مقتبس من النسخة المحدّثة للعبة
أليسيا فيكاندر تخفق في إنقاذ مهزلة «تومب ريدر»
فيلم «تومب ريدر» الجديد المقتبس من لعبة كمبيوتر بالاسم نفسه أطلقت بنسخة جديدة عام 2013، التي بدورها مستلهمة من أفلام «إنديانا جونز» الكلاسيكية في ثمانينات القرن الماضي، يغرقنا في شرح لا ينتهي عن إمبراطورة يابانية ينتهي العالم على يدها، دون أن يجيب عن سؤال أهم من القصة وهو: لماذا صنع الفيلم؟
هل نشاهد فيلماً مقتبساً من لعبة مجددة، أم من فيلمين بالاسم نفسه أدت بطولتهما أنجلينا جولي ووالدها الحقيقي جون فويت في دور والدها في الفيلم عامي 2001 و2003، مقتبسين من النسخة السابقة للعبة المطروحة عام 1996؟ لو اختلطت عليكم الأمور فلا بأس لأن تدوير الأفكار والأفلام عادة هوليوود التي لا تخجل منها.
بعد اختفاء والدها عالم الآثار الملياردير ريتشارد (دومينيك ويست) تعيش لارا كروفت (السويدية أليسيا فيكاندر) في لندن حياة طائشة، إذ تعمل مندوبة توصيل أطعمة وتمارس رياضة «الكيك بوكسنغ» العنيفة في صالة رياضية.
مضيعة للوقت لو كنت من الذين شاهدوا أفلام «إنديانا جونز» الكلاسيكية، وشاهدت أفلام لارا كروفت في العقد الماضي، وهذا الفيلم فستقدر قيمة إنديانا جونز. ولو كنت من الجيل الذي شاهد أفلام لارا كروفت قبل 17 عاماً وهذا الفيلم دون مشاهدة إنديانا جونز، فقد فاتك الكثير.. أما لو اكتفيت بمشاهدة هذا الفيلم المهزلة فقط فأنت حتماً تضيع وقتك. يذكر أن أنجلينا جولي ظهرت في «تومب ريدر» عام 2001 بعد عامين من فوزها بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة فيGir«» interrupted»، وأليسيا فيكاندر تظهر اليوم في «تومب ريدر» أيضاً بعد عامين من فوزها بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة في فيلم The Danish Girl. ويذكر أيضاً أنها المرة الثانية التي يؤدي فيها دومينيك ويست دور والد شخصية فيكاندر بعد فيلم Testament of Youth عام 2014. طوال الفيلم كل ما تفعله لارا هو الجري والقفز والتعلق، أو التعلق والجري والقفز أو القفز والتعلق أو التعلق والتدلي. نقترح على المخرج فيلماً بعنوان: «لارا كروفت في الأولمبياد». للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
تتعرض لارا للاعتقال بعد تورطها في حادث سيارة، تدفع آنا ميلر (كريستين سكوت توماس) شريكة والدها في العمل مبلغ الكفالة، وتطلب من لارا توقيع أوراق تتعلق بالتركة، أو أن تُعرض عقارات والدها للبيع.
توافق لارا وتوقّع فتحصل على مفتاح مكتب والدها الذي يشاع أنه متوفى، لأنه مختفٍ منذ سبعة أعوام عند سواحل اليابان. تجد لارا تسجيل فيديو في مكتب والدها يظهر هو فيه على طريقة أفلام Saw ويقول الجملة الكليشيه: «لو كنتِ تشاهدين هذا التسجيل يا عزيزتي فمعناه أني ميت!»، ثم يحاضرها طويلاً عن أسطورة الملكة اليابانية هيميكو، ملكة ياماتي التي قيل إنها تتحكم في مسائل مصيرية للبشر. تقول الأسطورة إن هيكيمو كانت قادرة على قتل البشر بمجرد لمسهم، ويوماً ما، تمرّد ضدها جنرالاتها وقيدوها وأرسلوها إلى جزيرة نائية حيث دفنت حية، وكفوا شرها عن العالم. يحثّ ريتشارد ابنته لارا على إتلاف كل أبحاثه، لكنها تقرر التحقق بنفسها من الأمر وكأن الأمر يستحق عناء ذلك!
