«السينما تأتيك» بـ 140 فيلماً في الهواء الطلق و5 وجهات
قال رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، عبدالحميد جمعة، إن «التاريخ النقدي والتوثيقي للمشهد المعاصر في صناعة الفن السابع، خير مُنصف لمسيرة قوامها 14 عاماً مع السينما، شكل مهرجان دبي السينمائي خلالها، مظلة شاملة، لم تعرف الإقصاء المسبق، وشكّلت على الدوام فرصاً غير موجودة على هذا النحو خارج منصّته».
عام في 8 أيام قال رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي: «إن عروض المهرجان ببرامجه المختلفة، التي تُعرض على مدار ثمانية أيام متصلة، تمثل خلاصة متابعات ومشاهدات وتقييمات وأيضاً عقود وشراكات، كان طرفها (دبي السينمائي)، عبر خطط عمل بدأت فور الانتهاء من فعاليات الدورة السابقة». وتابع: «نُدقق في كل ما يصل إلينا، ونقوم بتمويل أفلام لتكون موجودة بشكل حصري على منصة( دبي السينمائي)، في حين نسعى إلى اجتذاب مزيد من العروض العالمية الأولى لجمهور (دبي السينمائي)، الذي أصبح يتوافر لديه خيارات عدة». المستبعد ليس سيئاً وجه المدير الفني للمهرجان، مسعود أمر الله، عبر «الإمارات اليوم»، رسالة إلى صنّاع الأفلام الجيدة، التي لم يستوعبها «دبي السينمائي» في دورته المقبلة، قائلاً: «محكومون في (دبي السينمائي) ببرامج تم الاستقرار على أنها الأنسب للمشاهد، والمساحة الزمنية للمهرجان تظل محكومة بإطار سقف الأيام الثمانية، لذلك كانت هناك قوائم طويلة من الأفلام الجيدة التي لم نتمكن من استيعابها». وتابع: «أقول لصنّاع تلك الأفلام استمروا في الإبداع، وباب (دبي السينمائي) سيظل مفتوحاً أمام المزيد من أعمالكم المبدعة». وجهات لمشاهدة أفلام «دبي السينمائي» تشهد الدورة الـ14 من مهرجان دبي السينمائي عروض أفلام على مدار ثمانية أيام، عبر خمس وجهات رئيسة هي: مسرح مدينة جميرا، خشبة مسرح سوق المدينة بمدينة جميرا، في صالات «فوكس سينما» بمول الإمارات، في الهواء الطلق، مقابل منطقة «ممشى جي بي آر»، إضافة إلى صالة فوكس في «غاليريا مول». |
وأضاف عبدالحميد جمعة، لـ«الإمارات اليوم»: «لايزال في جعبة أسرة المهرجان - الذي يأتي هذا العام تحت شعار (السينما تأتيك) - الكثير لتقدمه للسينما العربية والخليجية والمحلية بصفة خاصة، والعالمية عموماً، فكثير من المبادرات والرؤى والأفكار التي بدأت خجولة مع دوراته الأولى، باتت أكثر رسوخاً الآن، ونظرة شاملة ومنصفة ستتمكن من تلمس ثمار المهرجان».
وقال: « إن المهرجان، الذي سيبدأ بفيلم (الويسترن)، (عداوات)، اختار أن يكون مشهده الأخير هذا العام بفيلم (حرب النجوم: الجيداي الأخير)، الذي سيكون في الوقت ذاته إيذاناً ببدء الاستعداد لدورة منتصف العقد الثاني العام المقبل».
جاء ذلك على هامش مؤتمر صحافي استضافه، أمس، فندق «مينا السلام»، للكشف عن أبرز تفاصيل الدورة الـ14 للمهرجان، التي ستمتد خلال الفترة من السادس إلى 14 من ديسمبر المقبل.
وأضاف جمعة: «جميع الأفلام التي تم اختيارها للمهرجان جاءت لتضع أمام المشاهد نخبة متنوّعة على مستوى عال ومتميز على الصعيد الفني، نأمل أن نصل عبرها إلى أبعد ما يتوقعه جمهور المهرجان وعشاق السينما من (دبي السينمائي) في هذه المرحلة».
وأكمل: «سيعرض المهرجان 140 فيلماً من 51 دولة، بأكثر من 38 لغة، وهي أرقام تؤشر إلى التمسك بالثيمة الرئيسة للمهرجان، باعتباره جسراً لتلاقي الثقافات والحضارات، لكن هذا ليس كل شيء في الدورة الـ14، التي لن تتكشف ملامحها بشكل حقيقي، إلا من خلال عروض أفلامها المتنوّعة، التي تمثل خلاصة إبداع الآلاف من صنّاع السينما حول العالم».
