القاهرة السينمائي يتحدى الارهاب بالسينما
من الممكن أن لا تكون الدورة الـ39 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هي الأفضل مقارنة مع الدورات الفائتة، لكن لا شك أن حالة تواجد الجمهور ومشهد الصالات الكاملة العدد كانت تعني كثيرا ، تحديدا في ظل برمجة أفلام مهمة من حول العالم ، بالرغم من غياب أفلام مصرية ، لكن هذا لم يمنع طلاب السينما ومحبي السينما الى جانب الصحافة والنقاد أن يكونوا جزء من حدث أصبحت أهميتة التاريخية تطغى على كمية الأخطاء فيه، وكأن ثمة تضامن ضمني لانجاحه حتى لو بالحضور. و زاد على ذلك المجزرة التي حدثت قبل أيام في شمال سيناء ، والتي عرفت بمجزرة مسجد الروضة وذهب ضحيتها أكثر من 300 مدنيا بينهم 27 طفلا ، واصابات متعددة، ليصبح الحديث عن مطالبات لادارة مهرجان القاهرة السينمائي بضرورة تعليق فعالياته، لكن صوت الفن كان أعلى ، بأن السينما يجب أن تتحدى الارهاب، وأن تعليق الفعاليات ما هو الا انتصارا آخر للارهاب، والفن تحديدا يجب أن يكون أقوى والسباق في تحدي كل أنواع الظلمات التي تقف أمام محبي الحياة، وبالرغم من الحزن الذي غيّم على الجميع، الا أن الرد كان مباشرا ويتجسد على شكل قاعات حضور أفلام مكتملة العدد.
أحاديث جانبية
في دار الأوبرا التي تشهد حضور عشاق السينما، جميع الطاولات المترامية أمام المقهى الرئيسي فيها هي طاولتك التي تستطيع الجلوس فيها والحديث مع أناس تتعرف عليهم لأول مرة، وهذه من الأمور التي تساهم بفتح أحاديث جانبية كلها تتعلق بيوميات المهرجان، فمن السهل أن تلمح نقادا كبار يجلسون يعطون من تجاربهم الكثير لجيل شباب يريد أن يكون جزء من السينما، أسماء عديدة مثل كمال رمزي، ماجدة موريس ابراهيم العريس ، طارق الشناوي، وغيرهم، وهؤلاء يعتبرون من جيل نقاد واكب مسيرة وتطور السينما منذ السبعينيات، والجلوس معهم برأي كثيرين ما هو الا جزء من تعلم المزيد والاستفاد، وبطاولة أخرى، تشاهد فنانين من أقطار عربي مختلفة، (مع غياب واضح للفنان المصري) و أخرين من صحافين ونقاد من جيل شاب، اضافة الى عشاق السينما من طلبة ومحبين، جميعهم في بقعة واحدة، يستمعون الى أم كلثوم تغني تارة، وعبد الحليم تارة، وعبد الوهاب تارة، وهواة يأتون بآلاتهم يعزفون ويمتعون من حولهم دون قصد.
هند صبري وسمير غانم
من ضمن اليوميات في مهرجان القاهرة السينمائي، تكريم كلا من الممثلة التونسية هند صبري، والممثل المصري سمير غانم، بجائزة التميز التي تحمل اسم الراحلة فاتن حمامة، و الذي كانت دموع زوجته دلال عبد العزيز اثناء تكريمه وهو يقف بين بناته الممثلات ايمي سمير غانم و دنيا سيمر غانم حديث الناس، فقد كانت دموع فخر وامتنان ، بأن زوجها الذي قدم للوطن العربي ضحكة ترتسم على الشفاه من مجرد ذكر اسمه، استحق تكريما من بلده مصر أخيرا، وهو علق على ذلك في مؤتمر خاص أقيم بادارة الكاتب والناقد السينمائي طارق الشناوي، أن ظهره كان للشاشة التي سلطت على وجه زوجته، وأنه شعر بها من ردة فعل الجمهور، لكنه لم يلتفت لها كي لا ينهار هو الآخر، ومن الطبيعي أن تكون اجواء الجلسة التي اقيمت على شرفه مليئة بالضحكات والذكريات الجميلة المتعلقة بأجيال متعددة كان سمير غانم جزء منها.
