«القرصنة».. صداع في رأس صنّاع الأفلام

لا يكاد يخلو موسم سينمائي من ظاهرة تسريب الأفلام عبر مواقع الإنترنت المهتمة بعرض الأفلام، ورغم القوانين والإجراءات التي تحرص غرف الصناعة أو الجهات المختصة بالإنتاج السينمائي على اتخاذها، يظل تسريب الأفلام والألبومات الفنية من أبرز العوامل التي تهدد صناعة الإنتاج الفني على اختلاف أنواعها سواء أفلام أو ألبومات أو حتى دراما، وتسبب صداعاً لصناعها، وتثير جدلاً كبيراً في الساحة.

الغريب أن هذا الموسم شهد حالة فريدة من نوعها أوضحت أن تسريب الأفلام ليس دائماً شراً، إذ فوجئ الجمهور بتسريب فيلم «18 يوم» الذي يعود تاريخ إنتاجه إلى عام 2011، ولم يعرض في دور العرض حتى الآن رغم مشاركته في العديد من المهرجانات العربية والعالمية.

نسب مشاهدة

حتى أعمال العيد.. لم تنجُ

لم تنج أفلام موسم عيد الفطر من التسريب والقرصنة، فتعرض فيلم «هبوط اضطراري» الذي قام ببطولته الفنان أحمد السقا، وتربّع على عرض إيرادات أفلام العيد متفوقاً على فيلم «جواب اعتقال» للفنان محمد رمضان، الذي اعتاد السنوات الماضية أن يكون الكارت الرابح في مواسم الأعياد؛ إذ تم تسريب فيلم السقا عقب عرضه بيوم واحد، ولكن المنتج محمد السبكي وابنته ندى سارعا بالتحرك لحذف الفيلم والتصدي لعملية القرصنة، ولكن السبكي فوجئ بضربة جديدة له بعد أن اكتشف تسريب فيلم «جواب اعتقال»، الذي أنتجه أيضاً، وعرضه على شبكة الإنترنت. كذلك لم ينج فيلم «تصبح على خير» الذي يعرض حالياً من القرصنة، إذ تم تصويره وعرضه على بعض المواقع الإلكترونية.

3

شركات إنتاج، وعدد من المخرجين، أسهموا في تنفيذ فيلم «18 يوم».

يسعى فيلم «18 يوم» إلى توثيق أحداث ثورة يناير 2011 في مصر، التي امتدت 18 يوماً من 25 يناير حتى تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في 11 فبراير، وذلك من خلال 10 قصص مختلفة، تمثل كل واحدة منها فيلماً قصيراً، وتعاون في تنفيذ هذه القصص ثلاث شركات إنتاج، وعدد من المخرجين، هم: شريف عرفة ويسري نصرالله وخالد مرعي وأحمد علاء ومروان حامد ومريم أبوعوف وشريف بنداري وكاملة أبوذكري، وشارك في بطولته كل من أحمد حلمي ومنى زكي وهند صبري وناهد السباعي وآسر ياسين وعمرو واكد وأحمد الفيشاوي ومحمد فراج، وشارك في كتابته تامر حبيب وعباس أبوالحسن وأحمد حلمي وبلال فضل.

وخلال ساعات قليلة من تسريب فيلم «18 يوم» حقق نسب مشاهدة زادت عن 200 ألف مشاهدة، وأثار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد أن عبّر صناع الفيلم وأبطاله عن سعادتهم بتسريب الفيلم، مع الإشارة إلى عدم معرفتهم بمصدر التسريب، وحثهم الجمهور على انتهاز الفرصة ومشاهدة الفيلم بعد أن كان ممنوعاً من العرض لسنوات، بحسب ما ذكروا، ووضع بعضهم رابط الفيلم على صفحته الخاصة.

اختلافات

استقبال الجمهور المصري للفيلم جاء متراوحاً؛ فبينما عبر فريق من المشاهدين عن سعادته بالفيلم، وأشاد به، اعتبر البعض الآخر أن العامل الأهم في الذي ربطه بالفيلم هو الحنين لأيام ثورة يناير، وما ارتبط بها من ذكريات ومشاعر وأحداث.

في المقابل؛ أبدى فريق ثالث استياءه مما تضمنه الفيلم من ألفاظ خارجة وشتائم، ما اضطر الفنان أحمد حلمي لحذف رابط الفيلم من صفحته نزولاً على رغبة مشاهديه واحتراماً لهم، حسب ما ذكر.

بينما دخل الفنان هادي عادل - أحد أبطال الفيلم - في نقاش مع الجمهور على صفحته الخاصة، اعتبر فيه أن ما جاء في الفيلم يعبر عن الواقع، مطالباً من يرفض ما تضمنه الفيلم من ألفاظ وشتائم بعدم مشاهدته.

جدل آخر أثير مع تسريب فيلم «18 يوم» تمحور حول أسباب عدم عرض الفيلم طوال السنوات الماضية في دور العرض المصرية أو في مناسبات فنية مختلفة، وهو ما أرجعته وسائل إعلام مصرية إلى رفض الرقابة على المصنفات الفنية عرض الفيلم، في حين رأى بعض النشطاء أن منع العرض يأتي ضمن معاداة البعض لثورة يناير.

وكانت المفاجأة أن الفيلم لم يمنع من العرض بقرار من الرقابة؛ لأنه لم يعرض عليها من الأساس، بحسب ما أشار رئيس الرقابة على المصنفات الفنية الدكتور خالد عبدالجليل، في تصريحات صحافية له، معرباً عن اندهاشه من إقحام الرقابة في الأمر.

من جهته، أشار المنتج محمد حفظي - أحد صناع الفيلم - عقب تسريب «18 يوم» إلى سعادته، واعتقاده بأن منع العرض ليس له علاقة بالرقابة الفنية، بدليل أنه عرض الجزء الذي شارك به في الفيلم، ويحمل عنوان «شباك» في أحد المهرجانات الفنية في مصر، وأجازت الرقابة عرضه دون مشكلات حينها. وتوقّع حفظي أن يكون منع عرض «18 يوم» راجعاً لرغبة أحد صناع الفيلم بعد أن تغير موقفه من ثورة يناير في الفترة الأخيرة.

الأكثر مشاركة