تتنافس على جوائز مختلفة
أفلام قصيرة تحمل هموماً كبيرة
لاشك أن ثقافة مشاهدة الأفلام القصيرة مازالت تخطو خطوات غير جادة من قبل مشاهدين يميلون أكثر الى مشاهدة الأفلام الطويلة، بالرغم من أن صناعة الفيلم القصير له تحدياته الكبيرة أيضاً، خصوصاً أن صانع الفيلم القصير مطلوب منه أن يختزل فكرة كبيرة في دقائق معدودة، ضمن إطار يبرز قيمة الصناعة الفنية من كل عناصرها. وفي الدورة 14 من مهرجان دبي السينمائي، تحضر الأفلام القصيرة، وتتنافس على جوائز مختلفة بين المهر القصير، والمهر الخليجي، وضمن المهر الإماراتي أيضاً.
أسماء لمخرجين كبار، الى جانب مخرجين في بداية الطريق، تراها تزين «تترات» أفلامهم، ينتظرون بلهفة معرفة ردة فعل الحضور اذا ما وصلت الفكرة أم لا.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، يأتي المخرج المغربي هشام العسري، المعروف بصناعته للأفلام الطويلة، مثل «هم الكلام»، «البحر من ورائكم»، وغيرهما، والتي نالت ما نالته من جوائز عالمية، ليشارك هذا العام في المنافسة على جائزة المهر القصير عبر فيلم «روح المدينة»، التي يحكيها من خلال مرآة يحملها طفل ويجول فيها مدينة الدار البيضاء، لينقل مشاهد من الممكن أن تكون عابرة في حياة المرء يومياً، مملوءة بالغصة والتساؤلات والقهر والقليل من الفرح.
في المقابل، تأتي المخرجة الاماراتية عائشة الزعابي وفيلمها القصير «غافة»، لتسلط فيه الضوء على قوة المرأة في مشاهد مختلفة، والتي تتجلى في المشهد الأخير لنموذج أم الشهيد، التي تتزين من رأسها الى أخمص قدميها وهي تحكي حكاية ابنها الذي راح فداءً للوطن.
وللوطن حكايته أيضاً مع المخرج الفلسطيني أمين نايفة الذي حضر مع المنتجة مي عودة لعرض فيلمه «العبور»، لينقل من خلاله رغبة أبناء برؤية جدهم الذي يعيش بعيداً، خلف العديد من الحواجز، ويحتاجون الى تصريح لرؤيته، ضمن مَشاهد تجعلك تدرك ما معنى وقساوة وقهر الاحتلال.
ومن جانب آخر، يطل الفيلم اللبناني «تشويش» للمخرجة فيروز سرحال والمنتجة لارا أبوسعيفان، لينقل التصور من خلال ضجيج المدن وضجيج الناس والشوارع، في حضرة الموسيقى الصاخبة والهادئة، والتي لا ينتبه لها المارة، لأنها ببساطة غير مؤذية في حضرة ضجيج الطائرات الحربية والانفجارات.
وعن الأقنعة التي ترى مكانتها في حضرة مصابة بمتلازمة داون، يحضر الفيلم التونسي «استرا» للمخرجة نضال قيقة، التي أوصلت معاناة هذه الفئة في المجتمع وطريقة التعاطي معها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news