أفلام ليست على مستوى التنافس في برلين السينمائي
ليست المرة الأولى التي نتفاجأ فيها من مستوى أفلام تدخل في التنافس على المسابقة الرسمية في مهرجان برلين السينمائي ، وفي هذا العام تحديدا في الدورة ال67 منه ، والى اللحظة لم يتعد مستوى الأفلام الجيدة أصابع اليد الواحدة، لذلك كان السؤال مشروعا عن ماهية اختيار تلك الأفلام التي تتنافس ، في ظل وجود أفلام تستحق التنافس تعرض في الأقسام المختلفة من مهرجان برلين مثل قسم البانوراما .
ومن ضمن الأفلام التي شكلت حالة من الصدمة لتواجدها في المسابقة الرسمية فيلم "الفأر البري" من النمسا ، فهذا الفيلم بالرغم من أنه يعتبر فيلما جميلا وخفيفا ، تشعر أن عرضه في دور السينما التجارية سيكون له صدى أوسع من عرضه ضمن مسابقة ، فهو فيلم كوميدي من تأليف وبطولة وإخراج الممثل النمساوي جوزيف هادر.
تدور أحداث الفيلم حول ناقد موسيقي يفقد وظيفته بعد 25 عاما ، ليعيش كذبة أنه ما زال على رأس عمله، ويخفي الحقيقة عن زوجته ، لأنه يخطط للانتقام من مديره الذي أقاله، لكن حالة التفكير بالانتقام التي لا تتساوى مع حسه الموسيقي تضع الفيلم في مشاهد كوميدية لا تنتهي، كان ضحك الجمهور المستمر دليلا على وقعها .
في المقابل تم عرض الفيلم الألماني ليال مشرقة للمخرج توماس أرسلان ، هذا الفيلم خرج منه غالبية الجمهور مذهولا من شدة دونيته فنيا ، أداء متواضع و سيناريو ممل، وقصة مكررة مع طريقة علاج دون المستوى، تحكي علاقة أب مع ابنه ، والتي انقطعت لمدة أربع سنوات، لكنه يرى نفسه يخوض رحلة معه بعد وفاة الجد في محاولة لردم سنوات كثيرة من الغياب ، من الممكن أن تكون القصة جاذبة ومثيرة، الا انها متواجدة بكثرة في أفلام عديدة، لكن الملل في رتم التصاعد الدرامي في أحداث الفيلم ، يجعل المشاهد يتعجب من تواجد مثل هذا المستوى في المسابقة .
ومن ناحية أخرى ، ومع السينما الأميركية التي يتم اختيارها للتنافس في المسابقة الرسمية في مهرجان برلين ، تشعر أن لجنة الاختيار تقصد اختيار أفلام أميركية غريبة ، وليست على قدر عال من التأثير ، وكأنها تريد أن تظهر مستوى متدن للسينما الأميركية لجمهور من كافة أنحاء العالم ، ففيلم "العشاء" للمخرج أوروين مورفمان ، وبطولة ريتشارد غير ، من الممكن أن يفشل حتى تجاريا عند عرضه في دور السينما، مع أنه يحمل القليل من العناصر الفنية الجاذبة، فغالبية أحداث الفيلم تدور في مطعم ، والسيناريو يتطور مع كل طلب من قائمة الطعام، وهذا بحد ذاته يعتبر فكرة جاذبة ، وبما أن العشاء يجمع عادة المتحابين، خاصة اذا كان في مطعم، فهناك شقيقان و زوجاتهن ، احد الأشقاء يشغل منصبا رفيعا في الحكومة، عليه أن يناقش قرار طريقة عقاب أبنائهم الذين تسببوا في قتل امرأة متشردة، لتدخل عراكات الأشقاء و زوجاتهن في مناحي مختلفة، تدخل فيها العاطفة مع السياسة مع الذكريات الأليمة التي تجمع الأشقاء وغيرها الكثير من المشاعر التي كان من الممكن أن تكون ضمن سيناريو أكثر قوة .
الفيلم يستفزك من ناحية سلبية وليست إيجابية ويجعلك تنظر الى ساعتك كل فترة كي تهدئ نفسك على الوقت المتبقي منه كي ينتهي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news