«آفنجرز: النتيجة النهائية».. أكبر ملحمة سوبر هيرو في تاريخ السينما
بعد 11 عاماً من تقديم آيرون مان عالم مارفيل السينمائي إلى رواد السينما، يأتي فيلم Avengers: Endgame «آفنجرز: النتيجة النهائية»، وهو رابع فيلم يحمل اسم آفنجرز في عنوانه، ليضع نهاية هذه السلسلة من السوبر هيرو. بالتأكيد عالم مارفيل سيستمر، لكن بعد هذه السلسلة الصاخبة التي ختمت ملحمة الصخب المستمرة منذ بداية العقد، فإن هذا العالم لن يكون كما هو.
لن نستخدم كلمة نهاية لأن المنطق والطبيعة البشرية يحتمان الاستمرار في إنتاج هذه الأفلام، وبطريقة ما ستجد «ديزني» وسيلة لإعادة إحيائها أو إطلاقها بحلّة جديدة، خصوصاً أن كل فيلم من السلسلة درَّ عليها أكثر من مليار دولار. بإمكاننا القول إنها حقيقة حياة أن على عشاق السلسلة تفهم أن لكل شيء نهاية محتومة، قبل أن يجلسوا في مقاعدهم، والخوض في تجربة الثلاث ساعات التي يقدمها هذا الفيلم.
قبل الشروع في التصوير، لم تكن هناك نية أن يخرج «إنفنيتي وور» كفيلم واحد، بل نظرت إليه ديزني كجزء أول من مغامرة ملحمية ستنتهي مع «إنفنيتي وور 2»، الذي غيرت عنوانه لاحقاً. لو نظرنا إلى ذلك الفيلم وحده فإن «إنفنيتي وور» كان فيلماً جريئاً بمقاييس عالم مارفيل السينمائي، فهو وظّف كتيبة أبطال خارقين من سلسلتين (آفنجرز وحراس المجرة)، ووضعهم في أرض المعركة ضد ثانوس.
وثانياً شهد ذلك الفيلم هزيمة نكراء لهؤلاء الأبطال، وبشكل حاسم تمثل في اختفاء (ولن نقول موت) بلاك بانثر والساحرة سكارليت، وستار لورد وسبايدر مان ودكتور سترينج وغيرهم. هؤلاء لم يقتلوا بل انتهوا من الوجود بفرقعة أصابع وكأنهم لم يكونوا. ولم تحدث تلك النهاية الظلامية قط إلا في سلسلة باتمان فارس الظلام (2005-2012). طرحت مارفيل فيلمين بعد «إنفنيتي وور»، وهما الجزء الثاني من «رجل النملة» و«كابتن مارفيل»، لكنهما لم يضيفا جديداً. عهدت ديزني بالحمل الثقيل إلى أفضل مخرجين لديها، هما الأخوان جو وآنثوني روسو، وما فعلاه هو تصوير الفيلمين الثالث والرابع معاً.
طرح الثالث بمجرد اكتمال مؤثراته الخاصة، مع الحرص على توظيف الكاتبين نفسيهما (كرستوفر ماركوس وستيفن مكفيلي) لضمان سلاسة استمرارية النص، وتوظيف المصور نفسه (ترنت أوبالوك) لضمان تتابع شكل اللقطات، وتوظيف الموسيقار نفسه (ألان سلفستري) لضمان ثبات الإيقاع الموسيقي.
لمقارنة الفيلمين، فإننا نجد الثالث أو السابق قوياً نصاً وأعمق تأثيراً، لكنه مشتت قليلاً بسبب تضخمه نظراً إلى كثرة الشخصيات. لم يكن هناك شيء في «النتيجة النهائية» يوازن صدمة فرقعة ثانوس إصبعيه. هذا الفيلم في المقابل مُركز أكثر بفضل ثانوس! وهو الذي عندما فرقع إصبعيه اختفى الأبطال المذكورين أعلاه، ما ترك هذا الفيلم مع عدد محدود من الشخصيات، وأصبح أسهل في الفهم والمتابعة وحتى الحوارات، وبالطبع يضع النهايات المناسبة للقصص.
يبدأ الفيلم بعد ثلاثة أسابيع من نهاية أحداث الفيلم السابق بلقطة تأثر هوكي (جريمي رينر) بفرقعة أصابع ثانوس. ثم نرى الناجين من أحداث الفيلم السابق، آيرون مان (روبرت داوني) ونيبيولا (كيرين جيلان) قد هربا من كارثة الفرقعة واختبآ في عمق الفضاء.
