«عن جغرافية عربية».. أفلام عابـــرة للحدود
افتتح أول من أمس في منارة السعديات في العاصمة أبوظبي برنامج «عن جغرافية عربية» السينمائي، بالفيلم المصري «آخر أيام المدينة» للمخرج تامر السعيد، وهو البرنامج الذي جاء نتيجة تعاون بين شركة ايمج نيشن، ومنصة الأفلام المستقلة «سينما عقيل»، ضمن رؤية من شأنها تقديم نوعية مختلفة من الأفلام العربية التي كان لها الدور الكبير في التعريف بمجتمعاتنا وثقافتنا عالميا.
جلسات حوارية تشهد فعاليات البرنامج الليلة جلسة بعنوان «تصوير الجغرافيا في الفيلم»، عن الطريقة التي يصور بها السينمائيون المدن العربية في أفلامهم، وكيفية صناعة تلك المدن من خلال فريق العمل، ويشارك في الحوار مخرجة فيلم «جغرافيات» شغيك أرزومنيان، ومخرج فيلم نيركوك محمد كردفاني. كما أقيمت أمس جلسة بعنوان «دور صناديق الدعم العربية في تحفيز الإنتاج السينمائي العربي»، أدارها مستشار البرامج انتشال التميمي، وشاركت فيها المخرجة الإماراتية نجوم الغانم، والمخرج المصري تامر السعيد. |
ويعرض البرنامج الذي يختتم اليوم، ثمانية أفلام متنوعة بين طويلة وقصيرة، روائية ووثائقية، وهي آخر أيام المدينة للمخرج المصري تامر السعيد، سماء قريبة للمخرجة الاماراتية نجوم الغانم، زينب تكره الثلج للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، نيركوك للمخرج السوداني محمد كردفاني، مارية نوستروم للمخرجين السوريين رنا كزكز وأنس خلف، بيت بلا سقف للمخرجة العراقية سولين يوسف، جغرافيات للمخرجة اللبنانية شغيك ارزومنيان، والفيلم الاماراتي القصير للمخرجة آمنة النويس.
القيم الفني على البرنامج ربيع الخوري أكد ل«الامارات اليوم» أن «طبيعة الأفلام التي تم اختيارها لها علاقة بالتعريف بجغرافية المنطقة، وهو شيء نريد تسليط الضوء من خلاله على أن السينما هي التي تقودنا عبر رحلة لا نحتاج من خلالها الى جوازات سفر للعبور، كي نقترب أكثر من جغرافيا منطقتنا ونلمس معاناتها وفرحها».
الخوري الذي يشغل منصب المدير الفني لبرنامج مواهب بيروت ومبرمج لمهرجان الفيلم العربي في برلين ومهرجان أيام بيروت السينمائية، قال «كان يهمنا مع سينما عقيل ان نقدم برنامجا عربيا قادرا أن يصل الى الجمهور» موضحا «لأن المُشاهد يجب أن يُعطى فرصة للخيار، خاصة في حضرة الأفلام الأمريكية (وتحديدا الأكشن) والهندية التي تسيطر على ذائقة غالبية المشاهدين في الامارات»، وتابع «أحببنا أن نبدأ برنامجا لمخاطبة الجمهور في الدولة وخاصة الاماراتي، ليكون جزءا من دعم السينما العربية»، مؤكدا «بصراحة هي تجربة نتحدى من خلالها ان نخلق ثقافة مشاهدة نوعية».
وعن طبيعة البرنامج واختيار الأفلام قال خوري«البرنامج يخاطب الهوية والانتماء، نحن لسنا غريبين عن المنطقة، ونتطرق الى المواضيع من ناحية المخرجين العرب، كيف يرون المنطقة العربية خاصة بتحولاتها»، مؤكدا أن اختيار فيلم «آخر ايام المدينة» ليكون فيلم الافتتاح ليس له علاقة بأن الفيلم الى اللحظة ممنوع من العرض في مصر «نحن اخترنا أفلاما تستطيع لمس الجميع وتؤثر بهم، وآخر ايام المدينة لم يؤثر فقط على المشاهد العربي بل على مشاهدين من جنسيات غربية»، مشيرا الى أن الفيلم تم عرضه في أيام بيروت السينمائية، وحاليا يعرض تجاريا في لبنان من شدة تأثر الجمهور به.
وقال «ثمانية أفلام، تحكي منطقتنا العربية من جميع النواحي، تحكي القهر وتحكي صراع الهويات الذي اصبح جزءا من مجتمعاتنا، تحكي رؤية المخرج لحكايات وطنه عبر جيلين مثل فيلم نجوم الغانم وهي الرائدة في صناعة الوثائقي في الامارات، وبين مخرجة شابة اسمها أمنة النويس، مواضيع مختلفة سيستطيع المشاهد في الامارات أن يشعر بها، لأن حكاياتنا واحدة لكن بلهجات مختلفة».
مؤكدا «أفلامنا العربية اصبحت عالمية، تعرض في أهم المهرجانات الدولية وتحصد الجوائز، وهي فرصة للمشاهد العربي أن يكون حاضرا لمتابعتها ودعمها».
من جهتها أكدت المؤسس المشارك والمدير الإداري لسينما عقيل، بثينة كاظم أن السينما العربية مثلها مثل اي سينما، تقدم الجيد وتقدم السيء، تستحق المشاهدة وتستحق التقييم، وأضافت «الهدف الأساسي من البرنامج بالدرجة الأولى هو ترسيخ ثقافة مشاهدة سينمائية في العاصمة ابوظبي لاثراء المشهد الثقافي الذي ينمو بسرعة في العاصمة، والسينما هي جزء لا يتجزأ من الثقافة، اضافة الى أن وجود مثل هذه النوعية من الأفلام يعمل على تقديم المختلف عن السائد الذي اعتاد عليه المشاهد بعلاقته مع السينما العربية تحديدا».