يعزّز فكرة عائلة التبني ضد نظيرتها «البيولوجية»
«حراس المجرة 2» يضيع في التكرار
في «السريع والغاضب 8» مجموعة صعاليك تسمي نفسها عائلة وتنقذ العالم.. في «حرب النجوم» تتحالف مجموعة مكونة من قاطع طريق ومهرب وخارجين عن القانون ومرتزقة وأشخاص من مشارب مختلفة لإنقاذ مجرة.. في «المذهلون السبعة» تتحالف مجموعة خارجين عن القانون لمساعدة أهالي بلدة.. في «ذا أفينجرز» يصدّ فريق الأبطال الخارقين الشر عن العالم.. في كل تلك الأفلام نرى القصة والشخصيات والمعادلة والمؤثرات الخاصة نفسها. لم يعد بالإمكان التمييز وأصبح كل شيء يشبه كل شيء. تدخل الفيلم، وترى ألوان الطيف في كل الشخصيات: ضوضاء، ومؤثرات لم تعد تبهر، وصراخ وزعيق، ونكات بالكاد تجعلك تبتسم وأخرى سخيفة، ثم قليل من الدراما لعلنا نهتم، ثم معركة نهائية قبل نهاية الفيلم.
غرووت.. خاطفة الأضواء شخصية غرووت هي أفضل ما في الفيلم، فهي ظريفة وبريئة وتستحوذ على اهتمام المشاهد أكثر من الشخصيات الأخرى، بل تخطف الأضواء. لمّ شمل الفيلم يعيد لمّ شمل كل شخصيات الجزء الأول في تجربة جديدة، كما يعيد لمّ شمل كورت راسل وسلفستر ستالون (يظهر في مشهدين فقط تحضيراً لدور أكبر في الجزء الثالث) اللذين ظهرا في فيلم «تانغو آند كاش» عام 1989 من جهة، ومن جهة أخرى يعيد لمّ شمل ستالون ومايكل رووكر اللذين ظهرا في فيلم «كليف هانغر» عام 1993. 200مليون دولار إيرادات «حراس المجرة 2» في يومين فقط. |
في المعركة النهائية أصبح لزاماً أن نرى عضوي فريق يقاتلان العدو، ويتبادلان حواراً مليئاً بالنكات. عندما طرحت مارفل الجزء الأول من «حراس المجرة» كان التحدي كبيراً وقتها؛ إذ هي المرة الأولى التي تدخل فيها الشركة منطقة جديدة تضع الأبطال الخارقين في الفضاء الخارجي.
وقتها لم يكن أحد يعرف تلك الشخصيات سوى متابعي قصص مارفل المصورة. وظّفت مارفل استراتيجية تسويقية مدة عام كامل، بإشراف كاتب ومخرج الفيلم جيمس غن، ونجحت الحملة، وحقق الفيلم 773 مليون دولار في شباك التذاكر.
لا اختلاف
فيلم Guardians of the Galaxy Vol 2 أو «حراس المجرة.. الجزء الثاني» هو آخر إصدارات عالم مارفل السينمائي، حقق أكثر من 200 مليون دولار في يومين فقط، لا يختلف عن أي شيء شاهدناه في الأعوام الخمسة الماضية. القصة تقول إنه في عام 2014 اشتهرت مجموعة شخصيات بلقب حراس المجرة، وهؤلاء هم بيتر كويل (كريس برات) ووغامورا (زو سالدانا) وودراكس (ديف بوتيستا) وروكيت راكون (مخلوق بصوت برادلي كوبر) وغرووت (مخلوق طفل على شكل غصن شجرة بصوت فين ديزل بعد تغييره بالمؤثرات الصوتية).
آيشا أو ربما عائشة (إليزابيث ديبيكي) قائدة ما يسمى بالعرق السيادي، تطلب من حراس المجرة حماية بطاريات من مخلوق غريب مقابل تسليمهم نيبولا (كيرين غيلان) شقيقة غامورا التي ضبطت تسرق البطاريات. وعندما سرق روكيت بعضها لنفسه هاجم السياديون سفينة حراس المجرة بأسطول طائرات بدون طيار. تتحطم الطائرات بواسطة هيئة غامضة إلا أن الحراس يضطرون للهبوط اضطرارياً على كوكب قريب.
