وتحويلها إلى لقطات يتم إدخالها على شكل «فلاش باك» لتضفي غموضاً يثير الفضول قبل أن تأتي النهاية لإعطاء التفسيرات المقبولة والمقنعة. خير من أن يظل المشاهد يعد وحوش الزومبي التي تقتلها أليس، ليس لأهمية ما تفعله لكن لتسلية نفسه أثناء تجربة عذاب مشاهدة هذه المأساة.

ثم يأتي المشهد الأخير ونحن متحسبون لهجوم زومبي محتمل يهبط فجأة من السقف لتقتله أليس، وهنا ينقلب الفيلم ويتحول إلى نسخة طبق الأصل من المشهد الأخير لفيلم «روبوكوب» 1987!

هل سينال الفيلم إعجاب محبي اللعبة؟ نعم ممكن ذلك، لكن بالنسبة للجمهور العام فليس هناك جديد، بل ربما من الأفضل مشاهدة الفيلم مع وضع حبة أسبرين في الجيب أو أي شيء للتخفيف من الصداع الذي قد يصاحب مشاهدته!

الأكثر مشاركة