في المقابل حضرت هند صبري بكامل تواضعها لتجب على كل اسئلة محبيها ، بكل حب، دون تأفف ، وأعطت انطباعا كاملا بأنها ممثلة مثقة بمعنى الكلمة، تجيب بشكل منطقي ، في اطار معلومات دقيقة لا تحتاج الى التأويل، وكانت ندوتها التي أدارها الكاتب والناقد السينمائي أحمد شوقي من أكثر الندوات التي استفام منها الحضور ، بحيث انقسمت الندوة باعطاء فرصة للصحافة والحبين بتقديم سؤال، ومن جانب آخر اعطاء اسماء ليست بسيطة في صناعة السينما الفرصة بالحديث عن صبري، فقد حضر المخرج المصري يسري نصر الله التي مثلت معه هند صبري فيلم (جنينة الأسماك) وحضر المخرج المصري داوود عبد السيد ايضا التي مثلت معه في فيلم (مواطن ومخبر وحرامي) و المخرج شريف بنداري ، و الممثلة ريم بن مسعود من تونس وهي عضر لجنة تحكيم في مسابقة آفاق عربية، وغيرهم الكثير الذي منحوا الحضور معلومات مهمة عن هند صبري، مع اجماع على أنها ممثلة من نوع خاص ، وليس صعبا عليهم أن تكون جزء من خياراتهم في الأدوار الصعبة والمركبة، وقد فاجأ المخرج داوود عبد السيد الحضور بسؤال وجهه الى هند صبري عن سبب توقفها عن تقديم مشاهد جريئة في أفلامها مثلما قدمت من قبل في فيلم "مذكرات مراهقة" للمخرجة ايناس الدغيدي وفيلمه مواطن ومخبر وحرامي لتجيب " جرأة الأفلام أصبحت تخيفني ، فالسينما التونسية أجرأ من المصرية و الجمهور التونسي اعتاد على رؤية الأفلام الجريئة ،فوجدت الواقع المصري مختلف ".
وأضافت :" عندما جئت لمصر وجدت موجة السينما النظيفة فأصبحت الممثلة الجريئة تصنف بأنها ممثلة لديها مشاكل أخلاقية لذلك قررت أن لا أصنف كممثلة جريئة ، فأعدت حساباتي من أجل حياتي الشخصية وعائلتي".
اسدال الستار
في 30 من الشهر الجاري سيسدل الستار عن الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي الذي تعاقد هذا العام مع قناة DMC كراع رسمي للمهرجان، وهذا ساهم في الحديث كثيرا اذا ما كانت الكوارث التي شهدها المهرجان تحديدا في حفل افتتاحه تتحملة المجموعة الاعلامية أم ادارة المهرجان، كل هذا سيتم التوقف الحديث عنه قريبا، وسيكون اعلان الجوائز هو الحدث الأكبر، بخاصة مع وجود مسابقات متنوعة بين المسابقة الرسمية ومسابقة أسبوع النقاد، و مسابقة سينما الغد للأفلام القصيرةومسابقة آفاق السينما العربية، في ظل عرض 175 فیلما من 53 دولة، تنوعت بين قصير وطويل روائي أو وثائقي تسجيلي، بعضهم داخل المسابقة والبعض ضمن السينما الاسترالية المحتفى بها هذا العام ، وغيرها من التصنيفات، ومن الضروري المرور على تكريمات حملت عنوان "تحية الى من فقدناهم" وهم الكاتب و الناقد السينمائي سمير فريد، وقد شهدت أروقة الأوبرا معرضا خاصل اقامته الكاتبة والناقدة السينمائية صفاء الليثي ، ومن ضمن الأسماء التي فقدهم العالم وتذكرهم القاهرة السينمائي الممثلة والمغنية وكاتبة السيناريو الفرنسية جان مورو، والمخرج اللبناني جان شمعون والتي حضرت زوجته المخرجة الفلسطينية مي مصري كي تشهد حفل تأبينه، والمخرج و أستاذ السيناريو بالمعهد العالي للسينما محمد كامل القليوبي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news