«آوتسايد ذا واير» يصيب في «الأكشن» ويخفق في الخيال العلمي
نبدي هذه الملاحظة للمرة الثانية، وكانت الأولى في فيلم «ذا ميدنايت سكاي» الرديء لجورج كلوني. لماذا أصبح المستقبل القريب قريباً جداً في السينما؟ في الماضي لا يتم تحديد العام لكن، أخيراً، أصبحت الأفلام تشير إلى الأعوام بوضوح في تشاؤم مزعج، والأحداث في «آوتسايد ذا واير» بعد 16 عاماً من اليوم.
الحرب الأهلية مستعرة في أوروبا الشرقية. ولا يحدد الفيلم أسباب الحرب إن كانت نزاعاً جغرافياً أو أيديولوجياً.
هناك الملازم هارب (دامسون إدريس) مشغل مُسيّرات الذي يعصي أمراً بضرب هدف، وبقراره هذا يقتل جنديين لكنه ينقذ أرواح 38 آخرين. تقرر القيادة إبعاده ويرسل إلى وحدة تدريب لكنها في الحقيقة وحدة لتنفيذ مهام سرية.
يعمل هارب مع زميله الجديد الكابتن ليو (آنثوني ماكي)، والاثنان من السود وكلاهما يسب ويلعن ويشتم، لكن الكابتن ليو إنسان آلي، إنتاج الجيل الرابع من شركة بيوتيك وهارب آدمي، ولك الحق في التثاؤب لأن الفكرة تُستهلك منذ أيام «روبوكوب» عام 1987.
«آوتسايد ذا واير» من إنتاجات «نتفليكس» الأصلية في خانة الخيال العلمي وهو متوسط المستوى، لكنه أفضل بكثير من كارثة جورج كلوني المذكورة أعلاه.
بجوار القاعدة العسكرية حيث يتمركزان نرى مجموعة جنود تتحرش بزملاء لهم من الروبوتات، الواضح أنها مكائن وآلات ولا تتمتع بوجوه بشر. هذه الروبوتات تسمى «غامب» وهو اسم غبي جداً، وكأن كاتب الفيلم يضحك في نفسه وهو يعلم أن «نتفليكس» تشتري دون مراجعة شيء! هذه الروبوتات غبية الاسم والشكل عناصر غير مستغلة في الفيلم ولا نعلم سبب وجودها.
يذهب الاثنان إلى أوروبا الشرقية لمطاردة إرهابي يدعى فيكتور كوفال (هناك مشكلة في أسماء بعض شخصيات الفيلم) يجسده الدنماركي بيلو أزبيك. الإرهابي كوفال يريد شفرات سرية نووية ولا داعي لشرح دوافعه لأن هذه الشخصية أي الإرهابي الروسي أو الأوكراني أو الشرق الأوروبي هي «كليشيه» منذ منتصف الثمانينات.
يتبجح ليو على هارب لأنه آلي وليس بشراً، كما يتبجح صاحب (آيفون أو سامسونغ على مستخدم نوكيا)! يستخدم ليو منطق السياسة الواقعية في حواره مع هارب ويفتخر ببعده عن العواطف قائلا: «لدي القدرة على كسر القواعد». إضافة إلى أنه يمدح هارب بسبب قراره الذي عصى به الأمر بداية الفيلم، ووصفه بتفكير خارج الصندوق، قبل أن يناقض نفسه بقول: «ربما البشر ليسوا عاطفيين بما يكفي». الفيلم من إخراج السويدي ميكايل هافستروم،
وكتابة روان أثال وروب يسكومب. تمضي 50 دقيقة من الفيلم قبل أن نعرف أن ليو مقاتل محترف، لكن هذه الميزة لا تأخذ الشخصية بعيداً. نراه يضرب أشخاصاً عدة دفعة واحدة بشكل روبوتي مصطنع، لكنه يمشي ويركض مثل البشر، وليس كما الركضة الإيقونية الروبوتية المرعبة لروبرت باتريك في فيلم «ترمينيتور» 1991.
رغم أنه روبوت، فإنه لا يتمتع بأي مهارات لغوية، ولا نراه يغير برمجته ليستخدم لغة مكان أخرى، لكن نرى الجميع في تلك الدولة الشرق أوروبية يتحدثون الإنجليزية بطلاقة! أو كما يقول إرهابيو أفلام التسعينات لشركائهم الدوليين: «لغتك الروسية تعيسة، فلنتحدث الإنجليزية»!
وهكذا يتورط من يختار مشاهدة هذا الفيلم بتعرضه لوابل من (كليشيهات) الثمانينات والتسعينات، وحوارات عفا عليها الزمن مثل: «أحياناً، عليك التصرف بدناءة لترى تغييراً حقيقياً»، أو «البشر يستطيعون التعلم ليكونوا أفضل». وبالطبع هناك مشهد احتضار ليو وهو أسوأ مشهد احتضار في تاريخ «نتفليكس» القصير وتاريخ سينما (الأكشن) الطويل، ولا يعكس سوى أن ماكي ضاق ذرعا بالنص الرديء ويريد قبض أجره والانتقال إلى مشروعه التالي.
يستنسخ الفيلم أفكاراً من أفلام أخرى، أبرزها Training Day، الذي كان عن شرطي متدرب على يد زميله الفاسد. بكلمات أخرى، درجة أصالة الفيلم صفر. المؤثرات الخاصة متواضعة والأداء بين متوسط وسيئ، وإذا شعرت بالملل بسبب القصة وليس مشاهد القتال العنيفة السريعة، فتذكر أنك تشاهد منتجاً من مصنع «نتفليكس» يكرس رسالتها التي تقول إن هذه المنصّة هي سينما المستقبل وتنوع محتواها أكثر من تنوع كل صالات السينما مجتمعة. وإن اخترت تفقد أفلام صالات السينما فتذكر أنك لن تجد صنفاً سينمائياً واحداً غائباً على «نتفليكس». وتذكر أن الرديء هو الذي يملأ الصالات، وهذه من غرائب هذا الزمن عندما تتحدى منصّة إنترنت عمر إنتاجاتها الأصلية أقل من عقد، صناعة عمرها أكثر من 100 عام.
• يتورط من يختار مشاهدة هذا الفيلم بتعرّضه لوابل من كليشيهات الثمانينات والتسعينات، وحوارات عفا عليها الزمن.
• إذا شعرت بالملل بسبب القصة فتذكر أنك تشاهد منتجاً من مصنع «نتفليكس» يكرّس رسالتها التي تقول إن هذه المنصّة هي سينما المستقبل.
للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.