الجلسات النقاشية تتواصل مع نجوم ومتخصصين
«المرموم.. فيلم في الصحراء» يبحث عن حلول لتحديات السينما
تواصلت فعاليات النسخة الأولى من «المرموم.. فيلم في الصحراء»، المبادرة التي نظمتها هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) في منطقة المرموم، مع مجموعة من الجلسات النقاشية وعروض الأفلام.
وحلت المخرجة اللبنانية نادين لبكي، ضيفة على أولى جلسات اليوم الثاني، لتناقش آليات عملها وأسلوبها في الإخراج، وتستعرض حكايتها مع السينما من بداياتها إلى فيلمها الأخير. فيما ناقشت الجلسة الثانية عناوين ترتبط بصناعة الأفلام الإماراتية، وكيف يمكن أن تجعل الصناعة السينمائية من دبي وجهة سياحية.
أما اليوم الثاني من المهرجان الذي انطلق مساء الأربعاء الماضي ويهدف إلى دعم قطاع الأفلام الناشئة في دبي، فناقش قضايا ترتبط بمعوقات الفيلم الإماراتي، واستضافت الجلسات المخرج حاتم علي، والفنان حبيب غلوم، والفنانة ميساء مغربي، وعدداً من المتخصصين والفنانين.
قضايا مؤرقة
استعرضت نادين لبكي في جلسة خاصة تجربتها وطريقتها في الإخراج، مشيرة إلى أنها حين بدأت العمل كانت تسعى إلى رصد الأثر الذي يتركه الفن على المشاعر والناس، واستخدمت أدواتها للتحدث عن قضايا كانت تؤرقها.
وأضافت أن صناعة الأفلام أمر مرهق، خصوصاً في لبنان «فالعمل على الفيلم أشبه بالمعركة»، لافتة إلى أن أفلامها تنطلق من الأرق حول موضوع أو حالة معينة تعيشها، وبعدها يتحول الهوس بهذه الحالة إلى أرض الواقع، موضحة أنها لا تحب العمل المنفرد، فهي محاطة بكثيرين من الأصدقاء الذين يدعمونها في تقديم الأفكار والنقاشات، إذ لا تعمل بطريقة عفوية كما وصفتها.
العملية التي تتعلق بصناعة الفيلم لدى نادين لبكي طويلة جداً، فهناك كثير من النقاشات التي تسبق مرحلة الكتابة، إلى جانب مشاركة الأفكار، مؤكدة أن البحث كان مهماً جداً في فيلمها الأخير «كفرناحوم»، إذ أمضت وقتاً طويلاً في الأماكن العشوائية والسجون ومع الناس في الشارع، فذلك عملية عضوية يتولد من خلالها الفيلم.
وذكرت أنها واجهت تحديات بالجملة في فيلمها الأخير «فلقد عملت مع أشخاص عاديين ليسوا من عالم التمثيل، وعرضت قصة حياة حقيقية، واستغرق التصوير ما يقارب 500 ساعة، بالإضافة إلى أن الإنتاج لم يكن سهلاً، فقد رهن زوجي المنزل إلى أن وجدنا الجهة الممولة والمنتجة» للفيلم.
تطوير المواهب
من ناحيته، حل رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، جمال الشريف، ضيفاً على جلسة في مهرجان «المرموم.. فيلم في الصحراء»، عن الحركة في قطاع السينما في الإمارات.
وأكد الشريف أن طفرة «الفن السابع» مستمرة في الإمارات، وهناك أفلام كثيرة تعرض في دور السينما، وفي منصات أخرى، ولكنها لم تصل إلى مرحلة العالمية، مشيراً إلى العمل على تطوير المواهب في الإمارات ووجود مجموعة برامج تدعم صناع السينما منها «ان 5» الهادف لتطوير مهارة المنتجين العرب في الإمارات من المواطنين والمقيمين. ونوّه بأن نخبة من المخرجين في دبي بدأت بأفلام صغيرة وقد كبرت التجارب، معتبراً أن المشكلة الحقيقية تكمن في شح بالنصوص، فهناك كتاب إماراتيون لكن الطرح يتطلب جرأة. ورأى أن الخيار بين المردود الفني والمادي هو المهم في تحديد التوجه في الإنتاج أو الوصول للعالمية «والمحتوى الجيد هو الذي يوصل الأفلام إلى المهرجانات السينمائية العالمية، ومنصات العرض المختلفة».
