«كان السينمائي» يستعد لدورة استثنائية تحت رحمة «كورونا»
يستعد مهرجان كان السينمائي الفرنسي، أعرق مهرجانات السينما العالمية، لدورة استثنائية بكل المقاييس الفنية، ولكن ستظل الكلمة الأخيرة لتصاعد أو انخفاط مؤشر انتشار فيروس كورونا. ملامح برنامج المهرجان الذي يعقد أولى دوراته منذ جائحة «كوفيد-19»، تبدو غنية بالسينمائيين النجوم. ويقام المهرجان هذه السنة من 6 إلى 17 يوليو في قصر المهرجانات عند جادة لاكروازيت، ويجمع آلاف العاملين في قطاع السينما من العالم كله، يلتقون مجدداً بعد إلغاء دورة العام الفائت.
وفي حال استمرت عملية رفع القيود وفق ما تخطط له الحكومة فمن المفترض ألا تُحدَد سقوف لعدد الحضور في الصالات، لكن سيكون على الراغبين في مشاهدة الأفلام تقديم بطاقة صحية تثبت تلقيهم اللقاح أو نتيجة سلبية لفحص كورونا السريع.
ويجيب المنظّمون خلال مؤتمرهم الصحافي التقليدي الذي يعقدونه في إحدى دور السينما عند جادة الشانزليزيه في باريس الخميس المقبل، عن الكثير من الأسئلة، تتعلق مثلاً بالنجوم الذي سيصعدون درجات قصر المهرجانات، وبإمكان مشاركة الأميركيين، وبكيفية التوفيق بين الكمامات وأزياء النجمات على السجادة الحمراء، وبين التدابير الصحية وحفلات الكوكتيل.
ويرتقب المهتمون لائحة الأفلام التي وقع عليها الاختبار لخوض السباق لخلافة فيلم «باراسايت» للكوري الجنوبي بونغ جون هو الفائز بالسعفة الذهبية عام 2019. واختيرت هذه اللائحة من ضمن أكثر من 2000 فيلم حضرها المنظمون.
وسبق للمندوب العام تييري فريمو أن أكد مشاركة ثلاثة من الأفلام المتقدمة إلى لجنة التحكيم برئاسة المخرج سبايك لي، وهو أول أميركي من أصل إفريقي يتولى هذه المهمة. وسيكون افتتاح المهرجان لفيلمٍ لمخرج فرنسي هو «أنيت» لليوس كاراكس، من بطولة ماريون كوتيار وآدم درايفر، مع فرقة «سباركس» الأميركية الشهيرة التي تولت السيناريو والموسيقى.
«بينيديتا»
ومن المتوقع أن يُحدث «بينيديتا» للمخرج الهولندي بول فيرهوفن ضجةً، إذ يتناول قصة راهبة من القرن السابع عشر، تؤدي دورها فيرجيني إيفيرا.
أما الأميركي ويس أندرسون فيشارك بفيلمه الجديد بعنوان «ذي فرينش ديسباتش» الذي صوّر في أنغوليم (جنوب غرب فرنسا)، وكان جاهزاً للمشاركة في المهرجان العام الفائت، وقد يحضر النجوم المشاركون فيه على البساط الأحمر، كالممثلين بيل موراي وتيلدا سوينتون وتيموتيه شالاميه وأدريان برودي وليا سيدو وماتيو أمالريك.
ومن شبه المؤكد أن يكون الإيطالي ناني موريتي الفائز بالسعفة الذهبية عام 2001 حاضراً من خلال فيلمه «تري بياني».
جيمس بوند
ومن الأفلام التي يحتمل أن تكون ضمن السباق إلى الجائزة فيلم «ماكبث» بالأبيض والأسود لجويل كوين، أكبر الأخوين كوين، من بطولة دينزل واشنطن. كذلك ينافس أبيشاتبونغ ويراسيتاكول (السعفة الذهبية عام 2010) بفيلمه الأول باللغة الإنجليزية خارج تايلاند «ميموريا». وقد تشهد المسابقة عودة كاترين دونوف في «دون سون فيفان»، أو ربما تتضمن اللائحة أحدث فيلم لجين كامبيون «ذي باور أوف ذي دوغ»، علماً أنها المرأة الوحيدة التي فازت بالسعفة الذهبية عام 1993. ومن الممكن أن يلحظ البرنامج مشاركة، ربما من خارج المنافسة، لأحدث أفلام سلسلة «جيمس بوند»، أو للفيلم المقبل للمخرجة الأميركية كلوي جاو التي فازت أخيراً بجائزة الأوسكار عن فيلم «نومادلاند».
شكوك «كورونا»
ستستمر الشكوك المتعلقة بـ«كوفيد-19» في إلقاء ظلها على تنظيم المهرجان، ولو أن مؤشرات الوباء في فرنسا في الوقت الراهن تحمل على الاعتقاد بأن الصيف سيكون هادئاً، إذ لن يُغني ذلك عن إجراءات صحية يعلنها المنظمون.
وينبغي طمأنة النجوم الأجانب إلى الاحتياطات المتخذة. وقد أمكن إقامة مهرجان البندقية السينمائي في سبتمبر، مع سجادة حمراء بعيدة عن الأنظار العامة لتجنب الحشود، ولكن كان في إمكان النجوم أن يقفوا عليها من دون كمامات. أما مهرجان برلين فقرر في مارس تنظيم دورته عبر الإنترنت.
ومن المحتمل أن يكون المؤتمر الصحافي أيضاً فرصة للمهرجان لتوضيح مشاريعه والتزاماته من حيث تعزيز المساواة والتنوع وحماية البيئة، وهي موضوعات أصبحت الآن ضرورية لهذا القطاع.