«رامبيج».. قوة المؤثرات الخاصة تنقذ رداءة النص

«رامبيج» Rampage هو ثالث فيلم مقتبس من لعبة نشاهده في أقل من أربعة أشهر، بدأنا مع «جومانجي: مرحباً بكم في الأدغال»، ثم مهزلة «تومب ريدر».. واليوم هذا الفيلم. القاسمان المشتركان بين تلك الأفلام أن النجم الأميركي مفتول العضلات دوين (ذا روك) جونسون في البطولة هنا كما في «جومانجي»، وأيضاً شركة «وورنر بروس» موزعة «تومب ريدر» و«رامبيج».

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

• الفيلم بأكمله معتمد على روح الفكاهة التي يتمتع بها الغوريلا، والنفور الذي يشعر به «ديفيس» تجاه الناس.

• أداء جونسون خيّب التوقعات، ربما لرداءة النص، لكنه لم يستخدم عضلاته سوى في مشهد يتيم.

دمار تنقصه اللقطة الشهيرة

يحوي فيلم «رامبيج»، الذي نستطيع إعادة تسميته «الغوريلا ضد غودزيلا»، مشهد انقلاب شهيراً على مشهد فيلم «كينغ كونغ» بنسخه الثلاث، حيث في الأصلية نرى الغوريلا يقع في حب البطلة، ويحملها في قبضة يدهـ لكن في «رامبيج» تحدث مواجهة بين جورج والشريرة كلير تنتهي بطريقة جديدة وغير تقليدية. بعد مشهد الدمار الشامل يخرج ديفيس ود.كالدويل من تحت الحطام ببعض الخدوش فقط، غير مكترثين بالبرج الذي سقط عليهما، ولكن لا بأس، خصوصاً أن الفيلم لا يأخذ نفسه بجدية، أو عفواً هو الكليشيه نفسه في كل أفلام الكوارث، لكن تنقصه تلك اللقطة الشهيرة: الكلب الذي ينجو في اللحظة الأخيرة.

الفيلم المقتبس من لعبة شعبية في ثمانينات القرن الماضي، استحوذت «وورنر بروس» على الشركة المنتجة لها عام 2009، يبدأ من محطة فضاء مملوكة لمؤسسة شريرة اسمها «إنجن كوربوريشن»، تتعرّض لكارثة بعد إفلات جرذ مصاب بمادة غريبة. ترسل عالمة (مارلي شيلتون) مقيمة على المحطة عينات من أبحاث علمية في كبسولات إلى الأرض، قبل أن تلقى حتفها.

في مكان آخر، خبير تواصل مع حيوانات يدعى ديفيس (جونسون) كان جندياً يرأس وحدة مكافحة اصطياد حيوانات، يتواصل مع ذكر غوريلا ضخم يطلق عليه اسم جورج (جيسون ليلز تحت غطاء المؤثرات الخاصة). الغوريلا يتمتع بذكاء شديد يمكّنه من فهم لغة الإشارة التي يستخدمها ديفيس للتواصل معه.

تسقط الكبسولات على ثلاث ولايات، كاليفورنيا حيث يعيش الغوريلا في سان دييغو، وايومينغ حيث تعيش الذئاب، وحديقة إيفرغليدز في فلوريدا موطن التماسيح. تصاب بعض المخلوقات بالعينات السرية في الكبسولات، وتتضخم وتتولد لديها غريزة عدائية ورغبة تدميرية، فتسارع لتحطيم كل ما حولها.

يتعرف ديفيس على د.كيت كالدويل (ناومي هاريس)، عالمة أقيلت من المؤسسة الشريرة، كانت مسؤولة عن تطوير تلك العينات السرية، وهي الوحيدة القادرة على إيجاد المصل المضاد لإرجاع المخلوقات، وهي الغوريلا وذئب وتمساح، إلى طبيعتها، أو فلنقل جورج فقط.

لمسات جيدة

«رامبيج» من إخراج براد بيتون، وهذا ثاني تعاون له مع جونسون بعد فيلم «سان أندريز» عام 2015، يعيد تلك التجربة تقريباً، حيث من الواضح أنه بارع في إدارة عملية المؤثرات الخاصة أكثر من مجريات القصة والأداء والشخصيات.

تمكن بيتون من إضافة لمسات جيدة خارج إطار المؤثرات الخاصة لإضفاء صدقية على علاقة ديفيس والغوريلا (جورج)، عن طريق تواصل الشخصيتين بلغة الإشارة، وهذه أعمق علاقة عاطفية في الفيلم رغم ضحالتها.

