بطلة «الفتوة» مي عمر: عشقت «ليل» منذ اللحظة الأولى
رغم تألقها في أعمال سينمائية فإن إطلالة الفنانة المصرية مي عمر الخاصة في مسلسل «الفتوة» في رمضان الماضي مع النجم ياسر جلال، كان له وقع خاص، إذ اعتبر نقاد ومشاهدون دور «ليل» نقلة في حياة الممثلة الشابة التي توجّه لها انتقادات أحياناً، إذ يرى البعض أن زوجها المخرج محمد سامي يفرضها على أعماله، وهو ما دفع مي هذا العام للابتعاد عن مسلسلات زوجها، مخرج مسلسل «البرنس» الذي «كسّر الدنيا»، على حد تعبيرها.
واعترفت مي في بداية حوارها مع «الإمارات اليوم» بأنها وقعت في حب هذا الدور والعمل ككل، إذ شعرت بأن مسلسل الفتوة مختلف جداً، وعمل ضخم غير كل المسلسلات، مضيفة: «أبرز ما جذبني للعمل هو أنه يدور في حقبة تاريخية أعتبرها مميزة، وكان لها طابع خاص، مثل شكل البيوت والملابس والأجواء والطباع والأخلاق والموسيقى، وقد أحببت الحدوتة والأشخاص والتسلسل و(الجدعنة) وقصص الحب والوفاء الموجودة في سياق العمل، وعشقت السيناريو بوجه عام خاصة أن الأحداث سريعة وثرية ومليئة بالأحاسيس، علاوة على وجود نوع مميز من التصاعد الدرامي والإنساني».
تتمنى مي العودة لهذا العصر الذي تدور فيه تلك الأحداث، فذلك من بين أحلامها المستحيلة، على حد تعبيرها: «منذ طفولتي تمنيت أن أكون مولودة في عصر قديم وطبعاً هذا حلم مستحيل لذلك (ما صدقت) أن عرض علي عمل تاريخي قديم فوافقت على الفور، وكنت أترك نفسي تماماً وأنا بداخل التصوير، وأشعر بأنني امرأة من عصر قديم وأستمتع بالمعنى الحرفي للكلمة».
مشاورات طويلة
تميزت شخصية ليل بشكل مختلف وملامح أداء ونفسية غير كل الشخصيات التي جسّدتها مي من قبل، إذ تشاورت كثيراً مع المخرج حسين المنباوي حول الشخصية، وهو الذي اقترح لها هذا الشكل من المكياج المميز وطول الشعر ورسم العيون الضخم وزيادة الكحل، لأن «ليل» شخصية مؤثرة وواضحة ورائعة الجمال وتأسر القلوب، لذلك يجب أن تكون ملامح ناطقة بالجاذبية ولافتة من الوهلة الأولى، كما أن ملامح الجمال في هذا الوقت الذي تجري فيه أحداث المسلسل كانت بهذا الشكل: العيون البارزة والشعر الطويل والألوان المميزة للملابس وكثرة الحلي الذهبية.
شبّه البعض مسلسل «الفتوة» بشكل أبطاله الشعبي القديم بأعمال أخرى في مقدمتها «الحرافيش» و«بين القصرين»، وهو ما ترد عليه مي بتأكيد أن «الفترات الزمنية تتشابه، وإذا فكرنا في تقديم عمل ينتمي لفترة الأربعينات أو قبل ذلك سنجده يتشابه في شكل الشوارع والملابس مع أعمال أخرى، تناولت الفترة ذاتها، ولكن الأحداث والأشخاص والتفاصيل مختلفة جداً، وأنا لا أنكر أنني مثلاً تحضرت نفسياً لدور (ليل) بمشاهدة أفلام مثل الحرافيش والتوت والنبوت، وقد نكون استلهمنا الروح، لكن البقية في العمل ليس لها علاقة بأي عمل سابق دار في ذلك الزمن، وهذا كان يهمني جداً، إذ تمنيت ألا نكرر أي عمل تم تقديمه سابقاً».
تعاون أول
عن علاقتها وتعاونها الأول مع الفنان ياسر جلال، بطل «الفتوة»، أوضحت مي عمر: «أعتبر نفسي محظوظة بهذا العمل وكل فريق المسلسل من أكبر ممثل لأصغر شخص مشارك، وطبعاً الوقوف أمام نجوم بهذا الحجم، مثل ياسر جلال، ورياض الخولي، وأحمد خليل، وانعام سالوسة، وغيرهم، فكلهم نجوم لهم ثقلهم في الوسط الفني واستفدت جداً من الجميع».
وتابعت «بخصوص النجم الموهوب ياسر جلال فهو ممثل رائع ومتواضع ومحب للجميع وإنسان راقٍ جداً، ويمنحنا جميعاً طاقة إيجابية، وعلى مستوى العمل مميز وملتزم، ويهتم بالتفاصيل وأن يكون كل ممثل في أفضل حالاته».
وأشارت مي عمر إلى أنها قدمت مسلسل «الفتوة» بعيداً عن زوجها المخرج محمد سامي الذي تفخر بنجاحه الفني، إذ قدم هذا العام مسلسل البرنس و«كسّر الدنيا» على حد قولها، لافتة إلى أنها تعرف أن هناك الكثير من الانتقادات والاتهامات توجه لها لمجرد أنها زوجة محمد سامي، لكن الحقيقة أنه لا يجاملها بدليل أنها لعبت أدواراً مهمة ومنها بطولات في أعمال لم يكن هو مخرجها، وربما فضلت هذا العام البعد التام عنه وتعاونت مع المخرج حسين المنباوي، فهي عموماً كأي ممثلة تحب التغيير والتجديد والتعامل مع مدارس فنية مختلفة.
وحول ما يقال بأن مي عمر تشترط وضع اسمها في «تيتر» العمل، ويهمها كثيراً ترتيبها عليه، ولم تنكر مي هذا الكلام «لا أنكر أني أهتم بالتيتر وترتيبي عليه فذلك طبيعي، وأي فنان ينكر أنه يهتم بذلك أعتقد أنه يبالغ بعض الشيء، فأنا لا أجبر أحداً على ترتيب اسمي، بل السوق والدور والإنتاج تفرض ترتيب اسم كل ممثل، وهذا يتم الاتفاق عليه مع الشركة المنتجة بمنتهى الحب ودون أي مشكلات، ولم يحدث أي خلاف بيني وبين أي زميل أو منتج أو مسلسل بخصوص التيتر حتى الآن، ولا يوجد أحسن من الاتفاق الواضح على كل أمر قبل بداية أي عمل، فأنا أحب الدقة والوضوح في عملي وكل شيء بحياتي».
أكثر من مفاجأة
قالت الفنانة مي عمر حول البطولات المطلقة، وأحدث الأعمال التي تحضّر لها حالياً: «لا تعنيني البطولات المطلقة بشكل كامل، والأهم هو الدور الجيد سواء في عمل جماعي أو غير ذلك، وحقيقية أنا لا أسعى إليها، وأجهز حالياً لأول بطولة مطلقة، وهو مسلسل بعنوان لؤلؤ، وجار التحضير وسيتم الإعلان قريباً جداً، وهو مسلسل طويل ينتمي لنوعية الـ45 حلقة، ويشارك في العمل عدد كبير من النجوم، ونحضّر لأكثر من مفاجأة».
«كنت أترك نفسي تماماً وأنا أصوّر الفتوة، وأشعر بأنني امرأة من عصر قديم وأستمتع بالمعنى الحرفي للكلمة».