«122» صناعة جديدة في السينما المصرية قوامها الرعب
استضافت «فوكس سينما» في «مول الإمارات»، أول من أمس، أبطال فيلم «122»، الذي صنّف بكونه أول فيلم رعب مصري، حيث حضروا العرض الأول للفيلم في دبي، الذي انطلق عرضه منذ أسبوع في مصر. وعلى الرغم من كون «اللوغو» الخاص بالفيلم يحمل دلالة كلمة «أحبك» بلغة الإشارة، فإنه لا يشي بشيء من الرومانسية، بل يحمل رؤية جديدة في التشويق، ويسانده في هذه الرؤية الرعب النفسي، لينجح في نقل المشاهد إلى صناعة جديدة في السينما المصرية.
يبدأ الفيلم بقصة حب بين (نصر) ويلعب دوره الممثل أحمد داوود، مع (أمنية) الفتاة التي تعاني الصم، وتلعب دورها أمينة خليل، اللذان يبحثان عن حل لتأمين مبلغ من المال كي يتزوجها رسمياً أمام أهلها، لأنها متزوجة وحامل منه سراً. يختار (نصر) الطريق السهل في الحصول على المال، من خلال صفقة مخدرات، فيتعرّضان لحادث على الطريق، ويتم نقل المصابين الى المستشفى، باستثناء (نصر) الذي يظن الطبيب أنه ميت، فينقله إلى المشرحة، حيث الطبيب (نبيل) ويلعب دوره طارق لطفي، يتاجر بأعضاء البشر. تبدأ أحداث الرعب بالتصاعد في المشرحة حين يكتشف (نصر) أمر الطبيب، ويحاول الهرب، فيبدأ الطبيب بملاحقته للتخلص منه. الملاحقة التي يقوم بها الطبيب (نبيل) يتخللها الكثير من الجرائم التي يرتكبها في سبيل التخلص من (نصر) الشاهد على جريمته بالمتاجرة في الأعضاء.
كثيرة هي المشاهد العنيفة التي يحملها الفيلم، كما أن الموسيقى التصويرية تسهم في زيادة جرعة الرعب، ورفع مستوى الإثارة، لتكون التجربة متكاملة ومتميزة في الفيلم المصور بتقنية «4 دي إكس». دماء كثيرة، أعضاء بشرية، عنف وضرب مبرح، وجرائم قتل بأشكال مختلفة، منها الطعن والرصاص أو الشنق، كلها مشاهد قاسية ترافق المشاهد من أول الفيلم حتى نهايته، التي ينتصر فيها الخير على الشر، ويتمكن (نصر) من قتل الطبيب، وينقذ زوجته من بين يديه، ليعودا إلى بلدهما ومعهما حقيبة الطبيب التي يكتشفان بداخلها كل أمواله.
وعن دوره في الفيلم قال طارق لطفي، لـ«الإمارات اليوم»: «الدور الذي ألعبه يبين كيف اختار الطبيب (نبيل)، وبسبب أحداث عدة في حياته أن يكون شخصاً سيئاً، والتحديات التي رافقت التصوير تكمن في كون توقيت التصوير كان من الخامسة عصراً إلى الخامسة صباحاً، وفي أحد الأيام واصلنا التصوير لمدة 26 ساعة، كما أننا صورنا الفيلم في يناير وكانت الأجواء باردة، فيما نحن نرتدي الملابس الصيفية الخفيفة». ولفت إلى أن «ما يميز الفيلم عن غيره، كونه مختلف تماماً ولم تقدم السينما المصرية مثله قبل ذلك، وحتى تجارب التشويق التي قدمت وكانت مشابهة كانت متواضعة جداً». المنتج ومؤلف الموسيقى التصويرية، سيف عريبي، لفت إلى أنه كان يعمل على قصة فيلم آخر، حين قال له الكاتب عن قصة فيلم «122»، وتحمس مع المخرج ياسر الياسري لإنتاج الفيلم. وعن الموسيقى الخاصة بالفيلم، قال إن «الفيلم يحمل أكثر من مزاج، ففيه الرعب والخوف والقتل والحب، فكانت الموسيقى الخاصة به متعبة جداً، لاسيما أنها ترافق المَشاهد كلها باستثناء ما يقارب 10 دقائق من الفيلم كانت خالية من الموسيقى». وأكد عريبي، أنه استغرق خمسة أشهر في تأليف موسيقى الفيلم، «فالموسيقى هي التي تجعل المشاهد يعيش الحالة».
الممثلة أمينة خليل، قالت عن دورها في الفيلم: «ألعب دور فتاة خفيفة السمع وتتحدث بلغة الإشارة، وتحب زوجها كثيراً، وتتعرّض لمواقف صعبة جداً في أحداث الفيلم، ويعدّ الدور من أصعب الأدوار التي قدمتها، فهو يحتاج مني إلىكثير من التركيز والجهد، كممثلة، كي أفهم الممثل الذي أمامي». ولفتت إلى أنها عندما تلعب الدور تعيش الحالة تماماً، وهذا ما يجعلها تنجح في تقديم الدور، وتتقمصه حتى وهي في كواليس الفيلم.
وعن تجربتها في الرعب، لفتت إلى أن «الجمهور يتقبلها من السينما الغربية، وبالتالي لابد من تقبلها عربياً، وهذا سيشجع على تقديم أفلام التشويق».
بينما قدم المخرج ياسر الياسري، الفيلم بقوله: «هذا الفيلم مختلف عن تجارب كثيرة، فهو من أول أفلام الرعب النفسي في العالم العربي، وتجربة مختلفة تحمل كثيراً من التحديات»، متأملاً أن يستكمل الفيلم سلسلة النجاحات في مصر والعالم العربي. موضحاً أنه «استخدم الكثير من التأثيرات في الصورة الإخراجية، كما أن الصوت نفذ في هوليوود، لتقديم مشاهدة ممتعة».
9 ملايين جنيه في 6 أيام
فيلم «122» من إنتاج سيف عريبي، وتأليف صلاح الجهيني. أما البطولة فهي لطارق لطفي وأمينة خليل وأحمد داوود وأحمد الفيشاوي ومحمد ممدوح. صنّف الفيلم بكونه أول فيلم رعب مصري، لما يحمله من إثارة وتشويق، إلى جانب كونه يعرض بتقنية «4 دي إكس». وحقق الفيلم إيرادات عالية في مصر وصلت الى تسعة ملايين جنيه في غضون ستة أيام، أي ما يقارب نحو مليوني درهم. كما تعرّض الفيلم عند بداية عرضه إلى حملة من المدافعين عن حقوق الحيوان، حيث تم نشر خبر عن استخدامهم دماء الحيوانات في الفيلم، الأمر الذي تم الرد عليه ونفيه من قبل الممثلين في مرحلة لاحقة.