الرجل النملة (بول رود) يتحرر من العالم الكمي الذي علق فيه نتيجة الفرقعة، والبقية هم كابتن أميركا (كريس إيفانز) وبلاك ويدو (سكارليت يوهانسن) وبروس بانر (مارك روفالو) وآلة الحرب (دون تشيدل) وثور (كريس هيمسوورث)، يحاولون التعايش مع حالة الذنب الناتجة عن إخفاقهم في المعركة ضد ثانوس.
خطتهم التالية هي تحديد موقع ثانوس، واسترجاع أحجار الأبدية منه، وإعادة الواقع كما كان. هنا تنضم العضو الجديد، كابتن مارفيل (بري لارسن)، وتعرض مهاراتها القتالية للمساعدة. لن نخوض أكثر في تفاصيل القصة، ولو كشفنا المزيد لفسدت التجربة حتماً لمن أراد استكشافه.
يعاني الفيلم مشكلة في التوازن لأنه طويل جداً، وهو الأطول في عالم مارفيل السينمائي، فهو بعد بداية قوية يصبح بطيئاً يجرجر قدميه في جزئية المنتصف، خصوصاً من الدقيقة 90 و حتى 15 دقيقة بعد اكتمال الساعة الثانية، إلى درجة الشعور بالنعاس!
المشكلة ليست في مشاهد الدراما فهي مؤداة بشكل جيد، لكنها في مشاهد تقسيم «آفنجرز» أنفسهم إلى فرق لاسترجاع أحجار الأبدية، وكل فريق ينفذ مغامرة، فبعضها ممتع وبعضها جيد، لكن بعضها يبدو حشواً ومبتذلاً إلى درجة لا تطاق (مشهد هوكي والساحرة سكارليت مثلاً، وثور مع والدته).
هناك أيضاً مشكلة في شخصية كابتن مارفيل التي ظهرت مغرورة كما شاهدناها في فيلمها الأصلي، الشهر الماضي. الغرور إجمالاً صفة موجودة لدى هذه الشخصيات، وكلنا نتذكر غرور آيرون مان في بداياته قبل أن تؤدبه تجارب الحياة وتشربه من كأس الذل الذي جعله متواضعاً. غرور كابتن مارفيل لم يكن متناسباً مع تواضع كل الشخصيات في هذا الفيلم وغير متماش مع النبرة العامة المتسقة مع الحالة النفسية الموحدة للجميع، إزاء خطورة الموقف الماثل أمامهم.
أفضل مشهد في الفيلم المعركة الملحمية بين آفنجرز وثانوس، التي ظهر فيها أعضاء الفريق بشكل متساوٍ دون طغيان أحد على الآخر، والتي أخرجت بشكل ممتاز حتى من ناحية المؤثرات الخاصة. هذا ملك أفلام سوبر هيرو، وسيدخل التاريخ من بوابة أكبر ملحمة سوبر هيرو في تاريخ السينما.
لا توجد مشاهد مخبأة في وسط أو نهاية تتر الفيلم كما عودتنا مارفيل، لكنها استعارت من ستار تريك السادس «ذا أنديسكفرد كنتري»، حيث إن هذا الأخير ودع طاقم الممثلين بتكريمهم بوضع تواقيعهم بجانب أسمائهم وصورهم، وهنا يحدث الشيء نفسه، رغم أننا نعلم أن بعض الشخصيات ستعود في أفلامها المستقلة، مثل بلاك بانثر وكابتن مارفيل. يذكر أن «آفنجرز: النتيجة النهائية» هو الفيلم 22 في عالم مارفيل السينمائي، وهو ضمن المرحلة الثالثة (2016-2019) من خطة المنتج الأسطوري كيفن فايغي، التي ستختتم بفيلم «سبايدر مان: بعيداً عن الوطن» هذا الصيف.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.
بطريقة ما ستجد «ديزني» وسيلة لإعادة إنتاج هذه الأفلام، خصوصاً أن كل فيلم من السلسلة درَّ عليها أكثر من مليار دولار.
الفيلم يعاني مشكلة أنه الأطول في عالم مارفيل السينمائي، فهو بعد بداية قوية يصبح بطيئاً يجرجر قدميه منذ الدقيقة 90 إلى درجة الشعور بالنعاس!