تكشف الهيئة الغامضة عن نفسها ليتبين أنه إيغو (كورت راسل) والد كويل، الذي يدعو المجموعة إلى كوكبه، بينما يبقى روكيت وغرووت في السفينة لإصلاحها وحراسة نيبولا. تستعين آيشا بيوندو (مايكل رووكر) وطاقمه المنفيين من مجتمع رافجر بسبب عمليات تهريب أطفال للقبض على حراس المجرة.
يلقي يوندو القبض على روكيت، لكنه يتعرّض لتمرد من عضو فريقه يسمى تيزرفيس بمساعدة من نيبولا. يسجن تيزرفيس روكيت ويوندو في سفينة الأخير، بينما تذهب نيبولا للانتقام من غامورا شقيقتها المتهمة بأنها السبب في تعذيب والدهما لنيبولا. يتحالف يوندو مع روكيت في السجن، وينجحان في الهرب، وتدمير السفينة، وقتل طاقم يوندو من الخونة.
جملة محورية
في مشهد من الفيلم يقول روكيت: «يبدو أننا سننقذ المجرة مرة أخرى»، نعم هي تلك الجملة التي تلخص الفيلم بأكمله. هي الجملة التي تعلن بلا تردد ولا حرج أننا سنشاهد تكراراً للجزء الأول، وأن الفيلم كله معتمد على عنصر المعادلة معلومة العناصر، ما يعني أن كاتب الفيلم ومخرجه جيمس غن لا يريد الخروج من المنطقة الآمنة، وتجريب أي جديد.
ربما يكون الرجل مضغوطاً من قبل كيفن فايغ، منتج الفيلم ومهندس نجاح أفلام مارفل، فلو نجح الجزء الأول فلماذا لا نكرر العناصر والشخصيات نفسها في قصة جديدة ونحقق أرباحاً مماثلة لما حققناه منذ ثلاثة أعوام؟ إنه ديدن «هوليوود» التي أصبحت ضرورات النجاح المالي فيها مرادفاً لقتل أي محاولة إبداع.
كورت راسل في دور والد كويل الذي يحاول إعادة لمّ شمل غير مستحق من وجهة نظر الابن يعكس دراما عائلية شاهدناها مراراً وتكراراً في أفلام «حرب النجوم». اتهام كويل لوالده بقتل والدته شاهدناه في «كابتن أميركا.. حرب أهلية» العام الماضي عندما اتهم آيرون مان باكي بقتل والدته، ولو أن السياق يختلف هنا.
يحاول الفيلم تعزيز فكرة عائلة بالتبني ضد العائلة البيولوجية أو عائلة الدم عن طريق صراع الأب وابنه إيغو وكويل من جهة، وصراع غامورا ونيبولا من جهة أخرى. في الصراع الأول نرى تفضيل كويل لوالده بالتبني (يوندو) الذي اختطفه من كوكب الأرض على الحقيقي، ونرى محاولة نيبولا قتل شقيقتها «البيولوجية» بسبب سوء معاملة والدهما!
ما الهدف؟
نتساءل ما الهدف من تشويه صورة عائلة الدم (البيولوجية) وتعظيم عائلة التبني؟ للعلم هذا ليس الفيلم الأول الذي يفعل هذا الشيء، فقد شاهدنا مجموعة الصعاليك في «السريع والغاضب» تتبنى الفكرة نفسها، وتعلنها أكثر من 10 مرات في الفيلم، وكذلك أفلام «كابتن أميركا» و«حرب النجوم» كلها توظف الفكرة نفسها علناً أو إيحاءً.
تبقى كلمة أخيرة لكاتب هذه السطور وربما تنطبق على غيره من الجمهور: أصبحنا نشعر بالإرهاق الشديد من أفلام الأبطال الخارقين، اكتفينا بعقدين مليئين من هذا النوع من الأفلام التي لا ننكر أنها أدخلت الكثير من الإبداع إلى السينما لكنها الآن تكرر نفسها كثيراً. المرحلة الثالثة من خطة مارفل تنتهي عام 2019، ونتمنى أن تتوقف بعدها الشركة للتخطيط لمرحلة جديدة نتمنى أن تبدأ آخر العقد المقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news