«بيروت ما بعد الانفجار».. 55 دقيقة تروي أوجاع المتضررين
«بيروت ما بعد الانفجار»، هو عنوان الفيلم الوثائقي الذي أخرجه فهد أبوصلاح، والذي يوثق من خلاله وجوهاً متعددة لمعاناة المتضررين وأهالي الضحايا بعد مرور أكثر من عامين على انفجار مرفأ بيروت. ويروي الفيلم الذي عرض أول من أمس في فندق والدورف أستوريا في دبي، وعلى مدى 55 دقيقة، أوجاع المتضررين من أكبر انفجار غير نووي، والذي وقع في الرابع من أغسطس عام 2000، ويعرض قصص المصابين والذين خسروا أفراداً من أسرهم.
ويبدأ الفيلم الذي سيعرض على منصة «أم كونتنت»، بمشهد الانفجار الضخم الذي هز العاصمة اللبنانية، وينتقل بعدها مباشرة إلى مقابلات تحمل قصصاً إنسانية يفيض منها الألم سواء النفسي أو الجسدي، بداية من مرحلة الإنقاذ أو البحث عن الجثث والتعرف إلى أصحابها، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الانفجار. وقد عرض الفيلم بالتزامن مع إطلاق مجموعة من الأعمال الفنية التي ستباع عبر الواقع الافتراضي (ميتافيرس)، وسيعود ريعها للذين مازالوا يواجهون آثار وأضرار الانفجار.
وقال المخرج أبوصلاح، لـ«الإمارات اليوم»، عن الفيلم: «عملت على توثيق ما حدث للمتضررين وأهالي ضحايا الانفجار بعد عامين، لتسليط الضوء على الآثار التي مازالت مستمرة إلى اليوم، فحين حدث الانفجار كنت في بيروت، وقد أثر بي كثيراً، كما أن هناك عدداً كبيراً من المصابين الذين مازالوا يتلقون علاجاتهم بسبب الإعاقات الجسدية التي أصابتهم». ونوه بأن اختيار الحالات التي وثقها في الفيلم، أتى من خلال البحث عن الحالات التي لم تُسمع قصصها إلى اليوم، خصوصاً أهالي الضحايا، موضحاً أنه العمل الوثائقي الأول الذي يقدمه، وهي تجربة أراد خوضها مع هذا الموضوع تحديداً نظراً لضخامة آثار الانفجار، وكذلك لوجود الكثير من القصص التي تستحق أن تُروى. ولفت المخرج اللبناني الى أن العمل على فيلم وثائقي له تحدياته الخاصة، لاسيما أنه لا يعتمد على وجود نص محدد، بل على تلقائية الناس وما يرونه خلال التصوير، مؤكداً أن التصوير استغرق ما يقارب 50 يوماً، وكان التحدي الأكبر خلال العمل، قبول الناس فكرة الحديث أمام الكاميرا، إذ واجه الكثير من الذين رفضوا الحديث بسبب الضرر النفسي الذي يعانونه، أو بسبب سرية التحقيق الذي لم ينتهِ بعد.
من جهته مصور الفيلم، وأحد مؤسسي «بلان ال بي»، المؤسسة التي ستعمل على توزيع ريع أعمال «الميتافيرس»، محمود عيتاني، قال: «إن الفيلم يعرض المشكلات النفسية والجسدية الصعبة، فيما في المقابل تعمل المبادرات الإنسانية على منح الناس الفرح لتكون الرسالة الأساسية نشر السعادة والأمل».