صناع أفلام خليجيون: «العين السينمائي» بيت لنا

عبّر صنّاع أفلام من دول الخليج العربي عن سعادتهم بانطلاق مهرجان العين السينمائي، مؤكدين أن المهرجان من دورته الأولى يمتلك هوية خاصة به، تتمثل في التركيز على صناع الأفلام والفنانين المحليين والخليجيين، معربين عن أملهم في أن يحافظ على هذا الطابع، ولا يسعى للتوسع أو التوجه للبحث عن صبغة عالمية له، ليظل «بيت الخليجيين السينمائي».

وأشار الناقد والصحافي البحريني، طارق البحار، إلى أن أهمية المهرجان تنبع من أنه بدأ متقدماً في تنظيمه، وفي مستوى الضيوف والأفلام المعروضة، مرجعاً ذلك إلى أن مدير المهرجان والقائمين عليه من صناعة السينما، فهم مخرجون ومنتجون أيضاً، وهذا هو الطريق الصحيح، فعلي سبيل المثال، استطاع مهرجان القاهرة أن يخطو خطوات كبيرة في دورته الأخيرة، لوجود مخرج شاب هو محمد حفظي مديراً له، مع أهمية الاستفادة من خبرات الكبار.

وأكد البحار على أهمية المهرجانات السينمائية الخليجية، «فالفيلم الخليجي يشعر بأنه غريب في المهرجانات الكبرى». مشيراً إلى أن أهم ما يميز المهرجان الألفة التي تغلب عليه، وما يتيحه للمخرجين الخليجيين من فرصة للقاء وتبادل الخبرات، بما يجعله «بيت المخرجين الخليجيين».

أهمية متزايدة

وأشار الكاتب والمخرج البحريني، سلمان يوسف، الذي يشارك في المهرجان بفيلم «عبور»، إلى أهمية إطلاق مهرجان العين في هذه الفترة، بعد توقف مهرجانات عدة ومنصات لعرض الأفلام في الخليج في العامين الأخيرين، وبالتالي أصبح صناع الأفلام يفتقدون مناسبات للتجمع فيها، واتجهوا نحو المهرجانات العربية أو الخارجية لعرض أعمالهم والالتقاء ببعضهم هناك.

وأضاف: «من المهم جداً أن يكون في الخليج مهرجان يجمعنا بعد توقف معظم المهرجانات الأخرى، ولذلك يأتي مهرجان العين السينمائي ليسد فجوة كبيرة في المشهد السينمائي، ويعطينا فرصة لنتلاقى ونشاهد أفلامنا، ونتناقش ونتبادل الخبرات، خصوصاً أن الأفلام القصيرة ليست لديها منصات عرض أخرى، ومن الجيد أن أصبح الآن لدينا مهرجان العين، ومهرجان مسقط الذي يقام كل عامين، ونتمنى زيادة هذه المهرجانات». معرباً عن أمله في أن يستمر المهرجان على النهج نفسه، ويحافظ على هويته المحلية والخليجية.

دعم طاقات الشباب

وأعرب الممثل والإعلامي البحريني، حسن محمد، عن سعادته بالوجود في المهرجان، مشيراً إلى أنه ليس غريباً على دولة الإمارات دعم الطاقات الشبابية، «والأجمل أن القائمين على المهرجان كل منهم لديه جذور في صناعة السينما، وهذا دافع قوي لهم ليقدموا كل ما لديهم لإنجاح هذا المهرجان».

وأضاف: «نرى في المهرجان توليفة وموزاييك من الشباب الموجودين، ونتعرف إلى بعض، ونشاهد أعمالنا، ونتعلم من بعضنا، ليكتسب كل منا خبرة أكبر، وكذلك فرصة للتعرف إلى مدينة العين ودولة الإمارات». معرباً عن أمنيته في أن يخلق المهرجان حالة من العدوى في بقية الدول في الخليج.

مهرجانات المدن

وأشاد المنتج والمخرج السعودي الشاب، فهمي فرحات، الذي يشارك في المهرجان بفيلم «قوانين اللعبة»، باختيار إقامة المهرجان في مدينة العين التي لم يكن يعرفها، وفوجئ بها وبما تتسم به من هدوء وجمال عندما حضر إليها، معتبراً أن المهرجانات لا يجب بالضرورة أن تقام في العواصم أو المدن السياحية الكبرى، فهناك مهرجانات مهمة تقام في قرى ومدن صغيرة، مثل مهرجان صاندانس الأميركي، كما أن التنوع مطلوب ومهم في المهرجانات والأفلام التي تقدم.

وقال: «أي مهرجان يقام في المنطقة يلعب دوراً مهماً لحركة السينما، ففي فترة ماضية كان لدينا عدد كبير من المهرجانات، وفجأة اختفت كلها، وهو ما أشعرنا بأن جزءاً مهماً من حياتنا كمحبين للسينما والأفلام سيختفي من حياتنا، وصرنا نعتمد على المهرجانات العالمية والإقليمية، ورغم أهمية مثل هذه المشاركات، إلا أننا أحياناً لا نستطيع أن نحضر عروض أفلامنا، بينما يكتسب العرض وسط جمهورنا الخليجي والعربي، ومع زملاء لنا، طعماً وجمالاً خاصاً».

ثقافة السينما

وأشار فرحات إلى أن صناعة الأفلام السعودية مستمرة منذ ما يقرب من 30 سنة ولم تتوقف، رغم عدم وجود دور عرض ومنصات عروض لأفلام، وهو ما يشير إلى أن ارتباط صناعة السينما بوجود دور عرض أو مؤسسات أكاديمية ليس ضرورياً، خصوصاً الآن، في ظل وجود تقنيات ومنصات حديثة لعرض العمل الفني، مثل «يوتيوب»، وفي النهاية نجد أن الفنان يكمل طريقه رغم كل شيء، والمتذمر يتذمر، حتى لو توافرت له الإمكانات. معتبراً أن السماح بافتتاح سينما في السعودية أعطى شرعية لصناعة الأفلام، بما يشجع المستثمرين على المشاركة في الإنتاج الفني. وأضاف: «علينا أن ندرك أن وجود قاعات السينما وعرض الأفلام السعودية بها لن يحقق أرباحاً مادية لهذه الأفلام، وقد يكون عبئاً، لكن يظل الأمر مهماً ومطلوباً لنشر ثقافة السينما، وفي المستقبل سنرى الناتج الحقيقي». وعبّرت الممثلة سماح زيدان، المشاركة في الفيلم البحريني «عبور»، عن سعادتها بأن تكون جزءاً من الدورة الأولى للمهرجان، لأنه «بشرى خير».

الأكثر مشاركة