«هارت أوف ستون».. سينما الأكشن في أسوأ صورة

هناك فرق قد لا يلتفت إليه الكثيرون بين ما تصنعه «نتفليكس» وما كانت تلقيه هوليوود في أسواق الفيديو قبل اختراع تقنية Streaming أو البث التدفقي على الإنترنت. ما تصنعه «نتفليكس» أفلام عالية الجودة مرصّعة بنجوم الدرجة الأولى، لكن نصوص هذه الأفلام هو بالضبط ما كانت تلقيه استوديوهات هوليوود في باحتها الخلفية ليلتقطه صانع أفلام مغمور وينتجه بثمن بخس لمصلحة سوق الفيديو، ويكون عادة بلا أي جودة.

فيلم Heart of Stone أحدث إنتاج «نتفليكس» صنع ليكون بمثابة «مهمة مستحيلة» الخاص بالمنصّة. فيلم صرّحت المنصّة قبل البدء بالتصوير أنه سيكون مهمتها المستحيلة. أن تقول إنك تستلهم فكرة من إنتاج آخر فلا بأس، لكن أن تقلدها تقليداً أعمى فذلك الإفلاس الإبداعي بعينه.

«هارت أوف ستون» فيلم بلا روح ولا شخصية مستقلة يقول بلا خجل إنه «مهمة مستحيلة»، لكن بجودة أقل ولا تقارن بسلسلة توم كروز العظيمة. فيلم لا يحاول التميز في أي شيء سوى إبراز وجه بطلته الحسناء الإسرائيلية غال غادوت. فيلم كتبه غريغ روكا وأليسون شرويدر وهما يشاهدان أفلاماً أخرى وينسخان الحوارات منها، والمخزي أنهما ينقلان الرديء من الحوارات.

فيلم أخرجه توم هاربر وهو يشاهد الأجزاء السابقة من مهمة مستحيلة، ويأخذ جزئية من هنا وأخرى من هناك بلا وعي. وعندما نقول بلا وعي فإننا نعني أن المشاهد كلها ميتة ومملة، لأن من صممها غير مهتم ببث روح الأصالة فيها.

ريتشيل ستون (غادوت) عضو في منظمة سرية تهدف لحفظ السلام واسمها تشارتر وفي الوقت نفسه هي عميلة جهاز المخابرات البريطاني MI6. تأخذها الوظيفة حول العالم من جبال الألب إلى لندن ولشبونة والسنغال، وأخيراً، آيسلندا، ورغم ذلك، فإن هاربر يفتقد الخبرة الإخراجية فيظهر مواقع التصوير في أكثر صورة مملة. ومن لا يصدق كلامنا هذا فليعد إلى أفلام مهمة مستحيلة من الجزء الرابع وحتى السابع وليشاهد بنفسه كيف يحبس تصوير تلك الأفلام الأنفاس.

نوماد (صوفي أوكونيدو) رئيسة ستون وهي التي جندتها منذ أن كان عمرها 20 عاما. لماذا؟ لا توجد لدينا أي فكرة وربما لم يهتم الكاتبان بهذه النقطة. ولا ننسى أن نذكر أن نوماد شخصية مملة جداً، ولا تتمتع بذرة كاريزما وعندما تظهر على الشاشة، فقد لا ينتبه المشاهد إلى وجودها لأنها بلا حياة.

الألماني ماتياس شوايغوفر ممثل «نتفليكس» (الاحتياط)، الذي يبدو أن المنصّة تستخدمه لأن الرجل لا عمل له سوى أفلامها ومسلسلاتها يؤدي دور (جاك أوف هارتس) مساعد ريتشيل الفني والملتصق بكمبيوتر عملاق يُسمى «القلب»، والذي يستخدم معلومات من عمليات مراقبة لمساعدتها في تأدية عملها.

هذه المعلومات كلها بصرية أمامه وهو يحركها بيديه كأنها شاشة آيباد ثلاثية الأبعاد. لكن هذه التقنية كانت نوعية ومبتكرة عندما استخدمها توم كروز منذ 20 عاماً في رائعة ستيفن سبيلبيرغ «تقرير الأقلية» ألا تذكرون ذلك؟ أما هنا فتبدو فكرة منسوخة ضحلة لا فن لها.