وأضاف: «في كل عام يكون المهرجان فريداً من نوعه تماماً مثل مدينة دبي. وتمثل مجموعة الأفلام المشاركة في هذه الدورة، ثمانية أيام من الاحتفاء بأفضل الأعمال السينمائية، حيث نسمع عن قصص جاءت من جميع زوايا العالم، وحُوّلت إلى أفلام لتعرض على الشاشات بطريقة فريدة ومميزة».
وتابع: «يساعدنا المهرجان على اكتشاف مخرجين وممثلين جدد، وأن نحتفي بالمواهب المعروفة في السينما العالمية والعربية، التي شكلت بإنجازها، صناعة السينما عبر السنين الماضية. ولكن الأهم من هذا كله، ما يسهم فيه المهرجان لدعم السينما، خصوصاً في العالم العربي، سواء من خلال عرض أفضل إنتاجات المخرجين الإقليميين على جمهور عالمي، أو تقديم الدعم المالي لمشروعات الأفلام، أو من خلال ربط الصناعة المحلية بالخبرات العالمية عبر سوق دبي السينمائي».
وأوضح جمعة: «يعدّ فصل الشتاء وقتاً مميزاً في دولة الإمارات، فهنالك أجواء احتفالية واضحة ومميزة. وبالنسبة لي، أعتبر فترة المهرجان وقتاً مميزاً للأصدقاء والعائلات ومحبي الأفلام، ليتجمعوا ويستمتعوا معاً بسحر الأفلام وقصصها الممتعة والمتنوّعة. فالمهرجان يقدم خيارات متنوّعة أمام جمهور وعشاق السينما، ليعيشوا تجربة لا تُنسى كل عام، من عروض في الهواء الطلق، من خلال برنامج (ذا بيتش) على الشاطئ، إلى فخامة السجادة الحمراء في حفلات (الغالا)، أو ببساطة، عروض الأفلام في صالات السينما».
وقال المدير الفني للمهرجان، مسعود أمر الله: «إن هناك جهداً فنياً كبيراً تم بذله لاختيار قائمة الأفلام التي تم اعتمادها بالفعل للدورة المقبلة لـ(دبي السينمائي)»، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم»: «من بين أكثر من 3000 فيلم تم تقديمها، جاءت برامج المهرجان المختلفة لتضمن الأفضل من بينها».
وتابع: «على الرغم من ذلك، فإن هناك أفلاماً جيدة أخرى لم نتمكن من استيعابها لعوامل عدة، حيث يوجد العديد من المعايير التي نحرص على تطبيقها في ما يتعلق بالأفلام التي يقدمها المهرجان لجمهوره».
وتابع: «يوفر مهرجان دبي السينمائي منبراً تُعرض من خلاله أعمال المواهب العربية. وعاماً بعد عام، نسعى جاهدين إلى تقديم أفضل أفلام المنطقة، التي تعكس قضاياها وهمومها. وفي هذه الدورة نتشرف باستضافة أكثر من 59 عملاً إقليمياً، سيُقدّم كل من هذه الأعمال وجهة نظر ذات خصوصيّة».
وسيُنظم خلال المهرجان 15 حفلاً افتتاحياً (غالا)، و14 عرضاً خاصاً، إضافة إلى أجواء ساحرة على السجاد الأحمر لاكتشاف أفضل أعمال السينما، وتبادل الثقافات والحوار في ما بينها.
وإضافة إلى احتفاء المهرجان بأفضل ما تقدّمه السينما، ستنُظم أنشطة متنوّعة لتجربة اسثنائية، بينها جلسات حوار، وأسئلة وأجوبة، وظهور خاص لعدد من المواهب المبدعة العالمية والمحلية، منها المحتمل ترشيحه لجوائز الأوسكار، والمواهب العربية الناشئة، وذلك على مدى ثمانية أيام مخصصة لتقدير هؤلاء المواهب في عالم السينما.
وخلال حفل الافتتاح، سيقدم المهرجان «جائزة تكريم مهرجان دبي السينمائي الدولي» إلى ثلاثة من عمالقة السينما وهم: الكاتب المصري المبدع وحيد حامد، والممثل البريطاني العملاق سير باتريك ستيوارت، والممثل الهندي المشهور عرفان خان. ويأتي هذا التكريم بمثابة تقدير لإسهاماتهم القيمّة في مجال السينما.