مشروع ثقافي جديد.. وأصبح للأفلام الكلاسيكية متحف في الإمارات

وسط 400 شخص من أبرز الشخصيات ومحبي الثقافة والسينما والفن، أعلنت السفارة الثقافية للدولة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) عن تأسيس متحف الأفلام الكلاسيكية في أبوظبي، خلال البرنامج الثقافي الذي نظمته «أناسي للإعلام» و«الألكسو» ومعهد العالم العربي بباريس تحت عنوان «إبداعات خالدة من السينما الكلاسيكية» بمقر المعهد في العاصمة الفرنسية.

وتعد باريس أول محطة دولية للمشروع الثقافي العربي والإماراتي «متحف الأفلام الكلاسيكية»، الذي يأتي برعاية سفيرة الثقافة فوق العادة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، وبالتعاون مع كل من معهد العالم العربي بباريس ومنظمة الألكسو.

ويأتي متحف الأفلام الكلاسيكية في أبوظبي ضمن مجموعة من المبادرات الثقافية والإبداعية تحت شعار «نغير بالثقافة والثقافة تغيرنا».

وقال رئيس معهد العالم العربي بباريس جاك لانغ: «سعداء بأن تختار منظمة (الألكسو) المعهد لتنظم فيه هذا البرنامج الثقافي لتكريم رواد السينما العربية الكلاسيكية، خاصة المخرج هنري بركات».

واستهل البرنامج الثقافي بمحاضرة بعنوان «السينما العربية سحر وإبداع ورقي.. إبداعات فنية خالدة صورها رائد الواقعية» وقدمها مدير مؤسسة «دار موريتانيا» الثقافية، والخبير لدى «اليونسكو» المخرج عبدالرحمن لاهي، إذ استعرض خلالها مئوية السينما الكلاسيكية العربية.

وسلط الضوء على ما قدمه عدد من أبرز المخرجين من بينهم «شيخ المخرجين العرب» هنري بركات، صوت المرأة والفلاح.

وتزامناً مع الإعلان عن تأسيس متحف الأفلام الكلاسيكية في أبوظبي، أكد لاهي على أهمية وضرورة وجود هذا الصرح مواكبة مع كتابة تاريخ السينما، مشيراً إلى أن أهمية وجود المتحف لهذه الفترة السينمائية الذهبية ليكون حافظاً لتاريخها وكتاباً مفتوحاً لعشاق السينما والباحثين والمتخصصين.

وبمناسبة تكريم رمز الزمن الجميل المخرج هنري بركات، قالت راندا هنري بركات في كلمة لها بعدما تسلمت تكريم السفارة الثقافية «أقف أمامكم اليوم بفخر وسعادة بالغة. باسمي وباسم أختي جيهان أتوجه بالشكر والامتنان لسفيرة الثقافة العربية لدى (الألكسو) الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، ففي إطار حدث ثقافي مهم يتم تكريم والدي بعد مرور ما يقارب ثلاثة عقود على رحيله».

وعقب تكريم اسم هنري بركات عرض فيلم «شاطئ الغرام» وهو أحد روائعه من تأليفه وإخراجه، والذي أنتج عام 1950، وهو فيلم رومانسي غنائي بطولة ليلى مراد وحسين صدقي وتحية كاريوكا وصلاح منصور ومحسن سرحان، وكان أول فيلم يصور في مرسى مطروح، وقد أطلقت وزارة السياحة اسم الفيلم على الشاطئ الذي شهد تصوير الفيلم ولايزال المكان يحتفظ بالاسم «شاطئ الغرام».

واشتمل البرنامج الثقافي على حفل فني شدت فيه الفنانة عبير نصراوي بروائع من الأفلام الكلاسيكية، فغنت «يا مسافر وحدك»، و«قلبي دليلي»، و«بحلم بيك»، وغيرها.

 العصر الذهبي

قالت راندا بركات إن والدها المخرج الراحل هنري بركات تميز بمهارة وحساسية مرهفة، إذ ألقى نظرته الصادقة على الواقع المصري وعالج القضايا التي تمس المشاعر وتحمل المعاني السامية التي ترقى بها المجتمعات، واتسمت أفلامه بالحرفية المتقنة والموضوعية المجردة من المبالغة. وأضافت: «أتمنى أن يكون هذا الاحتفال وهذا التكريم فرصة تتيح للجمهور الفرنسي ولعشاق الفن السابع إمكانية إعادة اكتشاف بعض الأفلام العظيمة لهؤلاء العمالقة الذين خلدوا وأصبحوا رموزاً حية وجزءاً أساسياً من العصر الذهبي للسينما العربية».

عقب تكريم اسم هنري بركات عرض فيلم «شاطئ الغرام»، وهو أحد روائعه من تأليفه وإخراجه.