«أفنجرز: إنفينيتي وورز».. جيد وشبه متماسك رغم كتيبة الشخصيات
فيلم Avengers: Infinity War يقترب من 150 دقيقة، ويجمع ثلاثة عوالم و76 شخصية (الرئيسة مع المساندة)، في أربعة إلى ستة خطوط قصصية رئيسة، تجتمع كلها في قصة واحدة استغرقت 10 سنوات من الإعداد.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. قتال برأس مرفوعة أفضل ما في الفيلم مواجهة الشخصيات ثانوس بشعار واحد هو القتال مرفوعو الرأس حتى الموت، ولو كانوا عاجزين عن الانتصار في المعركة. هذا الفيلم هو جزء أول وستستأنف المعركة بين أفجنرز وثانوس في جزئين مقبلين. يذكر أن «إنفينيتي وور» هو ثالث فيلم أفنجرز، ورقم 19 منذ إطلاق عالم مارفل السينمائي عام 2008. 76 شخصية رئيسة ومساندة، يضمها الفيلم، الذي استغرق إعداده 10 سنوات. وضع الشقيقان روسو حدوداً غير ضرورية لنفسيهما في هذا الفيلم بدل الإبداع في توظيف الكاميرا. |
ما يحاول الشقيقان جو وآنثوني روسو تحقيقه (أخرجا أجمل فيلمين من عالم مارفل: كابتن أميركا: جندي الشتاء 2014، وحرب أهلية 2016)، هو سابقة في مجال أفلام القصص المصورة (كومكس). سنناقش مدى تمكنهما من تحقيق الهدف لاحقاً، لكن المهم هو أن الفيلم جيد رغم كل عيوبه.
القصة عن مخلوق شرير يعيش بين المجرات، يُدعى ثانوس (جوش برولين في أداء رهيب بالنسبة لشرير قصص مصورة)، وجيشه من المحاربين على شكل أقزام قبيحة تتنقل من مجرة إلى أخرى تعذب وتقتل كل ما يعترض طريقها، وهدفها الحصول على أحجار اللانهاية الستة، وتركيبها على قفاز ثانوس الضخم، وبالتالي منحه القدرة على امتلاك الكون.
بل سيكون بمقدوره تحقيق حلمه بالقضاء على نصف البشرية، والحفاظ على مصادر الأرض الطبيعية، وإعادة الأمور إلى نصابها من وجهة نظره. العقبة الوحيدة في طريقه هو فريق «أفنجرز» بقيادة ثور (كريس هيمسوورث)، وبروس بانر «هَلْك» أو الرجل الأخضر (مارك روفالو)، وناتاشا رومانوف «بلاك ويدو» (سكارليت جوهانسون)، وستيف روجرز «كابتن أميركا» (كريس إيفانز) والبقية. إضافة إلى كل الشخصيات التي ظهرت في فيلم «بلاك بانثر» وكل شخصيات عالمGuardians of The Galaxy أو حرّاس المجرة، وآخرون.
توظيف النبرة النكدية
تمكن الشقيقان روسو بمعاونة كتاب السيناريو ومئات فنيي المؤثرات الخاصة وكتيبة الممثلين بصعوبة بالغة وواضحة على الشاشة من إبقاء الفيلم متماسكاً. هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها الشقيقان إلى توظيف الميلودراما (النبرة النكدية) في أفلامهم تحت مظلة «مارفل سينماتيك يونيفيرس». نجاح توظيف الميلودراما سببه أن القصة تراجيديا تضع الأبطال في مأزق عميق، وظروف ظلامية قاتمة.
وفي ظل ذلك، من الحتمي موت شخصيات، فإذا شعرت بأنك خرجت من الفيلم مكتئباً ولست مبتهجاً، فذلك يعني أن «إنفينيتي وور» أدى غرضه بالشكل الصحيح. بالضبط مثل فيلم «لوغان».
هناك مكامن عدة للخلل، أولها كثرة الشخصيات، وهنا للمرة الأولى المشكلة ليست أننا نضيع بين الشخصيات لعدم قدرتنا على تمييزها، بل العكس نحن نميز الشخصيات بشكل جيد لأنها معروفة جداً، سواء من خلال القصص المصورة أو سينمائياً، لكن المشكلة هي أن الفيلم غير قادر على إعطاء بعضها المساحة الكافية زمنياً من جهة، وغير قادر على وضع الشخصيات المتناسبة مع بعضها بعضاً من جهة أخرى.
