«فيرست مان» يفتتح دورته الجديدة
«فينيسيا السينمائي».. ينطلق من الفضاء إلى «مطبخ آرمسترونغ»
انطلقت فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي بعرض فيلم «فيرست مان» (First Man)، الذي يقوم ببطولته الممثل رايان جوسلينغ، الذي يجسد شخصية رائد الفضاء نيل آرمسترونغ. ويعد فيلم «فيرست مان» للمخرج داميان تشازيل، مخرج فيلم «لا لا لاند»، ضمن 21 فيلماً تنافس على جائزة الأسد الذهبي. ويبدو أن هذا الفيلم سينافس أيضاً على جائزة أوسكار العام المقبل.
وفي عرض مسبق للصحافة قبل العرض الأول للفيلم، بحضور عدد كبير من النجوم، قوبل الفيلم بترحيب إيجابي، ولكن ليس مذهلاً. وقال جوسلينغ في مؤتمر صحافي، إن آرمسترونغ «لم ينظر إلى نفسه على أنه بطل أميركي، وأردنا أن يفي الفيلم بالطريقة التي قدم بها نيل نفسه».
وكان نيل آرمسترونغ أول من يطأ بقدمه سطح القمر، في لحظة تاريخية أحياها الممثل الكندي رايان جوسلينغ في الفيلم. لكن المخرج داميان تشازيل، مخرج فيلم «لا لا لاند»، الحائز جائزة أوسكار، نقل المشاهد إلى أعماق أبعد من هذه اللحظة الملحمية، التي قال فيها آرمسترونغ «هذه خطوة واحدة صغيرة لرجل، لكنها قفزة عملاقة للبشرية»، عندما حاول أن يكشف عن شعور المرء حين يترك العالم خلفه، وهو يعرف أنه ربما لا يعود.
تبدأ أحداث الفيلم في عام 1961، والولايات المتحدة تسعى لتلحق بالاتحاد السوفييتي في سباق الفضاء، وتنتهي مع الهبوط على سطح القمر عام 1969. وبين البداية والنهاية يتناول الفيلم الكثير من الأزمات الشخصية والمهنية.
وقال تشازيل «إنها قصة عبقرية عالقة بين القمر وحوض مطبخ بيت آرمسترونغ».
عند حوض المطبخ تقف جانيت، زوجة آرمسترونغ، التي تلعب دورها الممثلة كلير فوي، وتقول لصديقتها إنها تزوجت من مهندس طيران «لأني أردت حياة طبيعية»، لكنها وجدت نفسها ترعى أسرة في ظروف غير طبيعية.
وتتعارض بشدة بساطة تفاصيل الحياة الدنيوية مع جسامة مهمة الفضاء.
فآرمسترونغ يتلقى نبأ اختياره على رأس فريق مهمة (أبولو 11)، وهو في مرحاض العمل. وحينما يبلغ ابنه بأنه ذاهب إلى القمر، يسأله الابن إن كان بإمكانه أن يلعب في الحديقة.
وفي حين خلب فيلم «الجاذبية» (غرافيتي)، الحائز جائزة أوسكار، والذي عرض في افتتاح المهرجان عام 2013، لب المشاهدين بجمال السباحة في الفضاء فوق الأرض، يحصر «الرجل الأول» المشاهد في كبسولة ضيّقة يلقي من داخلها آرمسترونغ بنظرات خاطفة على القمر من آن لآخر، بينما يستعد للهبوط، وهي مشاهد تعمّد تشازيل أن تكون خانقة ومضطربة.
وقال للصحافيين «الفضاء في الأغلب الأعم هو هذا النوع من الخواء الأسود، وأنت تسافر تبحث عن أشياء أو عن مناطق للهبوط في هذا الاتساع، الذي هو في الغالب سديم كامل، ثم علاوة على ذلك أنت في هذا النوع من العلب المعدنية الطائرة، لذا فإن كل شيء يبدو لي مرعباً ومدهشاً.. لذا أردت أن أصوّر هذا».
وظهرت الممثلة البريطانية فانيسا ريدغريف، (81 عاماً)، في حفل افتتاح المهرجان للحصول على جائزة عن مجمل أعمالها.
ويشهد المهرجان الذي تستمر فعالياته لمدة 11 يوماً، عرض أحدث أفلام المخرجين الأخوين جويل وإثيان كوهين «ذا بالاد أوف بستر سروجز».
ومن ضمن الأفلام التي تتنافس على جوائز المهرجان فيلم «روما» للمخرج المكسيكي الفونسو كوارون، وفيلم «سوسبيريا» للمخرج لوكا جواداجنينو، وهو إعادة لفيلم الرعب الذي صدر في السبعينات.
يشار إلى أن جميع الأعمال التي تتنافس على جائزة الأسد الذهبي لمخرجين رجال، ما عدا فيلم «ذا نايتنجيل» للمخرجة جينفر كينت، وقد تعرض منظمو المهرجان للانتقاد لعدم التوازن بين الجنسين.
ومن أبرز الأفلام التي ينتظر عرضها خارج نطاق المنافسة فيلم «آي ستار إذ بورن»، الذي يعد أول تجربة إخراج للممثل برادلي كوبر، حيث يقوم أيضاً بدور البطولة بجانب المغنية ليدي غاغا.
ويعتبر المهرجان من أقدم المهرجانات السينمائية في العالم، وقد أطلق في الأعوام السابق أفلاماً تمكنت من الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم، مثل فيلم «ذا شيب أوف ووتر» عام 2017.
وكان فيلم «ذا شيب أوف ووتر» قد حاز جائزة الأسد الذهبي العام الماضي، ويترأس مخرجه جييرمو ديل تورو، هيئة حكام مهرجان فينيسيا لهذا العام. ومن المقرر تسليم جوائز المهرجان في الثامن من سبتمبر الجاري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news