فيلم إماراتي يبصر النور في دور العرض 24 أكتوبر

قصص إنسانية «خلف الكواليس»

وسط حضور إعلامي وفني، تم الإعلان عن إطلاق الفيلم السينمائي الجديد «خلف الكواليس» للكاتبة والشاعرة الإماراتية شهناز البستكي، التي حرصت على التأكيد أن الفيلم سيبدأ عرضه جماهيرياً بداية 24 من الشهر الجاري في عدد من صالات العرض الإماراتية، على أن يعرض في دور السينما المصرية والسعودية انطلاقاً من شهر نوفمبر المقبل.

شهد المؤتمر الصحافي الذي أقيم صباح أمس في «ريل سينما» بمول دبي، بطلة العمل نسمة قزامل، والممثل محمد غباشي، ومونتير العمل أحمد رزق، وعدد من أعضاء فريق العمل، الذين أشاروا إلى تميز الفيلم السينمائي الجديد بتقنيات إخراجية عالية تضاهي ثراء مضامينه، لافتين إلى آليات اشتغال مخرجه على توظيف كل العناصر الفنية والإبداعية التي تعكس الفكرة الرئيسة للفيلم الذي صورت مشاهده بالكامل في الإمارات، بمشاركة نخبة من ممثلي الإمارات والعالم العربي.

مشاعر متضاربة

تجري أحداث فيلم «خلف الكواليس»، الذي أنتج في 2022، ضمن حرم إحدى الجامعات، لتتتابع ضمن خيوط حبكته الرئيسة التي تدور بين أماكن الحرم الجامعي، سلسلة قصص مجموعة من الطلبة والطالبات. فيما يتعرف الجمهور في هذا الإطار نفسه، إلى شخصية الدكتورة منى، صاحبة المشروعات والأفكار المتجددة، التي تشعر زميلها، الدكتور رشيد بالغيرة والحسد، فيحاول عرقلتها مرات عديدة من الاستمرار، مستعيناً بحجج واهية لا تبدو لها نهاية. هذا، في الوقت الذي تكشف أحداث الفيلم الجديد، عن العديد من القصص الرومانسية والمشاعر الصادقة، مثل حكاية الطالب أحمد وزميلته رنا التي تضعهما في مرمى الاصطياد ودائرة المراقبة والتتبع من قبل هيفا ورندا، الساعيتين إلى إشعال نيران المكائد بدافع الغيرة والحسد.

من ثم، تتوالى الأحداث وتتصاعد مساراتها بوتيرة درامية مشوقة تكشف عن كم هائل من المضامين الإنسانية الهادفة المتداخلة مع أجواء الصراعات والغيرة، وصولاً إلى رسائل الخير والمحبة التي تكرسها تفاصيل العمل في النهاية.

رؤية فنية

وحول ما تضمنه الفيلم الجديد من رؤى فنية وإخراجية جديدة، وما استثمره من تقنيات تصويرية تترجم عمق مضامينه ورسائله، أكد «مونتير» الفيلم أحمد رزق لـ«الإمارات اليوم»: تعكس تجربة الكوادر الفنية والسينمائية الذكية التي تم استخدامها في فيلم «خلف الكواليس»، الحالات النفسية لشخصيات العمل، لتغوص في وصف اتجاهاتها الإنسانية ومشاعرها ومن ثم تحولاتها النفسية وحتى صراعاتها، وذلك، بالاعتماد على تقنيات تصوير فريدة، وخاصيات فنية متنوعة أبرزها تصوير الحركة البطيئة التي تم دعمها في العمل، بخيارات مدروسة لعنصر الموسيقى الدراماتيكية المرافقة لأبرز الأحداث لعكس أبرز لحظات الفيلم الفارقة. مضيفاً: تكرس رؤية العمل الجديد بشكل عام، ملامح تجربة سينمائية مجددة وطموحة وتوجهاً نوعياً مغايراً، ينتصر للرسائل الهادفة والمضامين الفريدة التي تناقش قضايا راهنة لم يتم تناولها في أعمال سينمائية كثيرة أخرى. في الوقت الذي برز نجاح صنّاع العمل في توليفة الشعر والسينما جلياً في كثير من مواطن هذا الفيلم، ليرفع مستوى المشاهدة وجمالية تناولها على الشاشة الكبيرة.