يشرح الفيلم مهمة منظمة شارتر مرات عدة، خلال حواراته. في الحقيقة معظم الشخصيات تتحدث بأسلوب شرح معمق ولا يتناسب مع طبيعة فيلم أكشن، كما أن كاتبي الفيلم يعطيان كل شخصية ملاحظات ساخرة لإلقائها في لحظات التوتر وكل ملاحظة أسخف وأتفه من أختها، ولا نبالغ لو قلنا إنها كلها منقولة من أفلام أكشن التسعينات.

الممثلان بول ريدي والصينية جينغ لوسي يفعلان العجائب بحواراتهما السيئة، وربما من حُسن الحظ أن الفيلم لا يعطي شخصياتهما مساحة كافية. يؤدي الآيرلندي جيمي دورنان دور باركر، وهو مثل كولين فيريل في فيلم «ديرديفيل» ولكن بأداء مخفف.

الشيء نفسه بالنسبة لنجمة بوليوود الهندية آليا بات في دور قرصانة الكمبيوتر كيا. فمحدودية دورها لا تسمح لها بالارتقاء في الأداء وتبقى محصورة في كليشيهات الشخصية. لكن العارض الإسباني السابق والممثل حالياً جون كورتاخارينا هو الوحيد الذي يشع شراً في الفيلم، والوحيد الذي يبدو قادراً على إعطاء دور شرير لا ينسى لو أعطي الفرصة.

هاربر لا يجيد الإخراج أو إخراج الأكشن على الأقل، مشاهده الاستعراضية (أكشن الهواء الطلق) كلها سائبة ومشاهده القتالية (فرد ضد فرد) غير مؤطرة بالشكل المناسب ومظلمة وممنتجة بشكل سيئ وغير منطقية. فنرى غادوت تقاتل الرجال ولا تسقط قط ولا تتعب ولا تلهث، بينما «جون ويك» المقاتل الأفضل في تلك السلسلة يهزم في جولات ولا ينتصر إلا بمساعدة خارجية.

وهذه نقطة مثيرة للانتباه، عندما قررت هوليوود جعل المرأة نجمة أكشن، فإنها جعلتها أقوى من رجال الأكشن. وبجسمها الضئيل تصارع عمالقة وتهزمهم ومن النادر جداً أن تتلقى مساعدة لهزيمة خصم. ومن النادر أن تسيل الدماء من وجهها! والأدهى والأمر أنها تهزم رجلين أو ثلاثة مدججين بالسلاح إذا هجموا عليها دفعة واحدة! نحن لم نصدق أرنولد شوارتزينيغر عندما فعلها في الثمانينات فكيف نصدق أن امرأة ضئيلة تفعل ذلك.

غادوت بطلة الفيلم لها نصيب الأسد من الحوارات السيئة وإلقاؤها أسوأ وتضخم صوتها ليكون مثل فين ديزل في سلسلة «فاست»، وتتحدث مع نفسها كثيراً، وهي ليست بحاجة إلى ذلك، لكن هذا الفيلم التافه يصر على نسخ حوارات وأكشن أفلام أخرى لينفذها بشكل سيئ هنا.

مقدمة جبال الألب منسوخة من أفلام جيمس بوند، ومشاهد القفز في الهواء كلها من «مهمة مستحيلة»، مشاهد القتال الفردي مأخوذة من «إكستراكشن» دون الحدة والعنف التي اشتهر بها هذا الأخير. لكن تبقى المصادفة الغريبة أن الشرير في هذا الفيلم يريد السيطرة على نظام ذكاء اصطناعي، وهو بالضبط هدف شرير فيلم «مهمة مستحيلة 7».

حاز الفيلم على 33 مليون مشاهدة خلال أول ثلاثة أيام من طرحه، وهو في المركز الأول على قائمة الأفلام الأعلى مشاهدة على «نتفليكس».

• فيلم يقول بلا خجل إنه «مهمة مستحيلة»، لكن بجودة أقل ولا تقارن بسلسلة توم كروز العظيمة.

للإطلاع على الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

عشاق باتيا «سعيدون»

كشفت صحيفة «ذا تايمز أوف إنديا»، التي تحتفل بانضمام النجمة الهندية آليا بات إلى مصاف نجوم العالم، أن عشاق باتيا «سعيدون» أنها احتفظت بلهجتها الهندية في حوارات الفيلم، ولم تتصنع لهجة أميركية، كما فعلت زميلتها بريانكا تشوبرا.

الأكثر مشاركة