الممثلة الكورية جون دو يون تؤدي شخصية ذات وجهين في أحدث أفلامها
كلير لي تستلهم جون دو يون التي تُعتبر من أشهر الممثلات في كوريا الجنوبية، تجربتها الشخصية في تأدية دورها ضمن فيلم الحركة التشويقي "كيل بوكسون" (Kill Boksoon) الذي بدأت منصة نتفليكس بعرضه في مطلع نيسان/أبريل، وفيه تجسّد شخصيةً ذات وجهين، تواجه أعداءها في المشاهد القتالية، وفي الوقت نفسه تخوض معركة الأمومة لتربية ابنتها الوحيدة.
وكانت جون دو يون (50 عاماً) نالت جائزة أفضل ممثلة في إحدى دورات مهرجان كان السينمائي، فيما شاركت في أعمال لمخرجين كوريين خلال مسيرتها التي تمتد على ثلاثة عقود.
وأدّت الممثلة أدواراً مختلفة من بائعة هوى مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية إلى ربة منزل متهمة ظلماً بتهريب المخدرات. لكن في أول فيلم حركة لها ("كيل بوكسون")، كان لتجربتها الشخصية كأمّ دور أساسي في الأداء الذي قدّمته.
وتولّى إخراج الفيلم الذي بات متوفراً عبر نتفليكس، بيون سونغ هيون الذي لا يخفي إعجابه بجون ووقع اختياره عليها لتأدية دور البطولة في الفيلم عندما كان يؤلّف سيناريو العمل.
وتقول جون التي لها ابنة مراهقة على غرار شخصيتها بوكسون "أنا لست قاتلة محترفة، لكنّي أعيش حياتي كأم وكممثلة".
وفيلم "كيل بوكسون" الذي تتخلله معارك مذهلة، لا يشبه الأعمال السابقة لجون، وتحديداً تلك التي أدّت فيها الممثلة شخصيات مهمشة ومضطهدة.
وتعيّن على جون أن تتعلّم حركات معقدة في فيلم الإثارة الذي تدور أحداثه في عالم من القتلة المحترفين.
وقالت في مؤتمر صحافي عقدته أخيراً في سيول "كنت خائفة جداً... لكنني قلت لنفسي إنّ عليّ النجاح، حتى لو كان ذلك سيتسبب في إرهاق كبير لي".
"إيصال الألم بمصداقية"
ويعود أول ظهور لجون المولودة عام 1973 في سيول، في عمل تلفزيوني عندما كانت في التاسعة عشرة. إلا أنّ الانطلاقة الفعلية لمسيرتها جاءت بعد خمس سنوات مع فيلم "كونتاكت"، وهو نسخة كورية جنوبية من فيلم "يوف غَت مايل" حققت نجاحاً على المستوى الوطني.
وباتت جون في العام 2007 أول امراة من كوريا الجنوبية تنال جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي، عن دورها في فيلم "سيكرت سَنشاين" للمخرج لي تشانغ دونغ.
ومذّاك، واصلت جون تأدية أدوار طبعت مسيرتها المهنية، بينها شخصية مدبرة منزل تصبح حاملاً من زوج مَن تعمل لديها، وتُخدَع لإجهاض جنينها.
ويقول المتخصص في الأعمال السينمائية والمقيم في سيول جايسن بيشيرفيز "من خلال تأديتها مجموعة من الشخصيات وتعاملها مع مشاعر متضاربة، على غرار تقشير البصل، كان أداؤها يستهدف ما يحرّك الشخصيات".
ويضيف "غالباً ما تؤدي جون شخصيات تواجه ألماً، وهو إحساس يبرز ضمن ظروف مختلفة في الأعمال السينمائية الكورية ويتّسم تجسيده بصعوبة كبيرة، إلا انّ جون نجحت في إيصاله بمصداقية كبيرة".
"ساحرات"
ويأتي إنتاج فيلم "كيل بوكسون" في أعقاب بروز كوريا الجنوبية كقوة ثقافية، مع النجاح العالمي الذي حققه فيلم "باراسايت" الحائز أوسكار أفضل فيلم ومسلسل "سكويد غايم" الذي عرضته نتفليكس.
ويمثل هذا العمل أوّل مشروع لجون مع نتفليكس، المنصة الرقمية التي تستثمر مبالغ كبيرة في إنتاج أعمال من كوريا الجنوبية تعتبر أنّها تحظى بشعبية لدى مستخدمي المنصة في العالم أجمع.
وهذه المرة الاولى أيضاً التي تتولى فيها الممثلة البالغة 50 سنة دور البطولة في فيلم تشويقي، في أعقاب فوز ميشيل يوه التاريخي بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "إفريثينغ إفريوير آل أت وانس".
وتقول الخبيرة السينمائية أريوم جيونغ لوكالة فرانس برس "من الملهم رؤية جون تشق طريقها في مجتمع ذكوري تُلقّب فيه النجمات الشابات بـ+الساحرات+".
وتعتبر جون أنّ المشاهدين قد يتعاطفون بسهولة مع شخصيتها كقاتلة تكافح من أجل التواصل مع ابنتها المنعزلة بصورة متزايدة. وتقول في الفيلم إنّ "القتل أسهل من تربية الأبناء".
وتؤكّد الممثلة أنّ العمل مدى ثلاثة عقود في المجال السينمائي الكوري الجنوبي التنافسي "أسهل بقليل من تربية طفل".
وتضيف "بالنسبة إلى العمل، يمكنني إيجاد حلول بنفسي، لكن عندما يتعلق الأمر بالأبناء فثمّة أمور أعجز عن التحكم بها".
أما المخرج بيون سونغ هيون فيؤكّد أنّ مشروعه الأخير يشكل وسيلة للإشادة بمسيرة جون التي تضم أعمالاً كثيرة.