تسافر لارا إلى هونغ كونغ، إذ تدفع رشوة لقبطان يُدعى لو رين (دانيال وو) ليأخذها إلى جزيرة ياماتي غير الموجودة على الخرائط الرسمية. تتعرض السفينة لحادث وتستيقظ لارا من غيبوبة قصيرة لتجد نفسها مع رجل يُدعى ماتياس فوغل (والتون غوغنز)، ليس قوياً هنا كما ظهر في فيلم The Hateful Eight وهو قائد بعثة استكشافية لإيجاد قبر هيكيمو.
البعثة ممولة من قبل منظمة سرية تُسمى ترينيتي تهدف إلى الحصول على قوى هيكيمو واستغلالها في السيطرة على العالم. يأسر فوغل لارا، ويخبرها بأنه قتل والدها، وينوي أن يستخدم أبحاث الوالد في الوصول إلى هدفه، وهو فتح القبر ونقل رفات هيكيمو.
مناقض للفكرة التأسيسية
الفيلم الذي أخرجه النرويجي رور يوثوغ يقول إن هيكيمو حسب الأسطورة ملكة مدفونة في جزيرة نائية، ونعلم أنها ستظهر في سياق الفيلم، ولو لن تظهر؛ فلن يكون هناك فيلم، بكلمات أخرى هي أداة قصة.
السؤال المحيّر هو: لماذا لم تتمكن الملكة هيكيمو من قتل جنرالاتها الذين قيدوها، ووضعوها في قبر بمجرد لمسهم؛ لكونها قادرة على قتل البشر؟ طبعاً الجواب سيأتي لاحقاً في هذا الفيلم التافه وهو مناقض للفكرة التأسيسية التي أعيدت ثلاث مرات كأننا لم نفهم المرة الأولى، والجواب يعني أن تتحول المهزلة إلى مهرجان زومبي!
تقع أحداث الفيلم عام 2018 ونرى الشرير فوغل يستخدم هاتفاً محمولاً متصلاً بالأقمار الاصطناعية ومرتزقته مدججون بأحدث الأسلحة، الغريب أن لارا ذاهبة في مغامرة بلا سلاح أو هاتف أقمار اصطناعية، وهي تعلم أنها ذاهبة إلى المجهول، وتتقاتل ضد عصابة فوغل باستخدام القوس والسهام، وهو سلاح بدائي تجده في كهف على الجزيرة! وتطلب من عبيد فوغل الذين تحررهم حمل أسلحة القتلى من المرتزقة! لماذا تواجه لارا أسلحة حديثة بسلاح من قرون ما قبل الميلاد؟ ربما لا تعلم كيف تستخدم الأسلحة الحديثة، وعلينا التسليم بالأمر كأن لا عقول لنا!
كيف يعيش فوغل وعصابته في أدغال جزيرة نائية منذ ما يقارب العقد؟ الفيلم لا يوضح كيف يأكلون ويشربون وينامون وأين يسكنون وكيف يُطببون؟ وهناك شخصية أخرى تعيش منعزلة قريباً من عصابة فوغل، لو افترضنا أن منظمة ترينيتي تمول فوغل وتطعمه، فمن يطعم تلك الشخصية الأخرى وكيف تعيش بلا ماء عذب على جزيرة نائية؟ هي سبعة أعوام وليست سبعة أيام كي تُترك لمنطق اللعبة!
مشاهد جيدة
طوال الفيلم كل ما تفعله لارا هو الجري والقفز والتعلق، أو التعلق والجري والقفز أو القفز والتعلق أو التعلق والتدلي. نقترح على المخرج فيلماً بعنوان: «لارا كروفت في الأولمبياد» ربما أفضل من هذا أو مقنعاً بعض الشيء بدل قبر مخبأ في كهف بلا أرضية أو هي أرضية تظهر وتختفي بلا سبب، أو ربما هي اللعبة التي علينا التسليم بأمرها.
لارا قرأت أبحاث والدها حتى تصل إلى الجزيرة، لكن ما لا يصدقه عقل أن هناك مشهداً قرب نهاية الفيلم تصبح لارا خلاله عالمة آثار تقرأ وتحلل وتستنتج من الخرافات والأساطير وتحل ألغازاً! هذا منطق لعبة، أما في الحقيقة فعلم الآثار يستغرق سنوات لدراسته، وليس ساعتين!
يحوي الفيلم مشاهد أكشن جيدة ومسلية بعض الشيء، وأداء فيكاندر وأنسنتها للشخصية هو أجمل ما فيه، خصوصاً مشهد ردة فعلها بعد أن قتلت شخصاً للمرة الأولى، بعكس أنجلينا جولي التي ركز الفيلمان السابقان على جسدها ونجوميتها فحسب، أما القصة في الأفلام الثلاثة ففي مهب الريح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news