توجه نوعي

ووصفت مؤلفة الفيلم الكاتبة والشاعرة شهناز البستكي، توليفة الشعر والسينما باللغة السينمائية المجددة والناطقة بالمعنى، مؤكدة لـ«الإمارات اليوم»، «حاولت تكريس حضور الشعر في العمل بطريقة عفوية تخدم حركة المشاهد، وسررت بصراحة نتيجة هذا المزج الناجح الذي أضاف بعداً فنياً جميلاً للعمل». متابعة: «خلافاً لاعتقادنا، وفي ظل اكتساح الوسائط الرقمية للمشهد الاجتماعي والثقافي عموماً، لايزال كثير من شبابنا ميالاً للتجارب الشعرية قراءة وكتابة، وهذا ما شجعني على اختبار هذه الخطوة داخل العمل، وإدماجها في تجارب «المواقف» التي يثبتها «الشعر» وليس «الأغنية» مثلاً في بعض المشاهد السينمائية المعهودة، ليعكس تأثيراً أكبر على المشاهد. وفي إطار هذا التأثير نفسه الذي نتوق كمبدعين لتحقيقه بلغة فنية قوية ونابضة بالحياة، يمكننا الحديث عن الرؤية الإخراجية المتميزة التي رافقت توليفة الشعر والسينما في العمل، وكذلك خيارات السرد وصولاً إلى اختيار نخبة متميزة من الوجوه الفنية التي تنحدر من ثقافات وجنسيات عربية متنوعة، تؤسس لمبدأ ووحدة «الإنسان» عموماً الذي ينتصر له الفيلم ويتناوله بالاهتمام».

أما أكبر التحديات، فوصفتها مؤلفة العمل بالقول «إن التوجه النوعي وتحقيق معادلة الاختلاف والتميز هما أبرز تحدّ يعترض المبدع، لأن إنجاح مزيج فني وسينمائي مغاير، ثري وجاذب، أمر ليس بالسهل، كما أن اختيار فيلم يراهن على المحتوى، وتقديمه بصيغة مؤثرة ومثيرة للاهتمام تحدّ أكبر. هنا يأتي دور الفريق الكبير في معاضدة هذا الجهد الفني وتحقيق أهداف الارتقاء بتجربة وصورة العمل، وكذلك تفاصيله، التي دعمتها شخصياً في تجربة كتابته، بالنص والدراما والحوار وحتى جرعات الكوميديا والرومانسية والإثارة».

قيم شعرية

يتفرد فيلم «خلف الكواليس»، بحرص صنّاعه على المضمون الثقافي والأدبي الذي تكشف عنه مجموعة المحاضرات الثقافية والأمسيات الشعرية والمسابقات الثقافية بين الطلبة والأساتذة ضمن الحرم الجامعي، والتي نجح من خلالها الفيلم السينمائي الجديد، في تقديم باقات حافلة بالمعارف والقيم والقصص النابضة بالإنسانية التي استلهمت رؤاه من ديوانيّ «إثراء الذات»، «وابق إنساناً» للكاتبة والشاعرة الإماراتية شهناز البستكي.

بطاقة فنية

يتشارك بطولة الفيلم السينمائي كل من الممثلين: نسمة قزامل، محمد غباشي، علي طيفور، آية حلمي، أحمد خالد، أحمد يوسف، محمد المنصوري، عماد جرجس، حسين محمد، إيمان الكتبي، رونيدا حدانة، سيدرا الزول، سعيد عبدو، جميلة المغربي، خليفة المطروشي، في الوقت الذي تتولى ظلال جابي مهام المخرجة المنفذة، وعبدالمنعم الإبراهيمي مهام مدير التصوير. أما هندسة الصوت، فأوكلت لموسى العيناوي، فيما وضع الموسيقى التصويرية للفيلم معتز أبوحمدان.

تويتر