جونسون - يعتبر النجم الوحيد الذي قدمته هوليوود في القرن 21، من ناحية جذب الجماهير إلى شباك التذاكر - ليس مستمتعاً هنا كما ظهر في «جومانجي»، رغم الكاريزما الجميلة لديه. ربما لم يساعده النص الجاف، وخذلته النكات السخيفة التي لم يكن حتى هو نفسه مقتنعاً بها.

المؤسسة العلمية الشريرة إنجين تدار من قبل شخصين فقط! وهما كلير (ماكين أكرمان) وشقيقها بريت (جيك لاسي)، ولا نعلم أين بقية الموظفين أو العلماء الذين من المفترض أن يسهروا على حماية مؤسسة تبدع في إنتاج عينات سرية تضخم المخلوقات، وتجعلها تدمر المدن! عفواً هناك مشهد المختبر يظهر فيه شخصان فقط في الخلفية، بالإضافة إلى موظفة استقبال نراها خلال شاشات المراقبة!

هناك مشهد يدخل فيه ديفيس ود.كالدويل إلى مختبر المؤسسة لسرقة المصل المضاد، كأنهما داخلان إلى سوبرماركت! والغريب أن كلير وشقيقها يكشفان العملية ويشهران مسدساً في وجهيهما، لكن أين الحراس؟ ربما لأنها لعبة وعلينا التغاضي عن التفاصيل كالبلهاء! قبل أن نتغاضى، لو وضع المخرج جهاز إنذار صوتي ينطلق عندما تكسر د.كالدويل الزجاج، ليس لأجل المنطق، لكن لأجل إضفاء نوع من الإثارة على المشهد!

عندما لا يستطيع الفيلم تحويل الوحوش إلى أبطال، فإنه يلجأ إلى الزج بجورج ليشارك جونسون البطولة من خلال عامل لغة الإشارات التي بثت نوعاً من الحياة في الشخصية، ولو أن الغوريلا الحقيقية الشهيرة كوكو Koko التي تفهم لغة الإشارة شاهدت الفيلم فقد تتمكن من فهم جورج.

عضلات معطلة

«رامبيج» بأكمله معتمد على روح الفكاهة التي يتمتع بها الغوريلا، والنفور الذي يشعر به ديفيس تجاه الناس، رغم أنه حريص على مساعدتهم كلما استدعت الظروف! وهذا يعطي الفيلم نوعاً من الإقناع من ناحية الشخصيات. جونسون قد لا يكون قادراً على إطلاق سلسلة أفلام بمفرده، لكنه لا يقل في نجوميته عن توم كروز مثلاً، وربما حتى يتفوق عليه لو علمنا أن كروز أخفق في إنقاذ فيلم «المومياء» في شباك التذاكر الأميركي.

أداء جونسون خيّب التوقعات ربما لرداءة النص، لكنه لم يستخدم عضلاته سوى في مشهد يتيم، وهذه النقطة المحيرة التي كانت مفهومة في «جومانجي» لأن الرجل حاول تقديم أداء صادق هناك على حساب تلك العضلات، لا نعلم قد يكون الرجل منشغلاً بالتخطيط لانتخابات سباق الرئاسة الأميركية عام 2020.

الأمر المحير أكثر هو سبب وجود ممثل موهوب جداً، مثل جيفري دين مورغان (مسلسل ذا ووكنغ ديد) في هذا الفيلم! حيث اقتصر دوره على عدم عرقلة ديفيس ود.كالدويل في إنجاز مهمتهما، وطبعاً لقبض أجره عن أسهل بضعة مشاهد يؤديها في حياته.

أفضل ما في الفيلم مؤثراته الخاصة ولقطات دمار مدينة شيكاغو في المشهد الأخير، التي بغض النظر عن لو كانت ذات جودة عالية لدى البعض أو رديئة عند آخرين، إلا أنها، تنفيذاً، كانت جميلة ومرعبة إلى حد كبير، رغم أنها لا تقدم جديداً.

قد يكون السبب أنها تعيد إلى الأذهان مشاهد دمار ضربات سبتمبر الإرهابية في 2001، خصوصاً مشهد انهيار البرج في الفيلم، وآخر نرى فيه التمساح الضخم يلتقط طائرة مقاتلة سريعة جداً بفمه، ويرمي بها على برج (لا بأس إنها لعبة)، وهي مشاهد مؤلمة بقدر ما هي قوية.

الأكثر مشاركة