مهرجان طرابلس السينمائي.. قصة مدينة تحاول النهوض

صورة

اختتمت فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان طرابلس السينمائي الدولي في الرابطة الثقافية أمس، و الذي أقيم في طرابلس المدينة الثانية الأكبر في لبنان بعد العاصمة بيروت، ضمن أجواء أرادت أن تثبت أنها قادرة على النهوض من بعد الركام الذي سيطر على المدينة قبل سنوات ضئيلة في حضرة حروب متفرقة.

وفاز في فئة الروائي الطويل الفيلم الإيراني الافغاني  "بارتينغ" للمخرج نافيا محمد، وفِي فئة التسجيلي فاز الفيلم اللبناني "هدنة" للمخرجة مريم الحاج، اما في فئة الفيلم القصير فاز الفيلم الروسي"ميلك"  و فاز الفيلم الإسباني  "ديد هورسيس" في فئة أفلام التحريكبعد تنافس 45 فيلما من كافة أنحاء العالم.

وكانت لجنة التحكيم مؤلفة من رئيس اللجنة المخرج الفرنسي من أصل لبناني فيليب عرقتنجي،  الممثلة اللبنانية جوليا قصار، والمخرج اللبناني هادي زكاك، والمبرمج اللبناني سام لحود والكاتب والناقد السينمائي المصري أحمد شوقي.

واحتفى المهرجان هذا العام بالمخرج اللبناني جورج نصر، الذي يعرف في لبنان بأنه "أب السينما اللبنانية" حيث أوصل اسم لبنان الى العالمية من خلال أول فيلم لبناني حمل توقيعه في مهرجان كان السينمائي وكان بعنوان " الى أين؟" في عام 1957، وتم عرض الفيلم في افتتاح فعاليات المهرجان ، وخصص المهرجان يوما لتوقيع كتاب يتحدث عن نصر من بحث قام به الكاتب والأستاذ الجامعي " غسان قطيط".

وكرم المهرجان فريق عمل  الفيلم اللبناني "فيلم كتير كبير"  للمخرج جان بوشعيا، من خلال عرضه ايضا للجمهور ، وقد شهد الافتتاح ايضا عرض الفيلم القصير للمخرجة دانيا بدير وحمل عنوان " بالأبيض"

وحاولت ادارة المهرجان المتمثلة برئيس المهرجان الياس خلاط وفريق عمله، أن يثبتوا هذا العام تحديدا أن طرابلس باتت مدينة آمنة من خلال الفعاليات الثقافية المتنوعة، مثل تخصيص عروض في الهواء الطلق مثل ما حدث على سطح جمعية شيفت في منطقة القبة، وعروض منوعة ايضا في منطقة التماس التي شهدت معارك مذهبية و الملفت أن جمهور تلك العروض كان حاضرا وبقوة، وكأنهم أرادوا أن يؤكدوا أن لغة السينما التي هي لغة الحياة جمعت بينهم  خاصة أن فئة الأفلام التي تم عرضها  في تلك المنطقة كانت تحت مسمى "لاجئون ونزاعات".

وشهدت فعاليات المهرجان التي امتدت لثماني ايام ، قسم المنتدى ، والذي استمر لمدة ثلاث ايام ، مع سينمائيين  واختصاصيين ونقاد مثل رئيس شركة "ماد سولوشينز"، و "مركز السينما العربية" علاء كركوتي، و مديرة مهرجان ايام بيروت السينمائية زينة صفير ومديرة المهرجان البناني في استراليا جيسيكا خوري و المخرج اللبناني غسان سلهب، ومن ضمن المحاور التي تم تناولها  إشكالية الانتاج السينمائي في لبنان، فرص التمويل المتاحة، وكيفية الاستثمار في السينما بشكل ناجح، وبما يتيسر من تمويل، وحلقة نقاشية حملت عنوان "اين تأخذ فيلمك؟"

يستحق الدعم
هناك بعض المهرجانات السينمائية التي تستحق الدعم لاستمرارها، لأنها تحمل الهم الثقافي الذي يساهم في خدمة المجتمع، فهذا المهرجان الحي بات يؤكد على حقيقة واضحة أن السينما قادرة على تخفيف وطأة الحزن الناجم عن الخوف، الحرب، الموت، الدم، ولو لفترة محددة بأيام المهرجان.

فالحديث هنا عن مدينة طرابلس التي لم يعد فيها دور سينما، وتحولت منذ فترة ليست ببعيدة الى منطقة صراع طائفي في مناطق محددة فيها، من الواضح أن ثمة من يحاول الحفاظ على الحد الأدنى من توازنها من الناحية المعنوية والحسية، من خلال محاولات فردية وجماعية، تصب جل جهودها في تعريف كل من يهاب طرابلس على طرابلس الحقيقية، ويبدو ان اقامة مهرجان سينما فيها في ظل كل هذا التخبط هو الدليل الوحيد على أن المدينة ما زالت بخير وتحب الحياة وتريدها.

لقطات ومعلومات

- تأسس المهرجان في العام 2014

- قال رئيس المهرجان الياس خلاط ان الاعلام اللبناني تحديدا ساهم في خلق فجوة بين أهالي مدينة طرابلس وأهالي باقي المدن اللبنانية

- احتفاء كبير بوجود الممثلة اللبنانية جوليا قصار من قبل سكان مدينة طرابلس حيث اعتبروا وجودها للمرة الثانية في هذا المهرجان بمثابة تأكيد على دعمها للحمة الشارع اللبناني

- تم اقفال 29 صالة سينمائية كان البعض منها يحتوي على 900 كرسيا ، مما يؤكد أن السينما كانت جزءا من ثقافة المدينة التي بدات تهوى بعد الحرب اللبنانية تحديدا.

- احتفى رئيس المهرجان بضيوف المهرجان خاصة الضيوف اللبنانيين من فنانين واعلاميين، مؤكدا أن حضورهم يعني أن الفجوة التي يحاول الاعلام اللبناني بنائها ومن خلال الفن سيتم ردمها قريبا.

تويتر