هناك خلل في النبرة، سببه أن الشقيقين روسو أخرجا فيلمين من العالم الأول من مارفل (أفنجرز الذي تجري أحداثه على كوكب الأرض )، ولم يعملا على أفلام العالمين الثاني (حراس المجرة)، والثالث (عالم ثور)، هذا لو اعتبرنا أن ثور يعيش في مجرة بعيدة. الخلل سببه أن أفلام أفنجرز، خصوصاً «كابتن أميركا» اتسمت بالجدية الشديدة، إذ كانت أفلاماً سياسية بوليسية تخاطب الكبار، بينما أفلام حراس المجرة هزلية، ولا تأخذ نفسها بجدية، وليس كل شخص قادر على مشاهدتها، والأمر نفسه ينسحب على فيلم ثور الأخير الذي جاء هزلياً جداً.
هل نهتم؟
طبيعة القصة في «إنفينيتي وور» تتطلب أخذها بجدية تامة، لأنه لو تمكن ثانوس من الحصول على الأحجار فسينتهي عالم أفنجرز، لكننا نجد شخصيات حراس المجرة يلقون نكاتاً كأن الأمر لا يعنيهم، وتالياً نحتار - نحن الجمهور - ونتساءل: هل نهتم؟
هذه الحالة من الهزلية التي استمرت حتى بعد منتصف الفيلم قوضت قتامة الفيلم الضرورية، والقتامة هنا منطقة جديدة وجريئة بالنسبة لعالم مارفل السينمائي عملت على تجنبها سابقاً. القتامة صنعها كريستوفر نولان لأول مرة في أفلام أبطال خارقين «سوبر هيروز» في ثلاثية باتمان (2005-2012)، ولم يتمكن خليفته زاك سنايدر من المحافظة عليها بسبب رداءة نصوصه. رغم أن الشقيقين روسو يقتربان هنا كثيراً من مستوى أفلام نولان، لكن انعدام جرأتهما في اتخاذ قرار توحيد النبرة أعاق الفيلم جزئياً، بدل أن يأخذه إلى مرحلة تالية، ورفع سقف المنافسة أكثر على عالم «دي سي» منافس «مارفل». إضافة إلى أنهما لما يضيفا جديداً في ما يتعلق بإعادة تعريف صنف أفلام الأبطال الخارقين. «إنفينيتي وور» حالة استثنائية جداً لا يمكن أن يقارن بأي فيلم آخر، لكن طرحه متقارباً زمنياً مع «ثور: راغناروك»، الذي شاهدناه في نوفمبر الماضي، و«بلاك بانثر» في فبراير الماضي، سلب منه عاملاً مهماً، وهو أنه ظهر وكأنه لا يقدم جديداً سوى من ناحية محاولة تجميع كل الشخصيات (باستثناء آنت مان وهوكي) في فيلم واحد، هذا معناه أن المؤثرات الخاصة التي اعتمد عليها الفيلم بنسبة 95% كانت عادية، أو ربما تشبعنا منها لأننا في المحصلة النهائية شاهدنا ثلاثة أفلام من عالم مارفل في أقل من ستة أشهر. الأمر نفسه ينسحب على نوع اللقطات التي تألف منها الفيلم، فهو بأكمله تقريباً مؤلف من نوعين: الأول شخصيات تدخل أماكن وتخرج منها وهي تتحدث. والثاني مشاهد قتال تمزح الشخصيات خلالها مع بعضها بعضاً، وتتجنب كل ما يسقط أو يأتي باتجاهها، وهذان النوعان يتكرران طوال الساعتين والنصف ساعة تقريباً، يعني لو أردت الخروج لاستخدام الهاتف، أو لأخذ استراحة قصيرة فلن يفوتك أي شيء!
بكلمات أخرى، وضع الشقيقان روسو حدوداً غير ضرورية لنفسيهما في هذا الفيلم بدل الإبداع في توظيف الكاميرا. لكن تبقى نقطة واحدة غير متناسقة مع أجواء الفيلم القاتمة، وهي عندما تكون نصف الأرض مهددة بالفناء، تكون الشخصيات إما تنتقد بعضها (إيرون مان وسبايدر مان ود. سترينج)، أو تلقي نكاتاً (حراس المجرة)، أو تفعل حركات تهريجية (هلك).. وهذا كله تكرار من أفلام «مارفل» السابقة.
وضع آيرون مان (روبرت داوني جي آر) وبيتر باركر «سبايدر مان» (توم هولاند) وبيتر كويل «ستار لورد» (كريس برات) مع بعضهم في فريق واحد لم يكن مناسباً كل الوقت، إذ إن الثلاثة شخصيتهم واحدة تقريباً، ويتميزون بالتذاكي على الغير، وكأن الثلاثة نسخة كربونية من بعضهم بعضاً.
الفيلم لا يعطي كابتن أميركا، الذي تخلى عن درعه (راجع أحداث فيلم حرب أهلية) ما يستحقه من مشاهد، وهو لا يقل عن آيرون مان، كما يظلم باكي (سباستيان ستان) بعدم إعطائه شيئاً يستحق الظهور به على الشاشة، ويحصر بلاك بانثر في مشهد المعركة على حدود مملكته.