من جهته، قال المدير التنفيذي للعمليات في لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني سعيد الجناحي، إن المشكلة الأساسية تكمن في نقص النصوص السينمائية الإماراتية. وأوضح أنه يتسلم العديد من النصوص سنوياً، وتتم الموافقة عليها من المجلس الوطني للإعلام الذي يدعم صناع المحتوى، ويساعد على دعم النص.أما المدير التنفيذي في دائرة السياحة والتسويق عصام كاظم، فأشار إلى أن هناك عملاً دائماً على جذب الأفلام من حول العالم، والممثلين الكبار والبرامج التلفزيونية، نظراً لدورها في جذب السياح. وأضاف لـ«الإمارات اليوم» أن تسهيل التصوير في دبي يبرز صورة المدينة، ومناطق جديدة لا يعرفها كثيرون، وكذلك المرافق السياحية، مشيراً إلى أنه حين يتواصل أي مخرج معهم في الدائرة، فإنهم يقدمون تسهيلات تتلاءم مع الفكرة التي يريد عرضها.
حاتم علي: تظاهرة تناقش مسألة مهمة
جلسة عن المعوقات التي تواجه الشباب والمخرجين الناشئين في صناعة الفيلم، قدمها المخرج والممثل والكاتب السوري حاتم علي في اليوم الثالث من «المرموم.. أفلام في الصحراء».
وقال حاتم علي لـ«الإمارات اليوم»، إن هذا العنوان نفسه هو الذي يتمحور حوله معظم جلسات وورش عمل المبادرة التي لا يمكن إطلاق تسمية مهرجان عليها نظراً لعدم وجود الكثير من الأفلام، والسجادة الحمراء أو لجان التحكيم، وما إلى هنالك من مقومات المهرجانات السينمائية.
وأكد أن «المرموم» أقرب إلى جلسة على الطريقة العربية، وتحمل الأريحية في النقاشات مع صناع السينما والجمهور بطريقة بسيطة لمناقشة آليات دعم مشاريع الشباب.
ولفت حاتم علي إلى أن تحديات صناعة الفيلم لدى الشباب وآليات التمويل والدعم ووجود منصات العرض، هي موضوعات عادة تطرح على هامش مهرجانات السينما، بينما اليوم هي أساس النقاش على مدى الأيام الأربعة في مبادرة المرموم.
ورأى أن أهمية هذه التظاهرة تكمن في كونها تناقش مسألة في غاية الأهمية، فبعد 100 عام من هذه الصناعة مازلنا نخطو الخطوات الأولى لاسيما على الصعيد السينمائي، فالمنطقة تشهد تجارب كثيرة في ما يتعلق بالتلفزيون الذي أصبح «رواية العربي الحديث»، بينما السينما تتراجع فعالياتها الاجتماعية بسبب نقص الصالات والتحول في طقس الذهاب إلى السينما الذي لم يعد متجذراً في حياة العربي، كما أن الإنتاج محدود ببلدان لديها الكثافة السكانية والسوق القادرة على دعم الصناعة، ولهذا يصعب القول إنه لدينا صناعة سينما بل مبادرات، وهذه الجلسات مهمة كي يُنبي عليها في ما بعد.
- نخبة من المخرجين في دبي بدأت بأفلام صغيرة.
جمال الشريف:
نعمل على تطوير المواهب، وتوجد مجموعة برامج تدعم صناع السينما.
نادين لبكي:
صناعة الأفلام مرهقة، وزوجي رهن منزلنا إلى أن وجدنا منتجاً لفيلمي الأخير.
سعيد الجناحي:
المشكلة الأساسية تكمن في نقص النصوص السينمائية الإماراتية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news